حروف باسمة
وجدان
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
مفردة عظيمة في معناها، كبيرة في تصورها ذلك هو الضمير صرخة يستشعر بها كل إنسان يخاف من العذاب يوم الفزع الأكبر فماذا نقول للضمائر التي نشاهدها في أيامنا هذه؟
ضمائر توارت عندها الرحمة وتبددت عن ربوعها الشفقة، أيها الضمير قم وانتبه واشعر واستشعر بألوف من البشر في أصقاع مختلفة من الدنيا وهم يأتون من ويلات الظلم وآلام الاستبداد يريدونه ربيعاً فأصبح قيظاً قاحلاً ذا حرارة شديدة مرهقة أسالت الدماء في أرض الكنانة من دبر خططها وخاط نسيجها؟
أيها الضمير استقيظ؟
فإن الدماء فاضت في ليبيا ناهيك عن سورية والعراق.
أيها الضمير إن النساء والاطفال والشيوخ تنذف دماؤهم ودوت صيحاتهم في ربوع اليمن.
انتبه أيها الضمير أن عذاب الله آت، وأن المستبد له يوم لا ريب فيه، أيها الضمير إن المسلمين فتك بعضهم ببعض وقادوا النساء الطاهرات أسارى بين الناس. انتبه أيها الضمير أن الاطفال جياع، والمهجرين والنازحين عن أراضيهم وديارهم انتشروا في ربوع الأرض.
أيها الضمير إن الذين حاكوا الخطط قد نزحت اليهم مئات الألوف من هؤلاء المهجرين حتى صرخوا منهم.
أيها الضمير مآسٍ كثيرة وأهوال تهطل على الدنيا كل يريد أن يأكل لحم أخيه فهل تستيقظ ولو برهة من الزمن؟
فترى هذه المشاهد الصعبة والمناظر التي تندى لها جبين الحر الغيور.
أيها الضمير مسلمون موحدون توصمهم أقلام مأجورة بالكف وتبعد عنهم سمة الإسلام وتعطيهم صفات وسمات وخصائص ما أنزل الله بها من سلطان.
ألا يأتي اليوم فتستيقظ أيها الضمير من سُباتك، وتنهض حتى تُسقى القلوب الحرة بسلسبيل صافٍ ينعش القلوب بالخير والطمأنينة والسلام ولا يزال الخير في أمة الاسلام ما طلعت الشمس على هذه المعمورة ولتُلقى الضمائر الجدباء في مكان سحيق ويبدل الله الانسانية بضمائر أخرى معشوشبة خضراء.
فلابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر