استطلاع / استجابةً لدعوة من «الراي» للسفر إلى الكوكب... بصحبة شخص واحد
أهل الفن والإعلام يقضون العيد في... «المريخ»!
| استطلاع علاء محمود |
1 يناير 1970
11:04 ص
قليل من «الخيال» ينعش قلب الإنسان وعقله أيضاً!
وأشد ما تتفجر ينابيع الخيال في الأعياد!
«الراي» حاولت أن تغتنم مناسبة «عيد الأضحى» المبارك، لتجرِّب لعبة السباحة في «فضاءات» الخيال، مع أهل الفن والإعلام، بعيداً عن طرقهم التقليدية في قضاء العيد، سواء بصحبة الجمهور على خشبة المسرح، أو في استديوات التلفزيون والإذاعة أمام الكاميرات أو خلف الميكروفون!
السؤال الذي طرحته «الراي» على فنانين وإعلاميين كان مباغتاً ومباشراً: «ماذا لو منحناكم بطاقة سفر للاحتفال بإجازة العيد على سطح المريخ، حيث تنعدم كل مظاهر الحياة؟ هل تتجرؤون على الذهاب أو تستسلمون للخوف؟ وإذا قررتم الذهاب فمن الشخص الذي تصرّون على اصطحابه؟ وماذا سيكون هدفكم من الرحلة؟ وكيف ستقضون وقتكم هناك؟»!
بين الموافقة والاعتذار تراوحت إجابات الفنانين والإعلاميين، ومنهم من شارك «الراي» تجربتها الخيالية، فيما فضّل آخرون التشبث بخيوط الواقع، حتى وهم يُحلِّقون عند سماء اللامعقول، لكن ردودهم - في كل الأحوال - شكَّلت جزءاً مهماً من «عجائبية» الرحلة...بما ألقته من أضواء كاشفة على زوايا «شخصية جداً» في حياة هذه الكوكبة من النجوم المعروفين...ويا له من خيال يُفضي إلى الواقع!
«الراي» سألت، والفنانون أجابوا... والتفاصيل في هذه السطور:
البداية كانت مع الفنانة هبة الدري، التي اختارت - بكل عفوية - أن يكون رفيق دربها هو الشخص الذي سيرافقها، مردفةً: «سأذهب طبعاً مع زوجي وحبيبي نواف العلي، وفور وصولنا إلى سطح كوكب المريخ سنبادر باستطلاع المكان، لنتعرف على ما يمكن أن يصادفنا من أحداث أو مفاجآت، بعد ذلك سنبدأ بالتجهيز احتفالاً بعيد زواجنا الثالث الذي يصادف ميعاده في نهاية هذا العام. وطبعاً بما أن الكوكب لا توجد فيه أي ملامح للحياة، فسنكون حريصين على قضاء وقتنا في البحث عن الماء والطعام حتى لا نموت».
من جانبها أوضحت الفنانة ليلى عبدالله: «بوصفي ممثلة سوف أختار صديقتي المخرجة لولوة عبدالسلام، كي ترافقني في الرحلة، وسأحرص على أخذ كل المعدات اللازمة التي قد نحتاج إليها في تصوير فيلم سينمائي قصير فوق سطح المريخ، لأنها فرصة لا تعوَّض ولا تقدَّر بثمن، فنحن لن نذهب إلى هناك كل يوم»، مردفةً: «هناك سبب آخر لاختياري لولوة عبدالسلام، هو أننا نتميز بأن كلاً منا تفهم الأخرى جيداً، ويمكننا أن نقضي الوقت ونتسامر بالأحاديث التي لا تنتهي والحافلة بالضحك».
وأكملت عبدالله: «مع وصولنا إلى المريخ، سنبدأ رحلة الاستكشاف لمعرفة أين سنبيت الليل، بعدها سنباشر تصوير الفيلم والمكان، وكل ما نصادفه من حولنا، وأتوقع أنه عندما يُعرض في كوكب الأرض سيحقق نجاحاً ساحقاً».
أما الفنانة مي البلوشي، فقالت: «أنا سأعتذر - بالتأكيد - عن عدم الاستجابة لتلك الدعوة، فأنا لا أستطيع الذهاب إلى مكان يفتقد أي ملامح للحياة، لذلك أفضّل البقاء على كوكب الأرض بين أهلي وأحبّائي، وأستمتع بكل دقيقة بالقرب منهم، ويكفي أن أشعر بالحب الذي يقدمونه لي عن طريق الكلام أو الأفعال»، مكملةً: «ثق تماماً بأن الحياة فوق سطح الأرض جميلة وممتعة، ولا يمكن أن نعوّضها لو أننا أحسنّا اختيار من نرافقه فيها، وما الذي نفعله»!
