نادراً ما يستطلع الطالب أفكار وأهداف القوائم الأخرى

الصوت الانتخابي... «الفزعة» أولاً

1 يناير 1970 07:33 م
• سارة سند: بعض القوائم تسلب الحرية من الطالب وتميت في داخله الوعي النقابي

• فهد مفلح: أحد الطلبة صوّت في الانتخابات للقائمة التي دعته إلى وجبة العشاء

• يوسف الحمادي: التصويت تبعاً لمبدأ الفزعة للقبيلة أو الطائفة يدمر تلاحم المجتمع

• أحمد الرئيسي: على الطلبة أن يكونوا في مستوى المسؤولية وأن يتعاملوا مع هذا العرس بما يليق به

• مبارك الحيّان: الطلبة يشتكون من مستوى الحركة الطلابية وفي كل عام يصوتون لأشخاص ليسوا أصحاب كفاءة

• يوسف القطان: للطالب أن يقرأ البرنامج الانتخابي للقوائم قبل أن يقرر التصويت
فلسفة اختيار الطالب للقائمة التي يمنحها ثقته في الانتخابات، مسألة يفترق فيها الطلبة مذاهب شتّى، فهناك من ينطلق من نظرة فئوية يقدم صوته «فزعةً» حيث ما وجد قبيلته أو طائفته أو عائلته، وهناك من يذهب تبعاً لعلاقته الشخصية مع أعضاء القائمة التي يرغب في التصويت لها، وآخر من يفضل أن يصوت بناءً على الخدمات والمنجزات التي قدمتها القائمة له، وهناك، وهو النادر، من يصوت اعتماداً على استطلاعه للقوائم المختلفة المشاركة ليخرج بقناعة حرة، بعد أن خضع عقله حاكماً لعملية الاختيار دون تدخل من أحد سواء من داخل أسوار الجامعة أو خارجها! ثم يقرر أين يكون اختياره الأنسب.

وعلى الرغم من تعدد هذه المذاهب، يظهر جلياً للناظر للأوساط الطلابية أن مذهب «الفزعة» هو المسيطر والأكثر انتشاراً بين معشر الطلبة على مستوى الانتخابات، وهو، بكل أسف، ضرب المنافسة الانتخابية الفكرية بين القوائم بعرض الحائط، وبات سداً منيعاً أمام صعود الكثير من الكفاءات الطلابية الذين يفتقدون ورقة «الفزعة» أو يرفضون أن يصوتوا لهم على أساس هذا المبدأ.

«الراي» استجلت آراء الطلبة حول كيفية اختيارهم لمن يمثلهم في الانتخابات ورؤيتهم للفلسفة التي يتخذها الطلبة الآخرون في التصويت، وذلك خلال السطور التالية:

يرى يوسف الحمادي،أن «الأساس الصحيح الذي يجب بناءً عليه أن يصوت الطالب هو الفكر والمبدأ وما يتوافق من ذلك معه، وسواءً كان فكره ومبدأه سيئاً أو جيداً يبقى هذا الأمر نسبي بين القوائم، وللأسف هذا ما لا نراه اليوم في الانتخابات الجامعية حيث يقوم الطلبة بالتصويت بناءً على العلاقة الشخصية سواء كانت عائلية أو علاقة صداقة والأسوء من ذلك التصويت تبعاً لمبدأ الفزعة للقبيلة أو الطائفة فهذه الامور هي الأساس في تدمير تلاحم المجتمع ونشر التفرقة والفئوية به مما يترتب عليه نتائج وخيمة».

واضاف الحمادي،ان «المعيار الأساس الذي يجب على الطالب الالتفات إليه هو الكفاءة وإنجازات الأشخاص المرشحين في القائمة التي سيصوت لها، وذلك بعدما يتفق مع فكر ومبادئ القائمة لأنه لا فائدة من الكفاءة والإنجاز في ظل الترشح من خلال قائمة إطارها فارغ فكرياً ولا تملك مبدأ واضحا يثبت عليه مرشحوها في حال الفوز».وتابع، «يجب أن يقوم الطالب بالذهاب لكل قائمة ومرشحيها ومعرفة أفكارهم ومبادئهم وبرنامجهم الانتخابي في حال فوزهم، وأن يقوم بمناقشتهم والسؤال عما يجهله في قائمتهم ويقوم بالمقارنة بينها ويصوت للأفضل بناء على قناعة، وليس من منطلق ضغط شخصي أو اجتماعي، ففي النهاية من سيصل للفوز سيمثل جميع الطلبة أمام الإدارة وبناء على فكره ومبادئه وكفاءته سيتعامل مع الإدارة في حفظ حقوق الطلبة وزيادة مكتسباتهم»، مبيناً أن من يصوت لقائمة تفتقد لمثل هذه الأمور سيفتقد من يحافظ على حقوقه كطالب ويزيد من مكتسباته الجامعية.

