اجتهادات

«خودا حافظ»!

1 يناير 1970 10:04 م
مرت الكويت منذ سنوات طويلة، بأحداث داخلية وأزمات متعددة، طالت أمنها واستقرارها، ولم تكن أحداث خطف طائرة الجابرية وتفجير المقاهي الشعبية ومحاولة اغتيال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وأخيراً تفجير مسجد الإمام الصادق سوى محاولات يائسة لتفكيك المجتمع وبث سموم الطائفية وزعزعة الاستقرار الداخلي وغيرها من المآرب الدنيئة.

أخيراً، كانت قضية خلية العبدلي، وبعد أن قالت النيابة العامة الكلمة الفصل ووجهت تهماً مباشرة للمدانين بحيازة كميات ضخمة من الأسلحة، تكفي لهدم البلد بأكمله، وارتكاب أفعال تمس بوحدة وسلامة أراضي الكويت والتخابر مع إيران و«حزب الله»، فهنا لابد لنا من كلمة!

أولاً، علينا أن نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لرجال الداخلية على هذه المجهودات الجبارة في كشف الجناة، ومثلما انتقدناهم سابقاً، فعلينا أن نقف معهم ونشد على أيديهم في حماية الكويت وأمنها.

ثانياً، يجب على الجميع أن يعي تماماً أن الكويت باقية والجميع زائلون، وأن لا شيء أسمى وأعلى من الوطن، وأن لا إيران ولا «حزب الله» ولا حتى غيرهما، أهم من دولة رعت أبناءها من المهد إلى اللحد، ووفرت لهم جميع سبل العيش الكريم والتعايش السلمي وحرية الرأي وكرامة التعبير والرخاء الدائم، الذي قلما نجده في دول أخرى، وإن انتقدنا بعض تصرفات المسؤولين والشيوخ والوزراء فيها، فهو من باب الدعوة إلى الإصلاح ليس إلا!

إنني متيقن أن الوضع الراهن والصراعات الإقليمية الدائرة في المنطقة والنزاعات الطائفية، تحتم على صاحب القرار الشدة والحزم وأيضا البطش، تجاه كل من يريد سوءاً بالبلد، فلا الوقت يسمح ولا الظروف تساعد على التسامح و(طمطمة) أي موضوع يهدد كيان هذا الوطن! كما أستغرب الصمت المقيت من البعض وغيابهم عن الأحداث الأخيرة التي كشفت معدن الكثيرين!

كما أفرزت أزمة تفجير مسجد الإمام الصادق وخلية العبدلي، أدلة واضحة أن سموم الطائفية البغيضة بدأت تنتشر في جسد المجتمع، وأن الوحدة الوطنية التي كانت الحصن المنيع في مواجهات أزمات عديدة عصفت بالبلد، بدأت تتزعزع، وعلينا جميعاً أن نعيد مرة أخرى حساباتنا في كيفية إعادة هذا المفهوم المهدد بدلاً من الاستمرار بالتغني به في الأعياد والاحتفالات والأوبريتات.

ولا ننسى أيضاً، أن التعميم مرفوض، ولنكن صريحين أكثر، فإن التشكيك والتخوين وإمطار الآخرين بالأسئلة واختبار الولاءات، ما هو إلا لهث وراء طائفية بغيضة مستترة لدى البعض!

ختاماً، أرجو من القيادة السياسية أن يكون لها رد واضح وصريح ومباشر ضد رئيس مجلس الشورى الإيراني الذي اتهم الكويت بالحقد وعدم العقلانية والحكمة، وكذلك أي ناعق آخر يحاول المساس بالكويت، وأن نبتعد عن أي مجاملات أو إرضاءات سياسية. إنني متأكد، أن الكويت ستعبر هذه الأزمة، والأزمات الماضية خير دليل على ذلك، ونقول لكل متربص بالكويت «خودا حافظ»!

[email protected]