طهران تطلب من القائم بالأعمال البحريني مغادرة البلاد

«الحرس الثوري»: ننتظر الأوامر لتوجيه ردّ سريع وعنيف للسعودية

1 يناير 1970 09:49 ص
أعلن القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، على هامش اجتماع مقر «خاتم الانبياء» البحري، ان «الحرس الثوري جاهز بانتظار الاوامر لاستخدام كل طاقاته المتاحة لتوجيه الرد السريع والعنيف في سياق تحقيق مطلب قائد الثورة الاسلامية (علي خامنئي) لدفع النظام السعودي لتحمّل المسؤولية تجاه كارثة منى الرهيبة واستعادة حقوق الحجاج الضحايا».

وأضاف «ان الحرس الثوري جاهز بكل حزم واقتدار للقيام في حال الضرورة باي اجراء وفي اي مكان وزمان للدفاع عن عزة المسلمين وحرمتهم خاصة الشعب الايراني الثوري(...)».

من جانب ثان، قال الرئيس الايراني حسن روحاني، في مراسم استقبال جثامين 104 من الحجاج الايرانيين الذين قضوا في مشعر مني «لايمكن ان نتغاضي عن دماء ابنائنا، في ما اذا كان هناك مقصرون في كارثة مني، ونحن استخدمنا حتي الان لغة الاخوة والمشاعر واحيانا الديبلوماسية، لكننا سنستخدم لغة الاقتدار في ما اذا اقتضت الضرورة لذلك».

واضاف «ان الكارثة كانت اختبار كبير لشعبنا ولعوائل الحجاج وللحكومة السعودية وللمنظمات الدولية والاسلامية، وان الشعب والمسؤولين في ايران استطاعوا ان يخرجوا مرفوعي الرأس من هذا الاختبار، بصبرهم ودرايتهم وتضامنهم»، مشددا علي ضرورة «تشكيل لجنة تقصي الحقائق لتحديد اسباب هذه الكارثة كي يتم اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي مثل هذه الكوارث في المستقبل»، ولفت الى «ان الحكومة ستظل تتابع هذه الحادثة وستطلع ابناء الشعب علي النتيجة».

ووصلت امس، طائرة تنقل جثامين 104 حجاج قضوا في مشعر مني، الي مطار مهرآباد في طهران، وجرت مراسم الاستقبال الرسمية للمجموعة الاولى من جثامين الحجاج الايرانيين، من حصيلة 465 قتيلا، بمشاركة رؤساء السلطات الثلاث واعضاء مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين ونواب البرلمان، في حين ستجري اليوم مراسم تأبين للضحايا في «حسينية الامام الخميني» بحضور القائد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي وكبار القادة والمسؤولين واهالي طهران، وستجري مراسم جنازة هؤلاء الحجاج اليوم في شكل متزامن في «جامعة طهران» ومراكز المحافظات.

وجاء في بيان صادر عن مكتب القائد الاعلى، ان خامنئي «سيقيم غدا (اليوم) مراسم تكريم ضحايا كارثة منى المظلومين في مدينتي طهران وقم».

واعلن الأمين العام لجمعية الهلال الاحمر الايرانية علي اصغر احمدي، ان «هناك 100 جثمان من ضحايا كارثة منى في مطار جدة بانتظار الإجراءات القانونية اللازمة لنقلهم الى البلاد»، وقال «بالإتفاق مع الجانب السعودي تقرر نقل جثامين الضحايا من الحجاج الايرانيين الى ايران، وهناك 100 من هؤلاء الضحايا موجودون حاليا في مطار جدة بإنتظار الإجراءات القانونية اللازمة»، وبيّن «أن الاجراءات القانونية متواصلة لنقل الضحايا من الحجاج الايرانيين الذي قضوا في حادث منى الى ايران، كما تتواصل عمليات التعرف على المفقودين، واننا نرجو ان تسير عمليات التعرف ونقل الضحايا في شكل طبيعي وفقا للوعود النهائية التي منحنا اياها المسؤولون السعوديون، بعد ان كانوا يضغطون لدفنهم في مكة المكرمة لأسباب غير واضحة».

في غضون ذلك، اصدرت وزارة الخارجية الايرانية، أمس، بيانا اعتبرت فيه الرجل الثاني في السفارة البحرينية في طهران، بسام دلهان الدوسري، شخصا غير مرغوب فيه وعليه مغادرة ايران خلال 72 ساعة. ورفض البيان «الاتهامات الواهية للبحرين ضد ايران».وكانت البحرين طلبت رسميا الخميس الماضي، من القائم بالأعمال الإيراني محمد رضا بابائي، مغادرة البلاد خلال 72 ساعة باعتباره «شخصا غير مرغوب فيه»، وقررت استدعاء سفيرها في طهران راشد سعد الدوسري، وذلك «في ظل استمرار التدخل الإيراني في شؤون مملكة البحرين».

على صعيد آخر أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، علي أولوية التعاون بين دول المنطقة لحل الازمات الاقليمية، ولاسيما في اليمن وسورية. كما استعرض الجانبان، علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، علاقات ايران مع الدول العربية، لاسيما في ظروف ما بعد الاتفاق النووي.

وفي السياق اعلنت الخارجية الاميركية، ان وزير الخارجية جان كيري التقي نظيره الايراني محمد جواد ظريف (اول من) امس للمرة الثانية، لمناقشة الامور المرتبطة بالاتفاق النووي.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة «فارس» للانباء، ان نوابا في مجلس الشورى الاسلامي، يعكفون حاليا على رفع مشروع لاستجواب وزير الخارجية محمدجواد ظريف، أثر المصافحة التي حصلت بينه وبين الرئيس باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

من ناحية اخرى، اعلن قائد القوة البحرية للحرس الثوري، الاميرال علي فدوي، ان «الاميركيين لايفهمون سوى لغة القوة، وانهم غير قادرين مهما كانت الظروف، على توفير مستلزمات العمل العسكري وحتى السياسي ضد ايران»، واوضح «لو كان الاميركيون يشعرون بانهم قادرون على القضاء على النظام في ايران لما تاخروا عن القيام بذلك، وان احجامهم دليل على عجزهم عن انجاز ذلك»، لافتا الى «ان قدرات سلاح البحر الايراني لاتقاس بما كانت عليه ابان الحرب المفروضة (حرب العراق وايران 1980-1988) بل وحتى لاتقاس بما كانت عليه قبل عامين، فنحن لم نغفل طيلة اربعة عقود عن النهوض بقدراتنا حتى ليوم واحد».

واردف قائلا «ان اي بلد لايجرأ على ايقاف سفينة اميركية»، مشيرا الى ايقاف السفينة الاميركية التابعة لشركة مرسك خلال الاشهر الاخيرة، وقال «تم ايقاف هذه السفينة بحكم قضائي، رغم ان الاسطول البحري للجيش الاميركي ووحداته الجوية كانت حاضرة في المنطقة»، وكشف الاميرال فدوي، عن اجراء «مناورات عملاقة ومهمة» للقوة البحرية للحرس الثوري خلال العام الايراني الجاري (ينتهي في 20 مارس 2016).

الى ذلك نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» عن «مسؤول سياسي رفيع»، نفيه لخبر نشرته احدى الصحف السعودية عن «دخول قوات ايرانية الي سورية للمشاركة في عمليات عسكرية برية»، وقال المسؤول «ان هذه المزاعم كاذبة ولا اساس لها من الصحة».