بدوره أفصح المذيع والمعد عبدالله يحيى عن طبيعة أجواء رحلته بقوله: «قضاء إجازة العيد من الأمور التي ينتظرها كل شخص، لا سيما أهل الإعلام، ومثلهم من يكونون مشغولين طوال العام في العديد من الأمور. أما عن اختيار الوجهة، فهي تعتمد بالنسبة إليّ على الرفيق بغضّ النظر عن المكان ذاته أو الزمان، ولو مُنحتُ الفرصة للذهاب إلى المريخ، فأنا على يقين بأنني سأستمتع بالأجواء هناك، بالرغم من عدم وجود ملامح للحياة»، مشيراً إلى «أن الإنسان هو من يصنع سعادته وظروفه ويتكيّف معها في أي مكان. وفي ما يخصّ الشخص الذي سيرافقني الرحلة، فأنا أختار هاتفي المحمول، لأنني من خلاله سأنقل لكل الجمهور تفاصيل الأيام والليالي التي سأقضيها على ظهر الكوكب بشكل مباشر، حتى يشاركوني سعادتي».
وتابع: «لا أخفيك أن اختيار شخص واحد فقط من الأمور الصعبة بالنسبة إليّ، لأنني أفضِّل أن أكون دوماً محاطاً بمجموعة من الأصدقاء في كلّ مكان أقصده، بالإضافة إلى وجود الأهل من حولي، ما يضفي على المكان حلاوة وجمالاً»!
في هذا السياق قالت الفنانة السعودية نيرمين محسن: «ربما كان اختياري للشخص الذي أودّ أن يرافقني غريباً بعض الشيء، لكنني فعلياً أرغب في الذهاب مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، لسبب رئيسي، ألا وهو محاولة إقناعه بضرورة وقف الحروب في بلادنا العربية، وربما عندما يبتعد يرى كوكب المريخ يحظى بإعجابه ويقرر البقاء فيه، ومن ثم تعيش الكرة الأرضية خاليةً من الحروب»!
من زاويتها أوضحت المذيعة سهى سبيتة: «بالرغم من أنني إنسانة لا أعيش الأحلام وأفضّل البقاء في الواقع، سأفرض نفسي في هذا الحلم، وسأقرر الذهاب وحيدة من دون اختيار شخص ما يرافقني، لأنني إنسانة أعرف كيف أعيش مع نفسي وأتعايش مع فكرة الوحدة بالتقرب إلى الله، لذلك سيكون المصحف هو رفيقي الوحيد لأنني مؤمنة بأنه هو الرفيق الذي سيبقى معنا حتى بعد الممات، وسأقضي وقتي بالتفكّر والتأمل وتدبّر آيات الله، والإعجاز العلمي في القرآن والبحث فعلياً في كوكب المريخ عن ذلك الإعجاز». وتابعت: «صحيح أنا إنسانة اجتماعية، وأقوم بالزيارات لكثير من صديقاتي، وأيضاً لا أنسى واجباتي العائلية، لكن ما دامت رحلتي إلى المريخ ستكون موقّتة وفترتها قصيرة، لذلك فضّلت أن تكون رحلة تأمّل فقط، ومن ثم لستُ في حاجة إلى صديق»!
في المقابل، قالت الفنانة المهرة البحرينية: «لا أفضّل اصطحاب أي مخلوق بشري معي، وأرغب في السفر إلى المريخ مصطحبة نفسي فقط، كي أختلي بأفكاري بعض الوقت، لعلي أتمكن من مداواة جروح قلبي التي ألمّت بي في الفترة الماضية»، مواصلةً: «فضلاً عن أن الاختلاء بالذات من ضرورات نجاح أي إنسان، كي يتمكن من إعادة ترتيب أوراق حياته، ومعرفة ما عليه وما له». وأضافت: «في أول لحظة تطأ فيها قدمي سطح المريخ، أتوقع أنني سأنخرط في بكاء غزير، لأنني لا أحب أن يراني أي مخلوق في هذا الموقف، وما دام المريخ خالياً من معالم الحياة، فقد أصرخ بأعلى صوت لأفرغ الشحنات السالبة، على أمل أن أعود إلى كوكب الأرض قويةً كما كنت في السابق».
في الإطار نفسه، قالت الفنانة نادية العاصي: «من دون شكّ سيقع اختياري لرفيق الرحلة على والدتي، والسبب أنني لن أجد مخلوقاً في هذه الدنيا يحبّني مثلها بعيداً عن المصالح الشخصية، فالأم - في اعتقادي - هي أغلى ما في الوجود عند كل البشر. وعندما نصل سطح المريخ سنتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى، خصوصاً أن ذلك الكوكب خال من ملامح الحياة، ولا توجد فيه أمور ترفيهية كما هي موجودة هنا في كوكب الأرض، وبالتالي يجب أن نستغل الوقت في أمور مفيدة»، مردفةً: «الحروب التي نعاني بسببها في كوكب الأرض لم تترك لنا لذة الاحتفال بالعيد كما كنّا نجد في السابق، فقد ترى البعض سعيداً ومبتسماً، لكن في المقابل هناك الكثيرون ممن حُرموا تلك الابتسامة، بعدما فقدوا شخصاً غالياً عليهم، ولذلك أتمنى أن يعمّ السلام الكرة الأرضية، وألا أحتاج يوماً فعلاً للسفر إلى المريخ».
