ولي رأي
نحن... ولبنان
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
07:59 ص
لا تحظى دولة عربية مثلما يحظى لبنان من دعم مالي وسياسي من دول الخليج فهو قبلة السياح منّا، واستثماراتنا فيه متعددة، ومنتجاته الصناعية والزراعية مرحب بها في أسواقنا دون أي عوائق، كذلك الاستثمار العقاري والتجاري وحتى البنية التحتية، فلنا فيه حصة كبيرة، بل وحكوماتنا هي أول من يعوض الشعب اللبناني عن أي خسارة تلحق به من الحروب الأهلية بين المكونات الشعبية، أو ردة فعل الكيان الصهيوني على أي تحرش أحمق من أحزابه السياسية، فنحن من نعيد الإعمار ونعوض المتضررين، والحديث في ذلك يطول، ومع ذلك فلبنان الدولة وليس الشعب أكثر الدول مضرة لنا بعد إيران، فمنذ أن سيطر على القرار اللبناني الحزب الموالي لإيران الذي يجاهر برغبته في ضمها لدولة الولي الفقيه، فقد أقام هذا الحزب معسكرات لتحريض وتدريب المتمردين على حكوماتنا لزعزعة نظام بلداننا، ولا يحدث أي عمل تخريبي عندنا إلا ويتكشف لدينا خلية إرهابية ونجد بصمات هذا الحزب واضحة جلية.
ومن بيروت تبث عشرات القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية والصحف اليومية لا هدف إلا الإساءة لنا ولحكوماتنا لا لشيء إلا لأننا نختلف بالمصالح مع هذا الحزب ونرفض الخضوع لسياساته، بل بدأ حتى السياح منا يتعرضون للإساءة والاستغلال والخطف.
نعم ذلك كله لا يرضي غالبية الشعب اللبناني، ولكنها أمور تعجز عنها الحكومة اللبنانية المخطوفة القرار، فلا يلومنا أحد كشعوب أو كحكومات إن رفعنا أيدينا عن لبنان وأوقفنا دعمه مالياً والصرف على تسليحه لاسيما وأن السلاح يعود إلى صدورنا، والمليارات التي ندفعها ستكون لنا أفيد وأنفع إذا دفعناها إلى دول أخرى تعطينا تسهيلات في كل الأمور الاقتصادية، وتنسق معنا في المواقف الحيوية التي تمسنا ومستقبلنا، وعندما يعود لبنان كما كان بلد الحرية وينتخب له رئيس جمهورية جديداً وتشكل حكومة بيدها قرارها عبر مجلس منتخب بصورة ديموقراطية بعيداً عن حراب وبنادق ذلك الحزب، عندئذ سنعود كما كنا كراماً لشعب يستحق التكريم، أما الآن فلسنا مستعدين للتعامل مع ميليشيا أهم أهدافها زوالنا.