عادل كرم العلامة الفارقة في ثاني أفلام «ليال راجحة»
«شِي يَوم رَحْ فِلْ»... إعلان وفاة لـ «الرجولة» !
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
09:02 م
إنه فيلم لبناني جديد يعلن وفاة الرجولة!
ثلاث صالات حُجزَت، لتتسع لأكثر قليلاً من 1500 مشاهد في مجمع صالات غراند سينما - في ABC ضبية، لإطلاق العرض الأول لثاني أفلام المخرجة ليال راجحة الذي يحمل اسم «شِي يَوم رَحْ فِلْ» (بعد فيلمها حبة لولو) الذي انطلق في عروضه الجماهيرية بدءاً من 24 الجاري على نطاق واسع، بعد الحملة الترويجية الجاذبة للفيلم على الشاشات الصغيرة، أو اللوحات الإعلانية والتركيز الإذاعي من خلال إذاعة: صوت الغد، التي يديرها الزميل فيني الرومي (زوج المخرجة) ويشارك في مشروع الفيلم كمنتج منفذ.
زحام كبير من الرواد، وكذلك من وسائل الإعلام المختلفة مرئية ومسموعة ومكتوبة، استوعبتهم الصالات الثلاث، وكان تفاعلاً لافتاً مع أجواء الفيلم الذي يلعب أدواره الرئيسية خمسة ممثلين، وقد شكّل «الكاستنغ» واحدةً من العلامات الإيجابية للعمل، وشمل: عادل كرم، لورين قديح، بيار داغر، جوي كرم، و إلهام أبي راشد. فكان كل منهم في مكانه الطبيعي.
قصص متشعبة مأخوذة - وفقاً للفيلم - من وقائع حقيقية اشتغلت عليها ليال راجحة بدقة واضحة، لكن خلاصتها الميدانية تؤشر على ندرة الرجال في مجتمعنا، واضطرار النساء لكي يمارسن فعل الرجال أحياناً، والعكس صحيح وله مبرراته. بطل الفيلم طارق (عادل كرم) خارج إلى الحرية من أحد السجون البرازيلية بعد 11 عاماً أمضاها وحيداً خلف القضبان، بينما المتهم الحقيقي (بيار داغر) طليق في لبنان، وهو صاحب كمية المخدرات التي ضُبطت مع طارق في المطار، ولم يبح بمصدرها قط، معتبراً أنه سيقبض الثمن لاحقاً.
الثمن الغالي ظل بعيداً عن متناول طارق الذي طلب فقط تعويمه اجتماعياً ومادياً، وعبر هذين النموذجين نعثر على رغبة في نص المخرجة لإعلان وفاة الرجولة أو ندرتها، خصوصاً عندما ترتسم ملامح شذوذ بين الرجلين، وإقدام صاحب المال على دفع مبالغ متفرقة لأحد سائقيه لكي ينوب عنه في الفراش مع زوجته (إلهام أبي راشد) في غيتو فساد واضح، يضاف إليه أن الزوجة التي أخذت المال الكثير من زوجها اشترت بمالها السجين المطلق السراح طارق، ليصير معهم في منزل سارية التي خسرت زوجها بنوبة قلبية إثر معرفته بأنها حامل بعد 15 عاماً من المحاولات والعلاجات، والثالثة في المجموعة هي هامو (جوي كرم) المصابة بسرطان في الدماغ والتي تركها حبيبها، ليعود إليها بعد معرفته بأنها مريضة لكنها لم تلبث أن توفيت.
النساء الثلاث وضعن طموحاتهن في طارق الذي يتحادث مع ابنته المقيمة في البرازيل، وتطلب منه على الدوام زرافةً، لتكون زينة المشهد الأخير من الفيلم مؤخرة رأس طارق ووجه الزرافة في مطار رفيق الحريري الدولي. يعني لم تفز النساء بشيء ومن انعقد عليه الأمل من الرجال سافر، ومن بقي لا نوى ولا فائدة منه.
الفيلم هدية رائعة للممثل عادل كرم، الذي اكتشفته درامياً المخرجة نادين لبكي في فيلمين وقدمته في دورين صغيرين، وها هي ليال راجحة تقطف ما زرعته نادين... ليفوز جمهور السينما.