ولي رأي
خطبة الجمعة
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
08:00 ص
خطبة الجمعة ركن أساسي من صلاتها لا يجوز أن يلقيها إلا إمام الصلاة المعين من قبل الدولة، فالإمام إما أمير أو مؤمر، ولا تخرج هذه الخطبة عن النصح للمسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسؤال الله لهم بالخير ولغافلهم بالهداية، والدعاء على عدوهم بالخسارة والخذلان.
وفي الجزء الثاني منها دعوة خاصة لولي الأمر بالرشاد والصحة وأنه يهبه الله البطانة الصالحة التي تعينه على أداء واجباته، فلا ندوات أو دروس في وقت صلاة الجمعة، ولا يصح لكل حاقد أو متعصب أو معتوه أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه أجمعين، فيدعو للخروج على الحاكم والتشكيك بحيادية رجال الأمن والطعن في نزاهة القضاء، ومن يفعل تلك الأمور وجب عزله وجاز تعزيره وصح نفيه، حفاظاً على وحدة الصف خوفاً من فقدان الثقة بالدولة.
أما التهديد بالحصول على مصالح غير مستحقة أو تعطيل لمسيرة العدالة لكسب سياسي أو فئوي فمساجدنا ليست محلها، إن مساجد الكويت واحدة وقبلتها واحدة وتدعو لدين واحد هو الإسلام، ومع ذلك يجب أن تتم مراقبتها وتسجيل الخطب فيها خصوصاً هذه الأيام، وأن تكون هذه المراقبة والتسجيل شاملة، فالظلم بالسوية عدل في الرعية كما يقول المثل، وفي وقت مضى تم إيقاف وإنذار أكثر من أربعين خطيباً أثناء زيارة رئيس دولة غربية للكويت، لأنه اشتهر بانحيازه للكيان الصهيوني، ولكن ضيف الكويت محترم أثناء وجوده فيها، وأُبعد شيخ مشهور بسبب استهزائه بملك ورئيس دولتين عربيتين.
إنَّ المساجد لله ولا يقال فيها إلا كلامه، أو أحكامه، وشرعه، وليست مسرحاً أو صالة للخطب والمحاضرات والندوات السياسية لصالح حزب أو فئة، أو فرد، فهذه الأمور لها أماكنها الخاصة مثل جمعيات نفع عام، ودواوين ومقرات حزبية.
إضاءة
كل عام وكل الطيبين على هذه الأرض الحبيبة بخير، واستسمح القارئ العزيز في استراحة قصيرة، حتى نهاية عيد الأضحى. متمنياً أن يعود علينا العيد المقبل والأمة العربية بأحسن حال، وأهدأ بال.