مسؤولوها أغلقوا الأبواب في وجوه أولياء أمور أرادوا نقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية
فوضى عارمة تجتاح «تعليمية الجهراء»
| كتب علي التركي |
1 يناير 1970
04:35 م
• موظفات للمراجعين: روحوا للوزير اشتكوا ... إذا لقيتوه مداوم
• العيسى لـ «الراي»: إجراءات مشددة ستطول حتى مديري المناطق إن لم يسهلوا معاملات الناس
كما توقعت «الراي» تفجرت أزمة نقل الطلبة البدون من المدارس الخاصة إلى الحكومية سريعاً وغصت صالة المراجعين في منطقة الجهراء التعليمية بعشرات أولياء الأمور الذين استوفوا كل ما هو مطلوب منهم ووقفوا منتظرين مسؤولي المنطقة الذين تغيبوا عن الدوام بدءاً بالمدير بالإنابة ثم رئيس قسم الشؤون الطلابية، فأغلقت الأبواب وجاءت دوريات الشرطة لتهدئة الموقف.
وكشف مصدر تربوي عن سجالات حادة وتلاسن جرى بين بعض المراجعين وموظفات القسم المختص، هدد على اثره بعض أولياء الأمور بالشكوى لدى وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى فكان ان ردت موظفة عليهم قائلة «روحوا للوزير، اشتكوا... هذا إذا لقيتوه مداوم» فيما تفاعل الوزير العيسى سريعاً مع الموقف وتوجه إلى منطقة الجهراء التعليمية فوراً وأعلن منها لـ «الراي» عن «إجراءات مشددة ستطول حتى مديري المناطق إن لم يسهلوا معاملات الناس».
واستغرب العيسى تفشي ظاهرة الغياب وانتقالها من الوسط الطلابي إلى محيط عمل المسؤولين الذين يفترض بهم الالتزام بأعمالهم من باب الأمانة والمسؤولية، مبيناً أن تجمهر المراجعين سواء في ديوان عام الوزارة أو في المناطق التعليمية ظاهرة يجب أن تنتهي من الافق التربوي وأن يتم التعامل مع جميع الناس برقي وتحضر.
وبعد جولته في المنطقة وصف العيسى الوضع بـ «المزري» وأن إجراءات وعقوبات رادعة ستتخذ بحق المتغيبين عن العمل مستغرباً «بعد البحث عن مدير المنطقة وجدناه يزور المدارس ويتفقدها فيما كان يفترض ان يقوم بذلك خلال الفترة المسائية».
من جانبهم، أبدى بعض الأهالي لـ «الراي» ندمهم الشديد إزاء سعيهم لتنفيذ قرار نقل أبنائهم من المدارس الخاصة إلى الحكومية، وردوا على رفض بعض المدارس المحددة من قبل المنطقة لاستقبال أبنائهم بحجة الكثافة، قائلين «ياأخي ليش تحددون مدارس لعيالنا ما تعرفون كثافتها».
وقال الأهالي «إن مشكلات النقل والتعقيد الذي يفتعله مسؤولو المنطقة بات هماً إضافياً لا طاقة لهم به»، مؤكدين: «استوفينا شروط النقل وصدقنا الشهادات من الإدارة العامة للتعليم الخاص وراجعنا المدارس الخاصة لإحضار الملفات ورضينا بكل الطلبات التعجيزية ولكن أن ننتظر رئيس القسم المتغيب عن عمله كي يعتمد نقل طلبات أبنائنا فهذا أمر لم نعهده إلا في منطقة الجهراء».
واستنكر الأهالي الغياب المتواصل لمسؤولي المنطقة، وقالوا إنهم طرقوا أبواب معظمهم ولكنها للأسف كانت مغلقة وبلا سكرتارية أو موظف يرشد المراجع إلى الطريق الصحيح، مؤكدين أن «تعامل الموظفات في صالة المراجعين أسوأ ما يكون بسبب ضغط العمل الذي دفع كثيرات منهن إلى تفريغ شحنات الغضب في وجوههم، وحين رد البعض عليهن بأن هذا عملهن الذي يتقاضين عليه أجراً ردت إحدى الموظفات بصوت عال: لا ليس عملنا وليس مطلوبا منا ان نستقبل هذا الكم من المعاملات».
وناشد الاهالي الوزير العيسى إنهاء هذه الازمة «المفتعلة من قبل موظفين تقاعسوا عن أعمالهم وكان آخر همهم تخليص معاملات المراجعين وتقدير تعبهم الشديد في المراجعات والدوران بين ثالوث العناء منطقة الجهراء والإدارة العامة للتعليم الخاص ومدارس أبنائهم الخاصة»، راجين «إصدار تعليمات عاجلة إلى المسؤول المعني في هذا الملف وإلزام مديري المناطق وجميع موظفي التربية بالدوام من باب مخافة الله وتحليل الراتب».