ولي رأي

لم يعد السكوت من ذهب

1 يناير 1970 08:00 ص
منذ افتضاح أمر الحفنة الإرهابية واعترافها بجرمها ضد الكويت وافتخارها بالولاء لحزب إرهابي، ونحن نعاني من صمت رهيب من مسؤولين ومعنيين وجهات اختصاص كنا نتمنى أن نسمع منها الردود والتعليقات، على إشاعات مغرضة وتسريبات وتغريدات محيرة، واتهامات طالت من يستحق ومن لا يستحق، فأشغلت الساحة وأزعجت المتابعين، وما يحدث هو أمر لا يمكن تفسيره إلا بأنه عجز أو تقصير أو خوف من التعامل مع هذه القضية.

كان أول ما سمعناه خبر حبس محامي هذه العصابة الضالة والنية عن حل مجلس إدارة جمعية لاتهام أعضاء مجلس إدارتها بالانتماء لهذه المجموعة، وهذه الجمعية لم تعد إلى العمل إلا منذ فترة قصيرة بعد غياب عن الساحة السياسية فترة طويلة، ونقل عن وزارة الشؤون بعد فترة نفي لهذه النية دون أي تفسير أو توضيح، وحتى من الجمعية ذاتها.

وطالت الإشاعات فنانين وإعلاميين ورياضيين بالتعاطف مع هذه الخلية، وهو أمر ردوا عليه بالتهديد برفع قضايا على كل من يتهمهم بذلك لما فيه من التشكيك لوطنيتهم وولائهم لبلدهم.

ولكن أكثر الأمور خطراً وإزعاجاً ما نشرته صحيفة «الراي» يومي السبت والأحد الماضيين عن اختراق الحرس الثوري الإيراني لميناء الشويخ عبر شركة إيرانية - كويتية مساهمة يديرها رجل إيراني اسمه مدرج على قائمة الأمم المتحدة السوداء، وأن هذه الشركة تملك سفينتين هما «عكاز» و«عدان» تدخلان وتخرجان من الميناء دون تحديد للحمولة أو جهة المغادرة والعودة دون تفتيش أو مراقبة، وقد قيل في فترة ماضية إن الشريك الكويتي نائب برلماني اتهم بتهريب مواد خاصة لإيران أثناء الحصار الدولي عليها.

هذه المعلومة عن هذه الشركة المشبوهة أدت إلى ردة فعل نيابية وحكومية باهتة وتصريحات إنشائية، وتهديد نيابي بمحاسبة الحكومة «وابشر بطول العمر يا مَرْبَع».

لقد اعتادت الدول كاملة الاستقلال أن يكون لها ناطق رسمي يتبع مجلس الوزراء مباشرة يعطي تقريراً دورياً يومياً أو شهرياً عن أي حدث أو قضية تهم المواطنين أو فيها خطر على الدولة لطمأنة الشارع، وكذلك يتوجب على كل جمعية نفع عام أن يكون لها أمين سر يوضح ويشرح أهداف الجمعية ويرد على كل ما يطولها من نقد أو اتهام، وإبعاد لأي شبهات.

إن صمت المسؤولين يعطي المجال لبث إشاعات كثيرة منها عن جهل أو تباهٍ وأكثرها بدافع الكره والسعي لبث الفتن وإفقاد الناس ثقتهم بأنفسهم وقادتهم سعياً لخراب البلد وتفتيته.

لم نسمع لرئيس الوزراء أي تصريح منذ أن عاد من إجازته، ووزير الداخلية مشغول عنا بقضايا فساد وتسيب طالت مواقع مهمة وحساسة في وزارته، أما ما صدر من مجلس 2013 فيذكرنا بما كانت تبثه إذاعة صوت العرب والمذيع الشهير أحمد سعيد من أخبار عام النكسة.