غرامات باهظة على أولياء أمور راشقي الحجارة... ولجنة في الكنيست تسمح باستدعاء قوات الاحتياط لمواجهة التصعيد

قيود إسرائيلية مشدّدة على دخول المصلّين إلى «الأقصى»

1 يناير 1970 11:04 م
فرضت السلطات الاسرائيلية، امس، قيودا مشددة على دخول المصلين الى المسجد الاقصى لاداء صلاة الجمعة، محولة القدس الى ثكنة عسكرية.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان «قيودا فرضتها الشرطة على دخول المسلمين الى الحرم القدسي» مدعية «ورود معلومات حول نية المصلين التظاهر». واشارت الى ان «الرجال المسموح لهم بالصلاة هم من تجاوزوا سن الاربعين عاما»، مبينة انه «نشر المزيد من قوات الشرطة الخاصة وحرس الحدود في محيط المسجد».

وذكرت مصادر محلية أن «قوات الاحتلال من أفراد الوحدات الخاصة والخيالة وحرس الحدود والشرطة والمخابرات ووحدة المستعربين وسيارات المياه العادمة انتشرت في شوارع مدينة القدس، وخاصة في الشوارع والاحياء القريبة من المسجد الأقصى، كما نشرت قواتها الراجلة في شوارع وطرقات القدس القديمة، ووضعت سواترها الحديدية على أبواب المسجد الأقصى».

واقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الاقصى اربعة ايام متتالية اعتدت فيها على المصلين باطلاق قنابل الغاز والصوت، ما ادى الى اصابة العشرات وإلحاق اضرار مادية بأبواب ونوافذ المسجد الاقصى.

وقررت حكومة اسرائيل تغيير قواعد اطلاق النار ضد راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة معلنة استخدام بنادق القنص في المسجد الاقصى.

وفي تحد للقرار الاسرائيلي، وقعت مواجهات عنيفة ليل اول من امس، واستمرت حتى الفجر في القدس استخدم فيها الشبان الزجاجات الحارقة.

وطرحت وزيرة العدل الاسرائيلية أيليت شاكيد مشروع قانون يستهدف مواجهة الظاهرة المتصاعدة لرشق الحجارة. وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» انه «سيسمح مشروع القانون الذي بلورته شاكيد مع وزير الرفاه حاييم كاتس بفرض غرامات بمبلغ عشرات الاف الشواكل على الاهالي الذين لم يدن ابناؤهم برشق الحجارة، ولكن رفعت بحقهم لائحة اتهام».

من جهة اخرى، قررت لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلية، امس، السماح للجيش باستدعاء افراد من قوات الاحتياط لحرس الحدود الى الخدمة بشكل فوري لمواجهة تصاعد الاوضاع الامنية في القدس.

جاء ذلك خلال جلسة استثنائية عقدتها اللجنة خلال العطلة الصيفية للكنيست، حسب ما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية.

وصرح رئيس لجنة الخارجية والامن القطب الليكودي تساحي هانغبي بان «نشر سرايا من حرس الحدود في القدس سيساعد في اعادة النظام الى نصابه في المدينة».

من جهة ثانية، أكد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، ليل اول من امس، للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بلاده مصممة على فرض الالتزام «الصارم» بالوضع القائم في المسجد الاقصى.

وجاء في بيان لاجهزة نتنياهو ان «رئيس الوزراء قال ان اسرائيل تتصدى للعنف في جبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الاقصى) وتحافظ بصرامة على الوضع القائم».

ودعا مجلس الامن، ليل اول من امس، الى الهدوء والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى.

وأعرب في بيان بالاجماع، عن «قلقهم العميق حيال تصاعد التوتر في القدس». ودعوا الى «ضبط النفس والامتناع عن القيام باعمال او القاء خطب استفزازية والابقاء على الوضع القائم التاريخي (في المسجد) قولا وفعلا».

وطالبوا بـ «أحترام القوانين الدولية وحقوق الانسان» وحضوا «جميع الاطراف على التعاون من اجل تهدئة التوترات وعدم التشجيع على العنف في الاماكن المقدسة بالقدس».

الى ذلك، اعتقلت قوات اسرائيلية، اول من امس، 4 مطلوبين فلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت الاذاعة «انه يُشتبه بضلوع الفلسطينيين الاربعة في ممارسات الإرهاب الشعبي والشغب في الضفة الغربية».

في موازاة ذلك، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اول من امس، اتصالا هاتفيا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تناول التطورات في المسجد الاقصى.

وصرح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، بأن «السيسي أكد متابعته بكل اهتمام وقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف، وما تمثله من انتهاك خطير للمقدسات الإسلامية».

كما بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في اتصال هاتفي الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى.

وبحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع عباس في اتصال هاتفي تداعيات التصعيد الاسرائيلي في الأقصى.

وفي انقرة، بحث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة للمسجد الاقصى.

الملك سلمان يدعو أوباما إلى التدخّل لوقْف الانتهاكات الإسرائيلية



جدة - وكالات - جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اول من امس، إدانته واستنكاره الشديدين للتصعيد الاسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء السافر على المصلين في باحاته وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية.

ودعا في اتصال هاتفي مع الرئيس باراك أوباما إلى «ضرورة بذل الجهود والمساعي الأممية الجادة والسريعة وضرورة تدخل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير العاجلة لوقف الانتهاكات على المسجد الأقصى». وأكد أن «هذا الاعتداء ينتهك بشكل صارخ حرمة الأديان ويسهم في تغذية التطرف».

واكد البيت الأبيض أن الزعيمين بحثا الخطوات التي اتخذت للتعامل مع الأزمة الانسانية في اليمن بما في ذلك مساعدات أميركية إضافية قيمتها 90 مليون دولار منذ اجتماعهما في البيت الابيض في 4 سبتمبر.

وكان الملك سلمان أجرى في وقت سابق اتصالات مع كل من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.