رأي قلم

عندما يتوقف النمو...!

1 يناير 1970 01:49 ص
كنا نظن أن مزيداً من الوعي لدى الناس ومزيداً من النظم والقوانين يؤدي إلى نهضة الحياة العامة وانضباط المجتمع واستقامته، وهذا الظن أصبح باطلاً وقطع الشك بالقين بعدما استعرضنا الآيات والأحاديث الوادة في أهمية البناء الخلقي، فوجدنا أن الأمم والدول والمجتمعات لا تزدهر ولا تتقدم من غير الاستناد إلى قاعدة أخلاقية متينة، فضلا عن أن الأخلاق الفردية والاجتماعية تشكل شيئاً متميزاً بين تعاليم الدين الحنيف.

وهذه النظرة تترسخ لكل من يتابع معطيات الواقع في الحرم الجامعي، في جامعة الكويت، معظم الطلاب الذين يدّعون التحضر بأشكالهم الخارجية، يمارسون السلوكيات اللاأخلاقية منها التدخين في الطرقات وأماكن الاستراحة وعند القاعات الدراسية وفي كل قرن بالجامعة، من طُبع بطابع روحي أخلاقي معنوي منذ التنشئة لا يمكن أن يمارس الخطأ حتى وإن غابت القوانين، فكيف بمن تحكمه منظومة أخلاقية، وتنظم حياته وتديرها؟

لا تستحق قائمة من القوائم الطلابية الفوز بمقاعد الاتحاد الطلابي لجامعة الكويت، إلا إذا حققت انجازات في ترسيخ المنظومة الأخلاقية وخصوصا لمن افتقدها في المؤسسة الأولى (الأسرة)، أصواتنا لا يستحقها من لا يملك عقيدة وفكرة جامعة أساسها الأخلاقي لطموحاته وعلاقاته، لأن بديهيا سيكون البديل هو السلوك الأناني والفوضوي الذي يميز الحياة البدائية وليست الحياة الجامعية.

كان على القوائم أن تُخضع مسيرتها وعلاقتها للمبادئ والمثل والقيم التي يؤمنون بها، وذلك من خلال شعورهم بحفزها المعنوي وإغرائها بالسمو والتعالي الذي يشكل مصدراً للقناعة والإرضاء الداخلي ومصدراً لشعور الإنسان بمركزيته في الكون الجامعي. إن الحرم الجامعي يتعرض اليوم لامتحان عسير بسبب المفهوم الخاطئ للتحضر، وبسبب التقليد الأعمى للآخر من دون الرجوع للقواعد الأخلاقية والمجتمعية التي تتوافق مع طبيعة ومرجعية المجتمع الدينية والاجتماعية. يحدث كل هذا اليوم بسبب خسراننا لكثير من القيم والأخلاق وعدم تمكننا من صياغتها بصبغة جديدة تحافظ على جوهرها ومضمونها، لذا بدأت معاني القدوة والحرية تفقد الكثير من رصيدها في النفوس ومن تجسيداتها في الواقع.

إذا أردنا أن نزدهر ونتقدم وننهض بالحياة عامة، لابد من الدفاع عن ما تبقى لدينا من قيم وأخلاق، ونكتسب المزيد منها، لتظل المصدر الأساسي والمحك المرجعي، التي تكوّن وجدان الطالب الجامعي، وتصوغ ضميره، وتوجه سلوكاته ومواقفه، وكذلك لنحيا حياة جامعية راقية بكل ما تعني هذه الكلمة من معان، لا تتناسى أيها الطالب الجامعي أن... «حريتك تنتهي عندما تتعدى على حريات الآخرين».

وأخيرا نوجه خطابنا للإدارة العليا في جامعة الكويت لتفعيل قرار منع التدخين ومعاقبة كل من يخالف ويتجاوز القرارات، ليكون عبرة لغيره، سواء كان طالبا أم إداريا أم أستاذاً جامعياً.

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib