كلمات ناطقة

تصرفات القيادات الأمنية ومجهر الوزير

1 يناير 1970 07:45 ص
إن صح خبر منع إحدى الدول الخليجية قيادياً أمنياً كويتياً من حضور اجتماع أمني خليجي «خشية تسريب معلومات حساسة»، فهذا يعني أننا مكشوفون أمنياً، ولا ضير عندها إن تم اكتشاف خلايا إرهابية هنا أو هناك تخزن مستودعات من الأسلحة وتعيث فساداً في البلاد.

ولعل الاجتماع الأمني الذي عقده وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد مع وكلاء الوزارة ومديري الإدارات وقيادات ميدانية وإدارية يوم الخميس الماضي، يكشف الكثير من الخلل والترهل الذي أصاب منظومة الكويت الأمنية، والذي كان اكتشاف خلية العبدلي الإرهابية خير دليل عليه، هذا إذا أضفنا إليه اللغة الحازمة والحاسمة التي تحدث بها الوزير أمام تلك القيادات والتي تعكس مدى الإحباط الذي وصلت إليه القيادات من ممارسات الميدان الأمني.

فالوزير كان حديثه قاسياً في الاجتماع، ولعل تلك القسوة كان سببها ما وصل إليه من تجاوزات جعلته يحذر الكبير قبل الصغير بأنهم تحت مجهره وسيحاسب أي قيادي مهما علت رتبته إذا تجاوز أو أخل بمتطلبات وظيفته. ولعل ما يثير علامات الاستفهام حديث الوزير عن أسرار العمل التي شدد على أن الجميع ــ كبيراً وصغيراً ــ مؤتمن عليها وأن لا مكان في وزارته لمن لا يراعي واجبات وظيفته. ولعل هذه النقطة الأخيرة تفسر الخبر الذي ذكرناه في بداية حديثنا عن منع قيادي من حضور اجتماع أمني خليجي، فلو لم تكن «السكين وصلت إلى العظم» كما يقول المثل لما كان حديث الوزير الخالد بهذه الحدّة والقسوة، ومطالبته الجميع بأن يحاط بأي تعدٍ أو تجاوز. أضف إلى ذلك أيضاً قراره بنقل وكيل الوزارة لشؤون أمن المنافذ إلى ديوان الوزارة، ما يعني عملياً تجميده انتظاراً لقرار تقاعده، وهذا كله يضع المؤسسة الأمنية في موقع المساءلة عما يحدث من اختراقات أمنية، ليس آخرها ما أثير منذ مدة عن سفر وافدين مطلوبين بجوازات سفر كويتية، وصولاً إلى بعض التجاوزات، ومنها ما كشفت عنه «الراي» بوجود طرق لتسهيل دخول الممنوعات، ولاسيما الخمور من مطار الكويت.

أعتقد جازما أن المؤسسة الأمنية تحتاج إلى غربلة كبيرة، وإجراءات أكثر من التهديد، فأمن البلاد في ظل ما نشهده من اضطراب إقليمي، وتهديدات حقيقية، أصبح أولوية الأولويات، وغاية الغايات، تنتهي عنده كل الأساليب الملتوية التي يتخذها البعض لاستغلال منصبه في سبيل التكسب أيا كان نوعه، فإلى مزيد من الحزم والشدة يا معالي الوزير، وإذا وصل إليك شيء من تجاوزات بعض القيادات فانشرها إعلاميا لتكون رادعاً لكل من تسول له نفسه أن يتلاعب بمصير أمن بلده ليحقق مصالح شخصية ضيقة.

****

بحزن عميق تابعنا الحادث المأسوي الذي شهده بيت الله الحرام يوم الجمعة الماضي، بسقوط رافعة عملاقة نتيجة الرياح الشديدة، الأمر الذي خلّف نحو 90 شهيداً، و200 مصاب.

ومع عظم المصاب بالعدد الكبير للضحايا، ولاسيما من جاء بيت الله حاجاً من كل فج عميق، فإن ما يعزينا نحن المسلمين قبل ذوي الضحايا أنهم ماتوا في ساعة عظيمة ويوم عظيم، ومكان عظيم، وسيبعثون على هيئتهم ملبّين مهللّين، كما أثر عن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- عندما وقع رجل عن بعيره في الحرم وهو محرم، فأمر صلى الله عليه وسلم بأن يغسل بماء وسدر ويكفن بثوبه ولا يغطى رأسه لأنه سيبعث يوم القيامة يهلل ويلبي. ونحن نحسب ضحايا الحرم كذلك إن شاء الله وسيبعثون يوم القيامة يهللون ويلبون.

ونقدم تعازينا إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى أمة الإسلام بمن مات وندعو الله تعال بالشفاء للمصابين، وأن يمضي حج هذا العام بسلام وأمن وأمان إن شاء الله عز وجلّ.

[email protected]

@Dr_alasidan