إسرائيل تطالب عباس بالعمل على «تهدئة الخواطر»... ويعالون يؤكد أن السلطة «لم تعد شريكة للسلام»
مقتل 5 فلسطينيين بعمليات طعن واشتباكات في القدس وقطاع غزة
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة |
1 يناير 1970
11:23 م
ضمن موجة عنف أخرى تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، قتل 5 فلسطينيين برصاص الشرطة والجيش الاسرائيليين، امس، في عمليات طعن عدة واشتباكات في القدس وعلى اطراف قطاع غزة.
واصيب اسرائيليان بجروح طفيفة، امس، في القدس في عملية طعن جديدة قتلت الشرطة منفذها الفلسطيني.
وذكرت الشرطة واجهزة الاسعاف انها تعاملت مع المهاجم، لكن فرق الاسعاف افادت بانه توفي جراء اصابته.
واوضح شهود لوسائل اعلام محلية ان الجيش اطلق النار على الفتى اسحاق بدران (16 عاما)، ما ادى الى اصابته بجروح خطرة وظل ينزف على الارض الى ان فارق الحياة. واضاف الشهود ان «قوات الاحتلال اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الناس لمنعهم من الاقتراب من الجريح واسعافه».
واعلنت الشرطة لاحقا ان رجلا اقدم على طعن 3 شرطيين في القدس الشرقية قبل ان يقتل، موضحة ان شرطيا اصيب بجروح خطرة، فيما اصابة الاثنين الآخرين اقل خطورة.
وكانت القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا بالرصاص في اشتباكات جرت، ليل اول من امس، في القدس الشرقية
وذكرت الشرطة الإسرائيلية إن «فلسطينيين رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة والمتفجرات في مخيم شعفاط للاجئين وإن أحدهم أطلق النار على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا عليه بالمثل».
وذكر مسؤولو مستشفى في وقت لاحق مقتل الفلسطيني وعمره 25 عاما، فيما ذكرت حركة «حماس» في بيان إن القتيل عضو فيها.
كما قتل فتيان فلسطينيان واصيب 8 اخرون، امس، بنيران اسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة: «قتل الفتى مروان هشام بربخ (13 عاما) كما قتل الفتى خليل عمر عثمان (15 عاما) برصاص الجيش الاسرائيلي».
واعتقل الجيش الاسرائيلي خلال الايام العشرة الماضية نحو 400 فلسطيني، حسب ما افاد نادي الاسير الفلسطيني أمس.
وكشفت مصادر اسرائيلية أن «اسرائيل نقلت رسالة الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلبت منه فيها العمل على تهدئة الخواطر وعدم اطلاق التصريحات حول المسجد الاقصى الامر الذي يصب الزيت على النار».
وافيد ان المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي يستحاق مولخو ومنسق اعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة يؤاف مردخاي اجتمعا مع عباس في رام الله، اول من امس، وقاما بنقل الرسالة.
وفي واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن الولايات المتحدة تعتبر العنف في القدس الشرقية من «أعمال الإرهاب».
وأكد للصحافيين أن «الولايات المتحدة تستنكر بأقوى العبارات الممكنة العنف ضد المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأضاف: «نعتبر أفعال العنف تلك بعينها التي شاهدناها. الطعن والقتل هناك. لا سيما في القدس إرهابا. لكن يجب أن يتوقف العنف كله ويعود الهدوء».
وقال المفاوض الاميركي السابق للسلام في الشرق الاوسط دينيس روس في كتاب من المقرر ان ينشر
الاسبوع المقبل ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة منذ خمس سنوات ان اسرائيل «يمكن ان تنسحب من معظم أراضي الضفة الغربية في حالة تلبية الاحتياجات الامنية لبلاده».
وكتب روس في كتابه الذي سيصدر بعنوان «النجاح مصيرها: العلاقات الاميركية الاسرائيلية من ترومان الى أوباما»، قائلا إنه عندما ألحت عليه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في عام 2010 لكي يقول ماذا يمكن ان يفعل لدفع محادثات السلام وتحديد الاحتياجات الامنية لاسرائيل، قال ان اسرائيل قد تنسحب من معظم الاراضي».
وأضاف:«لم يرغب في اعطاء نسب مئوية لكنه أدرك ما الذي يريده الفلسطينيون واذا قبلنا الاحتياجات الامنية الاسرائيلية وتم تلبيتها فانه قد يكون متجاوبا بصفة عامة».
في المقابل، اعلن الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين اطلقوا، امس، صاروخا من قطاع غزة سقط في ارض خلاء في جنوب اسرائيل من دون ان يسفر عن اصابات.
وصرح وزير الدفاع موشيه يعالون بانه«يلاحظ لدى السلطة الفلسطينية محاولات لضبط الموقف ولكبح جماح العنف»، معتبرا ان موجة«الارهاب»الحالية ستنتهي في نهاية الامر غير انه قد يطرأ عليها قبل ذلك تصعيد اخر».
وقال يعالون: «وعليه فيجب على المواطنين ابداء اليقظة والتاهب لاحتمال تعرضهم لاعتداءات». واضاف ان السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس «لم تعد تعتبر شريكة لاحلال السلام».