وقال مبارك الحيان، «تصويت الطالب في جامعة الكويت غالباً ما يكون بناء على المعرفة الشخصية أو القبلية، بينما يفترض على الطالب الجامعي أن يصوت من منطلق الفكر ومنهجية القائمة وأهدافها التي تصب في مصلحة الطالب».

وعبّر الحيان عن استغرابه من وجود العديد من الطلبة الذين يشتكون في كل عام من مستوى الحركة الطلابية، وهم في كل عام يصوتون لأشخاص ليسوا في كفاءة وليست لديهم القدرة على حل مشاكلهم.

وبين أحمد الرئيسي، ان «طلبة الجامعة هم مستقبل الوطن وعليهم تعقد الآمال في تقدمه وتطوره، وهذا العرس الديموقراطي هو تجربتهم المصغرة في إبداء وجهة نظرهم وممارسة العمل النقابي التطوعي في خدمة المجتمع الطلابي، وبالتالي يجب أن يكونوا في مستوى المسؤولية وأن يتعاملوا مع هذا العرس بما يليق به».

وتابع، «يصوت الطالب الجامعي في الانتخابات بهدف إيجاد من يمثله أمام المسؤولين لتحقيق مكتسباته وحل مشاكله بغية تسهيل الحياة الطلابية، ولأهمية ذلك يجب أن يستند الطالب في اختياره إلى معايير حقيقية، لا أن يقدم صوته لمن ليسوا على مستوى من الكفاءة في خدمة الطلبة».

واستطرد، «معايير الاختيار تتمثل في قراءة البرنامج الانتخابي لكل القوائم لمعرفة أي منها سيحقق ما يريده الطالب في الجامعة لحل مشكلاته المستقبلية وتوفير سبل الراحة داخل الحرم الجامعي، وعند قراءة البرامج الانتخابية للقوائم سيعرف الطالب لمن سيكون صوته، فهو صاحب القرار في نهاية المطاف ويعرف ما يريد».

وقالت سارة سند، إن «لم يستطع الطالب أن يعبّر عن حريته في الانتخابات، من خلال اختياره الحر لمن يجده مناسباً وكفؤاً لتمثيله دون إملاءات من الآخرين فأين سيعبر عن ذلك؟»، لافتةً الى أن أكثر ما يميز العرس الديموقراطي هو مساحة الحرية التي تمنح للطالب، مبينة أن بعض القوائم التي تدّعي أنها تدعو إلى الحرية والديموقراطية في المجتمع، هي نفسها من تسلب الحرية من الطالب وتميت في داخله الوعي النقابي من خلال إصرارها ومساوماتها معه من أجل التصويت لها دون أي يقتنع بفكرها ومبادئها.

وشدد يوسف القطان على ضرورة أن يهتم الطالب الجامعي بمعرفة القوائم المختلفة، والورقة التعريفية التي تمثل المبادئ والمنطلقات الأساسية للقائمة، والتعرف على برنامجها الانتخابي، بل يحرص أيضاً على المناقشة وحضور المناظرات التي تنظم بين القوائم، وبناء على ذلك يستطيع أن يكون وجهة نظر قادرة على تحديد القائمة الأنسب، وهذا الذي يفترض أن ينحو نحوه الطالب الجامعي، كونه يعيش في مرحلة قادر من خلالها على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية بوعي ونضج، إلا أن ما نجده اليوم في مسألة اختيار القائمة يختلف بشكل كبير بين طالب وآخر.

واعترف القطان أن هناك من الطلبة من يقدم صوته للقائمة الفلانية مقابل خدمة شخصية، أو علاقات اجتماعية، أو من منطلق الفزعة القبلية أو الطائفية أو الفئوية، وهناك من يصوت تبعاً للفكر.

وألمح فهد مفلح، أن «بعض الطلبة يصوتون لأسباب واهية لا تعبر عن وعي ونضج»، مبيناً أن أحد الطلبة اعترف له بأنه صوت لإحدى القوائم لأنها دعته في يوم من الأيام إلى وجبة العشاء، وعلى إثر ذلك ذهب هذا الطالب يوم الانتخابات وصوت لها رداً للجميل!

ولفت الى أن هناك من الطلبة من يصوتون فقط لأنهم رأوا القائمة الفلانية هي الأكثر وضعاً للبوسترات في أروقة الكلية، دون أن يجهد نفسه بأن ينظر إلى طبيعة هذه القائمة وفكرها.

وتابع مفلح، ان «أكثر الطلبة الذين لا يقيمون معياراً حقيقياً للتصويت هم الطلبة المستجدون كونهم حديثوا العهد في العمل النقابي، وبالتالي هم دائماً ما يكونون الصيد السهل للقوائم الطلابية في التصويت لهم»، لافتاً إلى أهمية أن يتم تأجيل موعد الانتخابات لأكثر من أسبوع حتى يتمكن الطالب من قراءة الواقع الطلابي بشكل متأنٍ ليشكل صورة متكاملة حتى يقرر بشكل مقنع لمن سيذهب له صوته.