نسبة الحضور في كثير منها صفر... والاتفاقات الجماعية فرضت واقعها

طلبة المدارس عطّلوا قبل... العطلة !

1 يناير 1970 04:16 م
• ربط الغياب بالدرجات لم يجد نفعاً والظاهرة امتدت لتشمل أعضاء الهيئة التعليمية

• فاطمة الكندري لـ«الراي»: تعهدات خطية على أولياء أمور الطلبة المتغيبين من دون عذر
منذ بداية الأسبوع، وبعد يومين فقط من بدء العام الدراسي للطلبة، بدت ظاهرة غياب الطلبة واضحة، حيث سجل يوم الأحد الماضي غيابا تجاوز أكثر من 50 في المئة في كثير من المدارس، ليعقد من جاء من الطلبة اتفاقيات على بدء العطلة، فكان يوم الاثنين شحيحا جدا بالحضور، ليأتي يوم أمس الثلاثاء الذي فرض فيه الطلبة واقع الغياب بالقوة رغم كل الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لكبح جماح الظاهرة فكان المشهد العام «فصولا خاوية على عروشها في جميع المناطق التعليمية».

المدارس التي فقدت طلبتها قبل يوم عرفة وعطلت مبكراً قبل الوقفة بيومين لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت الظاهرة في أروقتها لتشمل أعضاء الهيئة التعليمية إذ سلك كثير منهم طريق الغياب المعبد واتبع آخرون أسلوب الانصراف المبكر، فيما حذرت الوكيلة المساعدة للتعليم العام فاطمة الكندري أن «لا تهاون في إجراءات وزارة التربية ولوائح الغياب المعدة في وثائق المراحل التعليمية الثلاثة، وسوف تقوم الإدارات المدرسية بتوقيع أولياء أمور الطلبة المتغيبين بغير عذر على تعهدات خطية بعد عطلة العيد مباشرة».

ونفت الكندري لـ«الراي» وجود أي قصور في تطبيق لائحة الغياب أو أي إهمال تربوي من قبل الإدارات المدرسية، وأكدت أن ظاهرة الغياب ما قبل وبعد العطل كانت ولم تزل الشغل الشاغل لقطاع التعليم العام الذي سن عدداً من الإجراءات والقوانين أهمها الامتحانات القصيرة والطويلة وخصم الدرجات على الطالب المتغيب من دون عذر.

وبينت الكندري أن للأسر دوراً كبيراً في هذا الجانب من خلال توعية أبنائها بأهمية الحفاظ على مستقبلهم والاهتمام بمستوى تعليمهم والالتزام بمواعيد العام الدراسي كما أعدتها الوزارة في خطتها السنوية مشيرة إلى دور الإدارات المدرسية أيضاً في تسليط الضوء على هذه الظاهرة عبر مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقيمها.

وأوضحت أن نسبة الغياب قبل العطل وبعدها لا تختص بها منطقة دون غيرها حيث ان الظاهرة أرقت وزارة التربية على اختلاف قطاعاتها وإداراتها وبينت أنها مسؤولية مجتمعية ومن الظلم حصرها في مؤسسة واحدة مؤكدة أن المناطق التعليمية عقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات لمناقشة هذا الأمر والبحث عن السبيل الأمثل للوقاية والعلاج وتبصير الطلبة المتغيبين بمستقبلهم التعليمي الذي أثرت عليه هذه الظاهرة بشكل كبير.

واستعرضت الكندري كثيرا من الآثار السلبية التي رصدها الموجهون الأوائل في المدارس إزاء هذا الأمر وأهمها إرهاق المعلمين وإرباك العملية التعليمية وتراكم الدروس بشكل قد يشتت الطلبة ويفوت عليهم فرص الاستفادة من حصص المراجعة،معربة عن أسفها من تفاقم هذه الظاهرة في مدارس الكويت وكاشفة في الوقت نفسه عن مجموعة من الخطط والمقترحات التي أعدتها المناطق التعليمية لتلافي هذا الأمر ومنها تخصيص اختبارات قصيرة بعد العطلة مباشرة وإخطار أولياء الأمور عبر الاتصالات الهاتفية إن أمكن والتدقيق جيداً على المتقدمين بالأعذار الطبية وإصدار نشرات توعوية في جميع المدارس تتضمن الإجراءات المتبعة بحق الطلبة المتغيبين وفق ما تنص عليه لوائح الوزارة.

ودعت الكندري أولياء الأمور إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الجانب وحث أبنائهم على الالتزام بمواعيد الدراسة التي تمثل مستقبلهم الحقيقي في هذا العصر كما حثت على تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة السليمة الخالية من الترف وتعويدهم على حب العلم وغرسه في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم.

هدوء الشوارع



جالت «الراي» على كثير من مدارس الجهراء أمس لرصد نسبة الحضور فيها إلا أن كثيرا منها كانت خالية تماماً من أي طلبة وبعضها كانت خالية من الطلبة والمعلمين أيضاً فيما لم يتجاوز الحضور عند مديرة مدرسة ملتزمة بالدوام المدرسي وحريصة عليه في إحدى مدارس سعد العبد الله الـ6 طالبات فقط ورفضت المديرة إرجاعهن إلى ذويهن وأكملت اليوم الدراسي في المدرسة بشكل طبيعي إلا أن الملاحظ أن السواد الأعظم من موظفي الدولة عيدوا مبكراً والدليل ذلك الهدوء الكبير غير المألوف في شوارع الكويت أمس.