الحريري رداً على نصر الله: تتعاملون مع كارثة مِنى وكأنها غارة على حوثيين
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
07:11 م
كسرتْ إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله «استراحة الأضحى» في بيروت بعدما فجّرت المواقف التي أطلقها حيال الوضع اللبناني والسوري كما حادث تدافع مِنى في مكة المكرّمة مواجهة تولّاها الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، واستعادت ملامح الاصطفاف الداخلي الحاد في لحظة اقليمية بالغة الحساسية و«لحظة لبنانية» كانت تبحث عن اختراقات في جدار الأزمة السياسية المتمادية.
وبدا من الصعب عزل الردّ «الناري» للرئيس الحريري على السيد نصر الله، الذي كان أطلّ مساء الجمعة في مقابلة مطوّلة على شاشة حزبه (المنار)، عن مناخ التوتر الشديد الذي يسود العلاقة بين السعودية وايران على خلفية حادثة مِنى، والذي يشي بمضاعفات تتداخل فيها كل عوامل الصراع المتعدد العناصر الدائر بين البلدين في أكثر من ساحة.
ولم يكن جفّ حبر المواقف الأعنف التي يطلقها الحريري بحق نصر الله حتى ارتسمت علامات استفهام إزاء تداعيات سقوط «الهدنة» بين «المستقبل» و«حزب الله»، المنخرطيْن منذ أشهر في حوار ثنائي، على الواقع في لبنان الذي كان يقف امام تحدي إمكان ضبْط «سرعة» مشهده الداخلي على ايقاع التطورات المتسارعة في المنطقة، وذلك سواء في اتجاه تهيئة الأرضية محلياً لملاقاة اي اختراقات في الأزمة السورية، او ربما محاولة استباق اكتمال «البازل السوري» الجديد لإرساء حلول تعكس عدم ممانعة الأطراف الاقليميين المؤثرين في «بلاد الارز» إرساء مخارج للمأزق اللبناني تحفظ أدوار كل منهم فيه، وذلك تفادياً لأي «انقلابات» مفاجئة قد تحصل في موازين القوى اقليمياً.
وقد اعتبر الحريري في تغريدات متتالية على «تويتر» أن «هناك ثلاث مغالطات رئيسية في مقابلة الامين العام لـ«حزب الله»، قائلاً:«المغالطة الاولى هي في حق السعودية وتاريخها المشهود في إدارة الحج ورعاية المسلمين من كل الجنسيات والاصقاع»، معتبراً أن«السيد نصرالله يتقاطع مع الموقف الإيراني الذي يتخذ من أرواح المسلمين الأبرياء وكارثة منى وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية».
وأضاف:«الكارثة التي حلت بضيوف الرحمن هذا العام أصابت المسلمين جميعاً، لكن ايران ومن خلفها حزب الله يتعاملان معها كما لو كانت غارة على حوثيين. وان كلام السيد حسن يجاري كلياً الكلام التحريضي الذي صدر عن السيّد علي خامنئي، كلاهما ركبا مركب التحامل على السعودية وقيادتها لكنه ذهب بعيداً في الدعوة الى مشاركة الدول الاسلامية بإدارة شؤون الحج وهذه دعوة إيرانية خالصة لم تشارك فيها اي دولة إسلامية، ومبعثها الحقيقي اخراج مكة المكرمة والحرمين الشريفين من مظلة الرعاية السعودية. وإذا كان أهل مكة ادرى بشعابها فان لمكة رب يحميها وقيادة نذرت شبابها وشعبها لخدمتها ولن يكون لإيران ما تنادي به مهما علا الصراخ».
وتابع:«المغالطة الثانية فهي كالعادة في حق سورية وشعبها. فالسيد حسن ينفي اي تدخل لإيران في الشأن الداخلي السوري وهذا أمر يثير الضحك والاستغراب فعلاً، لكنه في الوقت نفسه يتصرف باعتباره المندوب السامي الإيراني في سورية، ويتخذ حق التفاوض بشأن الزبداني والفوعا وسواها. هو يتحدث عن الهدنة وهو يعلن بنود الاتفاق وهو يكرّس قواعد التطهير العرقي او المذهبي المتبادل بين المناطق السنية والقرى الشيعية، وهو يشرح أبعاد التدخل الروسي في المعادلة السورية ولا يجد ضيراً في التقاطع الروسي - الاسرائيلي حول المسألة».
ولفت إلى أن«المصير السوري في عقل وإدارة حزب الله موجود فقط في الدائرة المذهبية لمصالح حزب الله في المنطقة»، مضيفاً:«حتى بشار الاسد يتصرفون معه باعتباره كبير الخدم في هذه الدائرة وهو من خلال مطالعة السيد حسن السورية بالكاد ان يعرف ماذا يجري في سورية».
وتطرق الحريري إلى«المغالطة الثالثة وهي في حق لبنان الذي يعتبره السيد حسن ملعباً للسياسات الايرانية بامتياز. وكل منطق السيد حسن في مقاربة الشأن الداخلي يعني ان لا شيء سيتحرك خطوة واحدة الى الامام. وهو يعتبر ان المسيحيين أساس في وجود لبنان لكنه يعدهم بأن رئاسة الجمهورية تعني وصول شخصية تغطي حضور حزب الله وتأثيره في العديد من البلدان». ليختم:«السيد حسن يعلن بالمختصر غير المفيد انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية وبقية الحكي عزف على وتر الهدايا المجانية للمسيحيين واللبنانيين».
وكان نصرالله اعتبر«ان ما جرى في منى وما اصاب حجاج بيت الله الحرام يستحق التوقف عنده طويلاً»، لافتاً الى «ان الحكومة السعودية تتحمل مسؤولية الحادثة لانها هي من يتولى تنظيم الحج، وإلقاء التبعات على الحجاج هو تبسيط للامور، ووقوع الاحداث المتكررة في موسم الحج يدلل على وجود خلل في ادارة السعودية لمناسك الحج».