مؤسسات مالية غربية تستعد لتطبيق التجربة الجديدة المثيرة للجدل

اختبار نفسي... شرط للحصول على قرض؟

1 يناير 1970 07:08 ص
تخيل أنك ذهبت إلى أحد البنوك لتطلب قرضاً شخصياً بضمان راتبك مثلاً ثم فوجئت بأن مسؤول الائتمان يطلب منك الخضوع أولاً إلى «اختبار نفسي» من أجل قياس مدى «أهليتك» للحصول على القرض!

للوهلة الأولى قد تبدو هذه الفكرة صادمة ومثيرة لدهشة كثيرين، لكنها باتت في حكم الأمر الواقع، إذ تستعد بنوك ومؤسسات مالية أوروبية وأميركية حالياً للبدء قريباً في تطبيق تجربة مصرفية غير مسبوقة تتمثل في إخضاع طالبي الحصول على قرض شخصي أو بطاقة ائتمان أو حتى رهن عقاري لاختبار نفسي ذي طابع شخصي، وهو الاختبار الذي يهدف إلى تحليل أنماط شخصياتهم وتوجهات أفكارهم الحياتية، وذلك كجزء من إجراءات اتخاذ القرار في شأن الطلب.

«اختبار القياس النفسي» الذي تعتزم تلك المؤسسات استحداثه وتطبيقه على راغبي الاقتراض يسعى أساساً إلى تحديد مدى جديتهم في ما يتعلق بسداد أقساط وفوائد قروضهم أو التزاماتهم الائتمانية في مواعيدها المقررة، وهو الأمر الذي سيسهم بدوره – من وجهة نظر تلك المؤسسات – في اتخاذ قرار الموافقة أو الرفض في شأن طلب الاقتراض أو الائتمان.

وفي إطار ذلك الاختبار النفسي الذي من المتوقع له أن يثير موجة من الجدل، سيُطلب إلى طالب القرض أو التسهيل الائتماني (العميل) أن يجيب عن سلسلة من الأسئلة المدروسة بعناية، وهي الأسئلة المصممة من جانب خبراء نفسيين بهدف سبر أغوار شخصيته من جوانب عدة بما في ذلك نظرته وأفكاره إزاء الآخرين ومدى أمانته ونزاهته إلى جانب معتقداته الشخصية العامة إزاء المجتمع ككل.

وبعد ذلك ستتم تغذية برنامج الكتروني خاص بأجوبة العميل، وهو البرنامج الذي سيتولى تقييم مدى «أهليته» للحصول على ما طلبه. وسيكون التقييم الكمبيوتري من بين الاعتبارات الرئيسية التي ستعتمد عليها المؤسسة المصرفية في ما يتعلق باتخاذ القرار النهائي.

فكرة تطبيق ذلك الاختبار اكتسبت زخماً في أعقاب مؤتمر عالمي أقيم قبل بضعة أيام وشارك فيه أكثر من 400 من خبراء الائتمان والاقراض في أبرز وأكبر البنوك الغربية، وهو المؤتمر الذي عُقد في كلية الأعمال التابعة لجامعة أدنبره الاسكتلندية التي كانت وراء الأبحاث التي توصلت نتائجها إلى أن مثل تلك الاختبارات النفسية يمكن أن تكون فعالة ومفيدة إلى حد كبير.

ويرى خبراء ومراقبون أن ذلك الاختبار يمكن أن يكون مفيداً وفعالاً في التعامل مع طالبي القروض ممن ليس لديهم تاريخ ائتماني يمكن لتلك المؤسسات المالية الرجوع اليه – كطلاب الجامعات أو محدودي الدخل نسبياً – كما أنه يمكن أن يساعد ايضاً في حالات العملاء الأكبر سناً ممن يرغبون في الاقتراض من أجل تمويل صفقة تجارية لكن لم يسبق لهم أن حصلوا على بطاقة ائتمان أو قرض شخصي.

لكن على الجانب الآخر، يؤكد منتقدون لتلك الخطوة على أن الأمر لن يخلو من مشاكل وعواقب سلبية ليس أقلها انعكاسات حساسية العملاء إزاء فكرة الخضوع لاختبار نفسي، علاوة على أنه قد لا يكون من المناسب في أحيان كثيرة الاعتماد على برنامج كمبيوتري من أجل «تشخيص» مدى جدارة وأهلية طالب القرض أو الائتمان، إذ إن تعقيدات البرنامج تعني أنه من المرجح جداً ارتكاب أخطاء في أي الاتجاهين.