حروف باسمة

«نقوه»...

1 يناير 1970 11:20 ص
«نقوه»... مفردة جميلة من مفردات هذه الديرة الطيبة حيث تقلب القاف اثناء نطق الكلمة الى الجيم القاهرية ومعناها الاختيار.

وكثيرة هي موضوعات الدنيا وعجيبة في تناولها وفي أصدائها وفي أثرها في القلوب وتأثيرها على النفوس. فماذا عسانا أن نختار أو ننتقي من تلك العواصف العاتية والأمواج العالية؟

لنهدأ قليلا وتسكن النفس ويهدأ البال لننتقي يوماً من الأيام العالمية وهو يصادف في الفاتح من أكتوبر من كل عام، وهو اليوم العالمي للمسنين، والذي طور بعد فأصبح يوماً عالمياً لكبار السن حيث نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أول ما أشار لحقوق كبار السن في الفقرة (أ) من المادة 25.

وأكد على أهمية حماية كبار السن ورعاية حقوقهم وتوفير الرعاية المناسبة لهم، وقد أكد القرآن الكريم على أهمية العناية بالوالدين قبل أن تفكر المنظمات العالمية بإصدار قوانينها، فأين نحن اليوم من حماية كبار السن ورعايتهم وتوفير الرعاية المتكاملة لهم؟

يقولون إن أعداد كبار السن في العالم يوازي أعداد الشباب.

هذا الرقم مذهل حيث يقارب المليارين فلا بد أن تفكر الأمم والدول بوضع الخطط وسن القوانين التي تعمل على حماية المسنين وتكفل لهم حقوقهم ونحن في هذه الديرة الطيبة نرى خدمات ملحوظة لكبار السن في المستشفيات والمستوصفات والخدمات المنزلية ورعاية شاملة في دور المسنين إلا أنه لا بد وأن تفعل الدراسات وتسن القوانين التي تعمل على حماية المسنين وتطور خدماتهم في جميع النواحي.

ولا بد لأسر المسنين أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل حماية ذويهم لأن لهم الفضل الأكبر في التنشئة والتربية والتوجيه وأن من أبسط واجبات الأبناء خدمة آبائهم وأمهاتهم لأنهم هم البركة بجهدهم ومثابرتهم وعطاءاتهم نمت وترعرعت مسيرة الأبناء حتى شقوا الطريق ووصلوا إلى ما يتمنون بجهد الكبار فلابد أن ترعى الأيادي القوية بعد أن ارتعشت والأرجل الصلبة بعد أن ارتخت والأعين التي كانت ترغب الأمل وتشع بريق التحدي نحو مستقبل أفضل أن تراعى وتحفظ ومهما سنت الدول والمنظمات القوانين وشرعت الشرائع المختلفة فلن تغني أبدا عن القلوب الرحيمة التي تبث رحمة وعطاء وإخلاصاً ، فتحية لكل قلب رحيم وابن بار في خدمة أبويه كبار السن وتقديم الرعاية المتكاملة لهم.

وشكرا لاهتمام المنظمة الدولية التي وضعت الفاتح من شهر أكتوبر هو اليوم العالمي لكبار السن والذي يتزامن مع يوم الموسيقى العالمي.

ولنقرأ هذا اللحن الجميل ونهديه لجميع الآباء المسنين:

أبي أرى الأيام تبسم لي

بقربك حين تبتسم

وتعذب عندي البلوى

ويحلو المر والسقم

وكيف أخاف جائحة

وأنت الحصن والحرم