ولي رأي

«حنا أول من يطيع وآخر من يعصي»

1 يناير 1970 07:59 ص
اعتاد أهل الكويت ممن أنشأوها وبنوها وحموها بثلاثة أسوار شيدوها بأيديهم، ودعموها بصدورهم على القول لحكامهم الذين لم يأتوا بسيف ولا منسف، بل بعقد عن تراضٍ وشروط: (حنا أول من يطيع وآخر من يعصي)، وواجهتنا أخطار ومعارك وأزمات مالية، وإخفاقات حكومية وغياب للديموقراطية فترات، ولكننا لم نعص يوماً حكامنا حباً بهم والتزاماً بالعقد الذي بيننا. ولكن أن يصل الأمر بأن نكون أو لا نكون فذاك أمر يحتاج من إلى وقفة، وأن نغيّب عن معرفة مصير بلادنا، والأخطار التي تواجهها، والعدو وما أهدافه، وألا يسمع لنا رأي، فذلك فوق صبرنا.

والمؤلم أننا بتنا نسمع أخباراً من مصادر أجنبية غير محايدة، فيها من التهويل والتحريف والتزييف وبث للسموم الطائفية.

ويقول الشاعر النبطي:

يدباس أنا أبوك ماني ببلاس

مير عيلات الرفاقة كثيره

مشيت وسط السوق وأمشي مع الساس

آخذ شوي الحق وأترك كثيره

هل تتوقع حكومتنا الرشيدة منا الصبر في هذا الجو من الغموض والخوف على مستقبل البلد وعدم سماع أي رأي من مصادر موثوقة، أو سماع رأينا كشعب في ما يدور حولنا، وإن صبرت الغالبية من الشعب فهل يطيق الشباب المتحمس في ظل ما يسمع ويرى من أخبار عبر القنوات الفضائية الخارجية دون أن يغرد أو يكتب أو ينشر أو يبث رأيه وما لديه من معلومات وإن كانت غير دقيقة؟

إن الصمت المطبق وسط عواصف الإشاعات والتحريضات وتوزيع الاتهامات دون أن نعرف أو يُسمع لنا رأي، هو أكثر خطورة على البلد من أي شيء آخر، وأرى أن المصارحة هي الحل، فالإنسان يخاف مما يجهل، ويطمئن إذا سمع الحقيقة وسُمع رأيه فيها.