قبل الجراحة
الآباء والأبناء
| بقلم الدكتور وليد التنيب |
1 يناير 1970
06:31 م
الآباء والأولاد والأحفاد... أفكارهم في الغالب لا تتطابق... وكل منهم له أفكاره التي يعتز بها، ويدافع عنها، وينتقد من ينتقدها!
قد يكون انتقاد الآباء قاسياً، ورد الأولاد والأحفاد غالباً ما يكون أقل حدة بسبب الاحترام.
ينتقد الآباء العادات الدخيلة التي يزاولها الأولاد.
ويكون رد الأولاد أنها تعكس تطور المجتمع وليست عادات دخيلة.
ينتقد الآباء الأفعال السيئة التي يرتكبها الأولاد.
ويكون رد الأولاد أنها ضِمن تطور المجتمع وليست أفعالاً سيئة.
ينتقد الآباء قلة وصل الأرحام والزيارات العائلية.
يأتي الرد من الأولاد أنه تطور المجتمع...
ينتقد الآباء الأولاد بسبب عدم التزامهم وإخلاصهم في العمل.
ويأتي رد الأولاد: هل تقارنوننا بمن عمل قبل النفط أم بعده لكي نرد عليكم؟... ويصمت الآباء؟
ينتقد الآباء كثرة الاختلاسات والسرقات من المال العام...
ويضحك الأبناء ويكررون الرد: بمن تقارنوننا... قبل النفط أو بعده؟ ويضحكون بصوت عالٍ.
يغضب الآباء من الأبناء بسبب سوء الأخلاق وقلة الاحترام.
يصمت الأبناء، ثم يأتي ردهم بكل الهدوء:
نحن نتاج تربيتكم وإهمالكم.
بعدها يتمتم الآباء بكلمات تصعب كتابتها احتراما للجميع!
ويصمت الأبناء لأنهم اكتشفوا أن النقاش انتهى بهذه الكلمات التي تصعب كتابتها، وإن كانوا يرون أن كتابها أمر عادي ويدل على تطور المجتمع.