على وهج المعادلة الدولية الجديدة من «الأسد لا يمكن أن يحكم ابداً» إلى «لن يحكم للأبد»
لبنان يسلّم... طريق حل أزمته يمرّ في سورية
|?بيروت - «الراي»?|
1 يناير 1970
07:11 م
يتّجه لبنان الى «تجرُّع» تكريس ارتباط مصير أزمته السياسية بمسار الملف السوري، الذي بات يشكّل بوّابة الى النظام الاقليمي الذي ينبثق من قلب «خطوط النار» المتشابكة في المنطقة وتُرسم حدوده بالدم.
ورغم ان احداً في لبنان لم يكن يتوهّم بأن الانتخابات الرئاسية المعطّلة منذ 25 مايو 2014، يمكن فصلها عن مآل الأزمة السورية، الا ان المعطيات التي تتوالى على بيروت من نيويورك، حيث يواصل رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته على هامش أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، تشير الى تبدّلات في المقاربة الدولية حيال الواقع اللبناني أمْلتها التحولات التي طرأت على الملف السوري، الذي صار «نجم» مانهاتن ولا سيما في ضوء «النقلة الاستراتيجية» التي شكّلها دخول «الدب الروسي» عسكرياً الى سورية، لمنْع انهيار نظام الرئيس بشار الأسد.
وتشير المعلومات المتوافرة عن محادثات سلام في نيويورك مع العديد من المسؤولين الدوليين، ان ثمة تسليماً بان الواقع في لبنان بات مرتبطاً بمآل التطورات في سورية، وبأن بلوغ تسوية لأزمة الأخيرة يشكّل «المفتاح» لوضع الانتخابات الرئاسية اللبنانية على سكة الحل، وتالياً توفير مخارج لمجمل المأزق السياسي الذي تعيشه «بلاد الأرز»، وسط «مصارعة» حكومة سلام مناخات التعطيل واستسلام البرلمان الى حال الشلل.
ولاحظت اوساط سياسية انه رغم تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد لقائه سلام في نيويورك انه سيزور بيروت في اكتوبر المقبل، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً، وسط معلومات عن ان ملف لبنان سيكون حاضراً في اللقاءات الفرنسية - الايرانية (على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة)، الا ان مناخاً عاماً خارجياً يشي بان التطورات المتسارعة في سورية، فرضت على كل اللاعبين الدوليين التركيز على سبل إنهاء الحرب فيها، كأولوية قصوى بما ينعكس حكماً على الوضع في لبنان.
وبحسب هذه الأوساط، فان هذا المناخ الجديد، يشكّل نوعاً من التراجع وإن الضمني، عن الأجواء التي كانت سادت بعيد إنطلاق احتجاجات الحِراك المدني في لبنان قبل أكثر من شهر والتي رفع خلالها المجتمع الدولي شعار «الانتخابات الرئاسية الآن» باعتبارها مدخلاً لمنْع انهيار البلاد، تحت وطأة المناخ الشعبي الضاغط وتَفاقُم تعطيل المؤسسات نتيجة الفراغ الرئاسي، وذلك بمعزل عن الوقائع السورية.
حتى ان هذه الأوساط، توقفت عند اشارات أطلّت من نيويورك، وبدا معها ان المأزق اللبناني بات يشكّل عنصر صغط نحو التسريع في حلّ الأزمة السورية اولاً، ولا سيما انطلاقاً من «قنبلة» النازحين التي اعتُبرت المحفّز الرئيسي لانتقال اوروبا من موقف الأسد لا يمكن ان يحكم ابداً الى شعار الأسد لن يحكم الى الأبد.
وأشارت الأوساط نفسها في هذا السياق، الى ما أعلنه مسؤول شؤون التوسيع في الاتحاد الاوروبي يوهانس هان قبل ثلاثة ايام من ان«الموجة الكبرى المقبلة»من اللاجئين إلى أوروبا قد تنطلق من لبنان، بحكم كونها دولة«ضعيفة»وتشهد وضعا«مأسوياً».
وتلفت الأوساط السياسية الى ان اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان يوم غد الذي يشهد ايضاً إلقاء الرئيس سلام كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، سيعاود تأكيد"لازمة"وجوب إنهاء الفراغ الرئاسي، مع التركيز على سبل مساعدة"بلاد الأرز"على التصدي لأزمة اللاجئين السوريين الذين يستضيف منهم نحو 1.5 مليون لاجىء، وهو ما كان محور لقاء رئيس الوزراء اللبناني مع ممثلة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديركا موغيريني التي ذكرت تقارير انها أبلغت الى سلام ان دول الاتحاد تعتزم مجتمعة القيام بسابقة تتمثل بتقديم مساعدات عسكرية للبنان.
واذا كانت أنظار العالم شخصت، امس، على اللقاء بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، فان بيروت كانت مهتمة ايضاً بالاجتماع المقرر بين سلام والرئيس الايراني حسن روحاني، ولا سيما انه سيكمل الصورة التي كوّنها رئيس الحكومة من خلال لقاءاته الدولية والعربية عما يحوط بالوضع اللبناني، وذلك نظراً الى تأثير طهران في لبنان من خلال حلفائها ولا سيما"حزب الله".
وباتت غالبية القوى السياسية في بيروت تترقب عودة سلام من نيويورك، لرصد المسار الذي سيتبعه في مقاربة الملفات الداخلية العالقة، وسط معلومات عن انه حسم أمره بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الجمعة، بمعزل عن مآل قضية صهر العماد ميشال عون العميد شامل روكز والمساعي المتعثرة لايجاد حل يبقيه في المؤسسة العسكرية بعد 15 اكتوبر المقبل، تاريخ إحالته على التقاعد. علماً ان هذا الملف كان اعتُبر"القفل والمفتاح"لتسهيل عمل الحكومة والتفاهم على آلية لاتخاذ القرارات فيها وايضاً الإفراج عن التشريع في البرلمان.
واذ لم يتضح امس كيف سيقارب عون الدعوة الى جلسة حكومية، بعدما كان وزراؤه و"حزب الله"قاطعوا احدى الجلسات ثم اختاروا"نصف مقاطعة"للثانية التي أقرت خطة النفايات، فان كل شيء يوحي بأن زعيم"التيار الوطني الحر"ليس في وارد التراجع وانه سيستخدم كل"تحدٍّ"له لتجييش جمهوره استعداداً لتظاهرة 11 اكتوبر امام القصر الجمهوري في بعبدا، والتي سيعاود عون من خلالها تكريس معادلة"الرئاسة لي".
وستأتي تظاهرة عون بعد 3 ايام من"ثلاثية الحوار"التي حددها الرئيس نبيه بري في 6 و7 و8 الجاري لاستكمال البحث في جدول اعمال طاولة"حوار الإنقاذ"انطلاقاً من بند رئاسة الجمهورية، في ظل ترقُّب لتداعيات كلام السيد نصر الله الاخير واشارته الى انه اذا لم يتم الاتفاق على بند الرئاسة في الحوار"يمكننا الانتقال لملفات اخرى، ومن يقول انه أتى لطاولة الحوار لاجل بند واحد فهذا غير صحيح"، وذلك في ردّ على قوى 14 آذار التي ترفض الانتقال الى بحث اي موضوع آخر قبل بتّ بند الرئاسة، وسط مخاوفها من"فخ"لاستدراجها الى بحث قانون الانتخاب الذي يشكّل"الهدف الفعلي"لـ 8 آذار تمهيداً لانجاز الانتخابات النيابية التي يعتبرها هذا الفريق"اولوية".