استعدادات استثنائية وإجراءات احترازية حفاظاً على الأمن
الحسينيات: ملتزمون بالتعليمات في إحياء ذكرى عاشوراء
| كتب علي العلاس |
1 يناير 1970
06:24 م
• «الجعفرية»: ملتزمون قولاً وفعلاً ووضعنا بوابات إلكترونية وسوراً
• «بوحمد»: لدينا إصرار كبير على إحياء شعائر عاشوراء تحدياً للفكر الداعشي
• «عاشور»: ندعو قيادات «الداخلية» لسماع ملاحظاتنا فلدينا باع طويل في التنظيم
• «دار الزهراء»: لخطباء المنابر دور مهم في توحيد الكلمة في ظل التحديات
استجابة لوزارة الداخلية، وإدراكا للمسؤولية الوطنية، أعلن القائمون على الحسينيات التزامهم بالتعليمات الخاصة بإحياء ليالي عاشوراء، في ظل استعداداتهم الاستثنائية هذا العام نظرا للظروف الأمنية التي تعيشها المنطقة بشكل عام والكويت بشكل خاص منذ تفجير مسجد الإمام الصادق في رمضان الفائت.
واتخذ القائمون على الحسينيات إجراءات احترازية إضافية هذا العام، من مثل وضع الحواجز الأسمنتية التي تحيط بالحسينيات، وزيادة الفرق التطوعية في الحسينيات من قبل رؤساء مجالس إداراتها، وهو دليل على وجود تخوفات أمنية رغم تطمينات وزارة الداخلية بهذا الشأن.
وقال رئيس مجلس إدارة الحسينية الجعفرية عبدالنبي العطار «ان الحسينية بدأت استعداداتها منذ وقوع تفجير الإمام الصادق في رمضان الفائت، وسنكون ملتزمين قولا وفعلا بتعليمات وزارة الداخلية الخاصة بتأمين الحسينيات خلال احياء ذكرى عاشوراء، مشيدا بجهود وزارة الداخلية التي تبذلها حاليا من خلال الاجتماعات التنسيقية التي تجريها قياداتها الأمنية مع مسؤولي الحسينيات».
وأوضح العطار ان «الحسينية الجعفرية تحيط بها ظروف خاصة مقارنة بباقي الحسينيات، لأن القراءة فيها تكون صباحية ومسائية على طول العام دون توقف باستثناء الأيام الأولى من شهر رمضان وعيد الأضحى، وتختلف أيضا لأنها أصبحت اليوم إلى جانب كونها حسينية تقام فيها المجالس الخاصة بآل البيت مكانا لإقامة الصلاة بعد تفجير مسجد الإمام الصادق لحين الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة». وأشار إلى استعداد الحسينية لإحياء مراسم ذكرى عاشوراء من خلال شرائها بوابات الكترونية وأجهزة تفتيش للأشخاص وزيادة عدد المتطوعين، واصفا الاستعدادات بـ «الجيدة».
وتابع «من ضمن الاستعدادات قيام مجلس إدارة الحسينية بإنشاء سور يحيط بها وبمسجد الامام الصادق المجاور لها والساحة التي تقع أمامها، بحيث لن يستطيع أي شخص دخول تلك المنطقة إلا بعد إخضاعه للتفتيش»، لافتا إلى أن الداخلية ستقوم بتأمين النطاق الخارجي المحيط بالحسينية وستراقب الوضع عن كثب وهذا شيء يحسب لها. وردا على سؤال حول اصرار بعض أصحاب الحسينيات على إقامة المواكب الحسينية، قال «إن الحسينية الجعفرية ستلتزم التزاما كاملا بتعليمات وزارة الداخلية».
من جانبه، قال مسؤول حسينية حمد بوحمد «حضرنا عدة اجتماعات تنسيقية مع قيادات وزارة الداخلية والمحافظين لمناقشة آلية تأمين الحسينيات خلال إحيائها ذكرى عاشوراء، وتم الاتفاق على كثير من النقاط، مبينا ان الاجتماعت كانت تتم في الفترة الأخيرة بشكل اسبوعي». وأضاف بوحمد «رغم التخوفات الأمنية التي تنتاب البعض إلا أن هناك إصرارا كبيرا على إحياء شعائر ذكرى عاشوراء، وذلك تحديا للفكر الداعشي».
