حوار / منتجة ومخرجة تلفزيونية رفضت حتى الآن الوقوف أمام الكاميرا
ليليان بستاني: الفنانون الوافدون أخذوا فرص اللبنانيين وهجّروهم
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
09:03 م
• مطلوب استيفاء رسوم من الفنانين غير اللبنانيين... وعلينا معاملة الآخرين بالمثل
ليليان بستاني، واحدة من المخرجات المجتهدات، تعمل بعيداً عن الأضواء، تتحدث بوضوح يشبه تماماً صورتها التلفزيونية في العديد من المسلسلات التي أنجزتها في السنوات العشر الأخيرة، من «بنات عماتي وبنتي وأنا»، «فاميليا»، «كبرياء وندم»، «مالح يا بحر»، «أوتيل الأفراح»، «أم الصبي»، «خادمة القصر»، «مؤبد»، «بدل عن ضائع»، وحتى «هي هي».
الهم الذي يحرك بستاني كمنتجة ومخرجة واحد، وهي أن تعبّر عن مجتمعها ومبادئه والأصول الموروثة. وهي اليوم أنجزت حلقات عن الإتيكيت والبروتوكول في حياة الأولاد بين السادسة والثانية عشرة، فيما يوجد في جعبتها نص لأول فيلم روائي طويل عنوانه «حكم القلب»، وتؤكد في حوارها مع «الراي» أنها تنتظر تأمين الميزانية المناسبة لتصويره، معتبرة إياه فاتحة كشف عن مخبوئها السينمائي الذي تتمنى تقديمه في المرحلة المقبلة.
• يبدو أن البرامج أخذتك من الأعمال الدرامية؟
- القضية أننا نشتغل على ما هو متوافر غير عابئين بالنوع، المهم أن نعمل بضمير. الخيارات الدرامية باتت محصورة في الشركات الإنتاجية العملاقة، مع وجود أعمال مشتركة قادرة على الوصول إلى الجمهور الواسع، مع نجوم يقبضون أرقاماً خيالية تكسر ظهر السوق المحلية.
• هذا قيل عندما ذاع صيت الفنان عابد فهد وأنه قبض 400 ألف دولار عن مسلسل «24 قيراط»؟
- أنا لن أتدخل في الموضوع إلا من ناحية أن الرقم نسف سقف الأجور الفنية في بيروت فقط.
• وكيف تنظرين إلى الإنتاجات المشتركة عندنا؟
- جيدة، لكننا لا نستفيد منها، فالذين يصورون عندنا لا يدفعون أي رسم للجهات النقابية في لبنان على تعدد المرجعيات، من النقابة الأم إلى نقابة المحترفين إلى نقابة السينمائيين.
• أنت في أي واحدة منها؟
- الثالثة.
• كيف تتصورين الحل؟
- دفع البدلات عن التصوير يعزز وضع النقابات الفنية عندنا، في وقت لا أحد يعرف لماذا السكوت عن مبدأ أن يكون هناك 30 في المئة من ممثلينا في الأعمال غير اللبنانية التي تصوّر عندنا. لقد صادفتنا حالة مماثلة في مصر وفعلنا ما قالوه لنا، دفعنا الرسوم واستخدمنا نسبة الثلاثين في المئة من فريق التقنين والفنانين.
• بقاء الأمور على هذه الحال ليس جيداً؟
- طبعاً. مطلوب حراك نقابي يستوفي الحقوق من كل العاملين من غير اللبنانيين. وهذا بكل بساطة حق طبيعي. الأمور متروكة على غاربها، جيد التعاطي بالمثل في كل شيء، أنا واقعية ومنطقية.
• أسماء المخرجات كثرت، وكذلك الكاتبات؟
- كان عددهن قليلاً وزاد. لقد عانينا طويلاً من الحضور الذكوري الكاسح، وأعتقد أنه حان الوقت لكي نكون في موازاة الرجل. وإذا لاحظت فإن النساء أكثر نشاطاً وإصراراً وصبراً، وفي مجالات الدراما أعمق. لكنني أسمع من وقت لآخر تعليقات رجالية غير ظريفة، حيث تضيق عينهن بعدد الكاتبات أو المخرجات.
• هناك أعمال يشعر المشاهد بأن لمسة أنثوية واضحة فيها؟
- المناخ العاطفي العميق والصادق لا بد لملامحه أن تظهر بأي صورة. والأنثى أجدر بهذا الجانب.
• ألم تفكري في ترك موقعك خلف الكاميرا إلى أمامها كممثلة؟
- بصراحة عندي هذه الرغبة من زمان. لكن ما عرض عليّ لم يكن بالقدر الذي يرضيني.
• يعني؟
- أريد دوراً حقيقياً، شخصية مركّبة تحمل رسالة تريد توصيلها إلى هدف معين. أنا ابنة مبادئ لا أعرف أخذ الأمور على عواهنها والقبول بها.
• هل هذا نهجك في كل شيء؟
- نعم في الحياة كما في الفن. لذا لا ألتزم بموضوع إذا لم يكن ذا قيمة.
• عرفنا أن في جعبتك نصّين للسينما؟
- صحيح.
• ولماذا لا تصوّرين أحدهما؟
- أنتظر توفّر الإنتاج.
• عندك شركة إنتاج؟
- (ضاحكة) ومن قال إن من عنده شركة إنتاج هو صاحب مال. أبداً، نحن نشتغل على مال مشترك من مصادر عدة.
• أي مناخ كتبت من خلاله؟
- اجتماعي عاطفي، وفيه حدوتة جاذبة.
• وشاب وصبية؟
- طبعاً، «ما في شي بيمنع».
• هل من عناوين؟
- أقول واحداً فقط. «حكم القلب».
• هل تابعت الأفلام التي عرضت في الأعوام الأخيرة؟
- أعجبني بعضها وكانت لي ملاحظات على البعض الآخر. لكنني سعيدة بتواصل الإنتاج. علينا أن نظل نصوّر ونعرض، حتى تصبح عندنا صناعة سينمائية نفخر بها.
• دائماً هناك مشكلة الإنتاج؟
- يجب أن يكون هناك صندوق مستقل للسينما، يقدّم الدعم للنصوص المتميزة ويوصلها إلى الشاشات.
• متفائلة؟
- بنسبة ما نعم.