تسوية روكز تقترب من السقوط وعون يتحضّر لمرحلة «لم يعد لديّ شيء أخسره»
لبنان على أبواب تعميم «شَللٍ» إما يُكسر «على البارد» أو بـ... الدم
|?بيروت – «الراي»?|
1 يناير 1970
09:02 م
على طريقة «البورصة» تترنّح التسوية المتعلّقة بإبقاء العميد شامل روكز، صهر زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في الجيش بعد 15 الجاري (موعد إحالته على التقاعد)، صعوداً وهبوطاً، فيما الوقت الفاصل عن «ساعة الصفر» بات داهماً وأقصر مما يعتقده البعض في ظل التوقعات بأن قيادة الجيش قد تعمد، وفق العرف العسكري، الى تعيين بديل من روكز على رأس فوج المغاوير خلال 72 ساعة كي يتسنى للخلَف التهيؤ لاستلام مهماته بعد الاطلاع على أوضاع الفوج على مختلف الصعد التنظيمية واللوجستية والميدانية.
ورغم حرص بعض الدوائر السياسية على تفادي نعي التسوية التي يجري العمل عليها لترقية روكز وضابطيْن آخرين الى رتبة لواء، بما يؤجّل تسريحه لمدة سنة، ويبقي على حظوظه بتولي قيادة الجيش، فإن أوساطاً مطلعة باتت على اقتناع بأن هذا الملف أفقه مسدود وان الساعات المقبلة ستشهد محاولات لتبادُل رمي كرة إفشال الوصول الى مخرج بين أكثر من طرف، ولا سيما ان سقوط التسوية سيرتّب نقل الواقع اللبناني الى مرحلة أشدّ قسوة في لعبة السير على «حبل مشدود»، بما يزيد من الشلل الحكومي وتعطيل التشريع في البرلمان وربما يطيح بالحوار دعا اليه رئيس البرلمان نبيه بري.
وفيما كان الحوار ينعقد امس في يومه الثاني لاستكمال البحث في بند رئاسة الجمهورية وسط اعتكاف العماد عون عن الحضور وتمثيله من النائب ابرهيم كنعان، بدأت الدوائر السياسية تتحرّى عن الوقائع الجديدة التي سيُفرِزها سقوط التسوية في قضية روكز، من زاوية إدخال البلاد في دوّامة مقفلة يصعب الخروج منها إلا بواحد من احتماليْن يفضيان الى إنجاز الملف الرئاسي، بما يؤدي تلقائياً الى معاودة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، ويرتبط كلاهما بمسار التطورات في المنطقة: الاول حدَث أمني كبير بدأت بعض الأوساط تخشى إمكان ان يكون «القوة القاهِرة» لوضع الجميع على طاولة الحلّ والقفز فوق المعاندة تحت شعار «الرئيس القوي» او «انا او لا أحد»، والثاني مخرج «على البارد» تمليه تفاهمات إقليمية بناء على الموازين التي سترتسم من خلف خطوط النار ولا سيما في سورية واليمن.
ورصدت الأوساط السياسية مناقشات طاولة بري امس التي واصلت «حوار الطرشان» حول مواصفات رئيس الجمهورية من ثلاث زوايا: الاولى انه بدأ يكرّس عون رئيساً بلا حظوظ نتيجة تزايُد الاستقطابات حول اسمه غير التوافقي ومواصفاته، في حين كان بارزاً على هذا الصعيد دخول وضعه الصحي على خط هذا الملف، وذلك في ضوء إعلان انه غادر الحوار اول من امس لأسباب صحية، وهو ما دفع بري الى سؤاله عما اذا كان يريد طبيباً، قبل ان يطلق نائب رئيس البرلمان فريد مكاري (من 14 آذار ومشارك في الحوار) الإشارة الأكثر تعبيراً من خلال اعلانه ان الكلام عن انسحاب عون لداوعٍ صحية يعني انه «غير صالح للرئاسة».
والزاوية الثانية تتمثل في ما نُقل عن ممثل «حزب الله» في الحوار رئيس كتلة نوابه محمد رعد في معرض تحديده مواصفات الرئيس انه «يجب أن نتّفق معه مسبقاً على الخط الاستراتيجي كي نوافق على انتخابه إذا اتفقنا على النظرة الاستراتيجية للأمور تصبح عندها الرئاسة ومواصفات الرئيس تفصيلاً سهلاً». اما الثالثة فتكمن في اشتمام قوى 14 آذار محاولة من 8 آذار لاعتبار «مناقشة المواصفات» والتفاهم على خطوطها العريضة مدخلاً للقفز الى بحث مشروع قانون الانتخابات النيابية وإجراء هذه الانتخابات وباقي بنود الحوار، مقابل اعتبار 14 آذار ان اي تفاهم على مواصفات الرئيس يعني الذهاب الى انتخاب مَن تنطبق عليه والذي يحلّ حكماً سائر الأزمات.
وفي موازاة جلستيْ الحوار اللتين عُقدتا امس نهاراً وعصراً، اتجهت الأنظار الى ما اذا كان رئيس الحكومة تمام سلام، الذي نُقل عنه «ان لا أحد يهمّه لبنان، لقد ذهبتُ إلى الخارج وأنا مستح من حالي، ما حدا عطانا أهمّية»، سيدعو الى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء اليوم او غداً لبحث ملف النفايات في ضوء التعديلات التي أُدخلت على خطة وزير الزراعة أكرم شهيب والتي اقتربت من بلوغ مرحلة التنفيذ، علماً ان اي دعوة في هذا الإطار رُبطت بمآل الاتصالات التي كانت مستمرة في ملف روكز والتي واكبها عون بـ «نصف مقاطعة» للحوار في إطار رفع الضغط لإنجاز التسوية وبرفْع الصوت التجييشي لمناصريه للمشاركة في تظاهرة الأحد امام القصر الجمهوري والتي ستكتسب طابعاً مهماً يعيد عبره لملمة خسائره في قضية روكز للاندفاع نحو تثبيت أولوية معركته الرئاسية على قاعدة «لم يعد لديّ ما أخسره».
جرْح 5 عسكريين بسقوط قذيفة على مركزهم في جرود رأس بعلبك
|?بيروت – «الراي»?|
أصيب 5 من الجيش اللبناني بعد سقوط قذيفة مدفعية على مركز عسكري في جرود رأس بعلبك (البقاع)، قرب تلة الحمرا - محلة جرش.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية ان القذيفة مصدرها «المسلحون الارهابيون» في اشارة الى مجموعات من «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) تنتشر في جرود رأس بعلبك، لافتة الى ان «الجيش استهدف مراكز هؤلاء بالأسلحة الثقيلة».
معلوم ان منطقة رأس بعلبك تقع في البقاع الشمالي على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقيّة المتاخمة للحدود مع سورية، وتُعتبر من اكبر القرى المسيحية في هذه البقعة وتحدها من الشمال بلدة القاع وشرقاً بلدتا قارة وحليمة قارة السوريتان وعرسال اللبنانية بجرودها الواسعة التي يتمركز فيها عدد كبير من المسلحين. اما جنوباً فتحدها بلدة الفاكهة اللبنانية وغربا بلدة فعرا حتى القرنة السوداء.
وفي ديسمبر 2014 تعرضت دورية للجيش اللبناني لكمين في جرد رأس بعلبك ما ادى الى سقوط 6 عسكريين.