أفكار / تؤمن بالحظ أو لا تؤمن

1 يناير 1970 07:47 ص
| سحر بن علي |

«إنه لمن حسن الحظ أن يولد المرء وهو وارث خمسمئة ألف دولار بدلا من أن يولد في كوخ»، من لم يقل تلك العبارة ومن لم يسمعها!، فعلى الأرجح أن معظمنا قد رددها أو سمعها مرارا وتكرارا، وهذا ما يفسر أن معظم الأشخاص يؤمنون بالحظ ويثقون به.

نحن في عالم منظم تنظيما دقيقا بحيث لا يمكن أن يكون هناك مجال، لأن يحدث شيء ما دون سبب، ولا أن يحدث شيء ما بلا وعي وتنظيم، فالحياة مبنية بسبب ونتيجة، يستحيل أن يكون شيئا ما بلا سبب وتنظيم كالحظ.

إننا نعتقد أحيانا أنه من سوء الحظ أن يحترق منزل شخص ما بعد أن قضى سني عمره في جمع ثمنه، أو عندما يفقد شخص ما قدمه في حادث ما، إلا أنه قد يكون من الممكن ألا يحترق لو لم يغفل عن مسببات ذلك، أو قد يكون هناك شيء حسن ما وراء تلك الكوارث، في حين أننا نظن أنه من حسن الحظ أن يربح شخص ما سيارة، أو أن يصبح نجما في كرة القدم، إلا أنه قد يكون قد عمل بجهد أو دعا به كثيرا، وفي الوقت نفسه قد تكون النتيجة المترتبة لا تفرح أبدا.

ربما من الأفضل أن نبدل كلمة حسن الحظ بالجهد والعمل، وسوء الحظ بغيابهما، فمن يعمل ويجهد هو من يستحق الأفضل دائما، ويستحق النجاح بجدارة، وإن باء جهده بالفشل فالفشل يعلمه أخطاءه وبالتالي يدله طريق النجاح.


جامعة الكويت - الطب المساعد