فنان كويتي عشق التشكيل والمسرح
عبدالعزيز السيار رسم بريشته آخر لوحاته... ورحل
| كتب المحرر الثقافي |
1 يناير 1970
02:15 م
فُجع الوسطان التشكيلي والمسرحي بوفاة الفنان عبد العزيز السيار، مساء أول من أمس، بعد رحلة طويلة قضاها مبدعا في مجالي الفنون التشكيلية، والعمل المسرحي.
ويعد السيار- رحمه الله- من الفنانين الرواد في مجال الفنون التشكيلية الكويتية، وكذلك في الاعمال المسرحية خصوصا في فن الديكور، ورحمه الله عضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية والرابطة الدولية للفنون في اليونسكو واتحاد الفنون التشكيلية الخليجية ومجلس ادارة فرقة المسرح العربي كما شارك في الكثير من المعارض خارج وداخل الكويت.
وعلى المستوى الشخصي فإن الراحل لديه صداقات مع كافة الفنانين، ولديه جمهوره الذي يحرص على متابعته، والاستفادة من تجاربه، وتميّز الراحل بحرصه على حضور كافة المعارض التشكيلية سواء التي تقام في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أو قاعات عرض المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب، إلى جانب تشجيعه للطاقات الشبابية في المجالين المسرحي والتشكيلي. كما أنه كان يتميز بالهدوء الشديد، والأخلاق العالية، وحب الآخرين من دون تفرقة.
وتتميز تجربة الراحل بالقدرة على التواصل مع الكثير من المفردات التشكيلية تلك التي تبدو فيها الألوان متحركة في اكثر من اتجاه كما ان لغته الفنية كانت قريبة من الرمز.
وكان معرضه الأخير، قد افتتحه الشيخ ماجد محمد الصباح نيابة عن رئيس نادي السالمية الرياضي الشيخ تركي احمد يوسف الصباح في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية. في اطار احتفالات الجمعية بمرور 45 عاما من الابداع.
قدم السيار فيه ما يقارب من 35 لوحة تشكيلية احتوت على الكثير من المضامين الحسية تلك التي تبدو فيها التجارب الفنية متوهجة بالألوان ومتواصلة مع الإنسان والحياة.
وقال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبد الرسول سلمان في تقديمه للمعرض:
«عبدالعزيز السيار روح قوية وانفعالات محبوكة في اللامرئي من اللوحات تتحرك ببطء «احيانا واحيانا بقوة ما يخفف من سكون بعض اللوحات انه يبدأ من نفسه في حالة اندماج مع العمل الفني والجنوح به الى ابعاد تتقابل وتتباعد او تتوالد وتتضاعف اشكالها كما تتوالد ضياءاتها الخارجية، التي تنتمي الى عوالم الديكور التي تذهب افقيا وعموديا في السطوح الهندسية المستطيلات والمربعات وانصاف الدوائر والاقواس وتقلب حركة اللون فيها الدائرية وانصاف الاقواس ربما هي حالة التباس وخدعة بصرية في الوهلة الاولى هناك العين الباهرة تستطيع بدورها ان تميز الاختبارات اللونية والشغف الدائم بالتنوع، فالحركة هي التي تغلب وتهب المغامرة وتجعل العين تتوه في مجريات اللوحة وعناصرها واشكالها وألوانها وابعادها».
واضاف: «عبدالعزيز السيار يقيم علاقة مع المعطيات الجمالية للتراث الجمالي والحضاري ويعتمد على ضمنية يستحوذ عليها ويصهرها في مناخه الفني مع تحويرات غير المتساوية في نحتها واشتقاقها وطبيعتها لجهة الانوار والضباب او لهجة هيئة الشخوص والثياب وتلك المسرحية التي تظهر الى طابع الألفة والآلات الموسيقية ان مفرداته الفنية باتت تشكل اسلوبه وشخصيته التشكيلية وقد يتكامل في اللوحة ويمارس التنوع في الوانها يتقمص فيه ويتوحد معه بتلقائية يستبصر حضورها ولا يبرح امكاناتها واشراقاتها».