من جهته، قال أحد مسؤولي حسينية عاشور حسين عاشور إن الحسينيات بشكل عام بدأت استعداداتها منذ فترة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لافتا إلى استعدادات محرم ( ذكرى عاشوراء ) كل سنة تزيد على سابقتها سواء في الجوانب المتعلقة بالنواحي الأمنية أو الفنية أو بخصوص تطوير المناسبة في إحياء الطقوس.
وتمنى عاشور على وزارة الداخلية ان «تستمع خلال اجتماعاتها مع مسؤولي الحسينيات إلى ملاحظات أصحاب الحسينيات، وخصوصا في الجزيئات المتعلقة بالأمور التنظيمية، لما للحسينيات من خبرة وباع طويل في هذا الشأن، مبينا ان كل حسينية لديها كادرها الخاص الذي يتولى تنظيم السيارات ودخول وخروج الحضور».
وأشاد عاشور باجتماعات وزارة الداخلية وتواصلهم مع أصحاب الحسينيات، قائلا «نحن أصحاب الحسينيات نريد أن تكون الداخلية في الواجهة وان نساعدهم عكس ما يعتقد البعض، ولكن على قيادات الداخلية تفهم بعض الأمور الخاصة بالشعائر الحسينية لأن أصحاب الحسينيات كما ذكرت لديهم خبرة طويلة في هذا المجال حتى يكمل الواحد الآخر». وأشار إلى إصرار بعض الحسينيات على تسيير المواكب الحسينية خلال أيام عاشوراء، لافتا إلى وجود اجتماعات داخلية بخصوص هذا الشأن، وهناك حسينيات رفضت القيام بها وأخرى تصر على إقامتها، سواء داخلية أو خارج الشارع.
وفي ما يتعلق بمسألة الاتفاق مع أئمة منابر حسينية من خارج الكويت وما يثار حول بعضهم، قال «نحن تعودنا على هذا الشيء ونتمنى على اي شخص يريد التحدث في هذا الشأن ألا يتعرض بالتجريح لأي فئة، فحرية تعبير البعض تقف عند حرية الآخرين».
بدوره قال مسؤول حسينية دار الزهراء في منطقة الدسمة عمار كاظم ان الاجتماعات التي تكررت بين أصحاب الحسينيات وقيادات وزارة الداخلية وضعت فيها النقاط على الحروف، مبينا ان القيادات الأمنية استمعت لرؤى واقتراحات أصحاب الحسينيات الذين وعدوا بدورهم الالتزام بتعليمات وزارة الداخلية.
وأضاف كاظم «نتمنى ان تمر ذكرى عاشوراء لهذا العام بسلام دون ان تقع مشاكل تعكر صفو هذه الذكرى العزيزة على قلوب جميع المسلمين، فالامام الحسين لا تختص به فئة دون أخرى منهم، متوقعا ان يكون لخطباء المنابر الحسينية دور مهم في توحيد الكلمة في ظل الظروف والتحديات الإقليمية التي تعيشها المنطقة.
وحول منع وزارة الداخلية تسيير مواكب حسينية هذا العام، قال ان القيادات الأمنية تنظر لمجمل الوضع بشكل عام وتريد الحفاظ على أمن الوطن، لذا نتمنى على الجميع التعاون معها، خصوصا وأنها لم تقصر في تلبية احتياجات الحسينيات».
المجالس الصغيرة
قال حسين عاشور ان المجالس الحسينية الصغيرة التي تقع وسط المنازل لا تقيـــــم فــــــي الأيــــــام العشرة الأولى مجالس حسينية لمعرفتها بأن الحسينيات الكبيرة هي التي تستقطب الحضور لمتابعة الخطباء المعروفين.
العنصر الأمني النسائي
أدخلت وزارة الداخلية هذا العام العنصر الأمني النسائي ضمن خطتها لتأمين الحسينيات وتفتيش أي سيدة يشتبه فيها، خصوصا بعد تفجير العوامية والتي حاول فيها بعض الارهابيين التـــــنكر فـــي زي امـــــرأة لتنفــــيذ مهمـــــته.