أما الفنان الشاب عبدالسلام الزايد، فقال: «بكل صراحة ومن دون تردد سأختار والدي، لأنه سندي في هذه الحياة، وأستشيره في كل صغيرة وكبيرة، فضلاً عن امتلاكه موسوعة كبيرة من المعلومات التي تخصّ الكواكب بحكم أنه يقرأ كثيراً. لذلك، أول ما سنحطّ رحالنا هناك فسنعمد إلى استكشاف الموقع، كي نعرف كيف سننام الليل». وتابع الزايد: «وبالطبع لن أنسى جمهوري الذي يدعمني منذ بدايتي ولا يزال، وسأحرص على تصوير كل اللحظات في حسابي الخاص بـ (سناب شات) كي يشاهدوها أولاً بأول، وبذلك سيكون هذا هو أجمل عيد أضحى مرّ عليّ في حياتي، ويكفي أنني قضيته برفقة والدي مهما كان الموضع». من زاويته أوضح الفنان محمد صفر: «اختيار شخص واحد أمر صعب جداً، لكن الأرجح أنني سأختار أخي الأصغر صالح، فنحن تقريباً متقاربان في العمر، وبيننا تقارب كبير في التفكير والأجواء المرحة التي يمتاز بها كل منا، مع (القفشات) المتبادلة التي من شأنها أن تقتل الملل»، متابعاً: «مع وصولنا إلى المريخ سنبادر بالبحث عن الطعام حتى لا نموت جوعاً، بعدها سيكون البحث جارياً لإيجاد أُضحية ما دمنا في عيد الأضحى - بالرغم من ثقتي بأننا لن نجد شيئاً - بعدها سأقضي ما تبقّى من الوقت في تصوير كل ما أصادفه بـ (سناب شات) منتظراً موعد عودتي مجدداً إلى كوكب الأرض».
بدورها قالت الفنانة نور الغندور: «أخي الصغير يوسف حلمه أن يكون رائداً للفضاء، لذلك ستكون الفرصة ملائمة لمساعدته في تحقيق حلمه، عندما سيقع الاختيار عليه كي يرافقني في رحلتي المريخية، وأتوقع أنني سأقضي وقتي طوال عيد الأضحى هناك في مساعدته على الاستكشاف، لربما يعدل عن قراره في أن يكون رائداً للفضاء لدى عودته إلى كوكب الأرض، بعدما يجد صعوبة المهنة التي اختارها».
في آخر جولة «الراي» كان الحديث مع الفنان عبدالله عباس الذي قال: «من دون أي تفكير سوف أختار صديقي الغالي الفنان عبدالعزيز الويس، لأنه شخص متأمل كثيراً وإيجابي ومتفائل بالحياة، ويحبها لدرجة كبيرة كما أنه يحب الطبيعة مهما كانت، وبمثل هذه الرحلة أنا أحتاج إلى شخص إيجابي مثله يمنحني الطاقة والقدرة على تحمل المعيشة في مكان لا ملامح للحياة فيه، ولا أحتاج إلى اختيار شخص سلبي قد يكون سبباً في (رفع ضغطي)، وأتوقع عند وصولنا هناك أننا سنقيم حفلاً غنائياً فوق سطح المريخ، وسنمرح ونسعد بأيام الأضحى».
محمد صفر: أرجِّح اختيار أخي الأصغر صالح... لمرافقتي
مي البلوشي: أعتذر... لن أذهب إلى مكان يخلو من الحياة
نيرمين محسن: سأرافق أوباما لأقنعه بوقف الحروب في بلادنا
هبة الدري: أحتفل مع زوجي هناك بعيد زواجنا الثالث
سهى سبيتة: المصحف رفيقي لأعيش مع نفسي وأتقرّب إلى الله
نادية العاصي: أمي سترافقني... وهناك سنتفرغ للعبادة
ليلى عبدالله: أختار صديقتي لولوة عبدالسلام لتصوير فيلم مرِّيخي
عبدالله عباس: أختار عبدالعزيز الويس ...لأنه إيجابي ومتأمِّل
عبدالله يحيى: سأصطحب «المحمول» لأنقل التفاصيل للجمهور
نور الغندور: سأصطحب أخي ليحقق حلمه باستكشاف الكوكب
عبدالسلام الزايد: سأصوّر لجمهوري كل اللحظات عبْر «سناب شات»
المهرة: سأنخرط في البكاء عندما تطأ قدمي سطح المريخ