خلال مأدبة عشاء لقيادات وضباط «الداخلية» وقياداتها المتقاعدة
محمد الخالد: درس للعالم في إخماد الفتن وحدة الكويتيين والتفافهم حول شرعيتهم
| كتب منصور الشمري |
1 يناير 1970
02:04 ص
• قرار النائب العام بحظر النشر جنّبنا فتنة بسبب التراشق والتعدّي بالألفاظ
• نحن في وضع إقليمي وعالمي يغلي وسوف يطول... ولن نخذل أهل الكويت
• في «الداخلية» مسطرتنا القانون بدليل إحالتنا عدداً من أبناء الأسرة للنيابة
• نثمّن لمجلس الأمة والرئيس الغانم دعمهم لنا في إقرار القوانين المساندة لعملنا
• تراشق الألفاظ وتصفية الحسابات لن ينفع من يراهن على فرقتنا وسنفوّت الفرصة عليهم
• الفريق الفهد عرض استراتيجية «الداخلية» للأعوام الخمسة المقبلة ببنودها الثلاثة
حيا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد رجال الأمن على جهودهم، والتي استمرت لما يقارب من العام وخمسة ايام في قضية ضبط كميات كبيرة من الاسلحة الأخيرة، مشيدا في الوقت نفسه بقرار النائب العام بحظر النشر فيها، والذي جنب البلاد الفتنة، بسبب ما رافقها من عمليات تراشق بالالفاظ والتعديات.
ورأى الخالد في كلمة له خلال مأدبة عشاء على شرف قيادات وضباط وزارة الداخلية، بحضور محافظين وقيادات الداخلية المتقاعدين والاعلاميين والمهتمين بالشأن الامني، ان الفترة الماضية التي مرت على البلاد كانت صعبة، وكان يراد بالبلاد الفتنة عند تفجير مسجد الامام الصادق، الا ان هذه الفتنة كفانا الله شرها، حسمت بفضل وحدة الكويتيين والتفافهم حول شرعيتهم وبلدهم وتضامنهم وتكاتفهم، واعطوا درساً للعالم بالوحدة الوطنية وإخماد الفتنة.
وقال «ان الكويتيين وخلال الغزو العراقي اثبتوا وحدتهم وتلاحمهم، وبالتالي لن يسمحوا اليوم لمن يراهن على فرقتهم وسوف يفوتون الفرصة على من يريد ذلك».
وأشار الوزير الخالد الى ان وزارة الداخلية تتحمل خلال هذه الفترة أعباء ومسؤوليات جسيمة، وهي تقدر هذا الدور، وبالتالي فانني اود القول «إن الوزارة مسطرتها واحدة وهي القانون والقانون وحد»، مستشهداً بما تم من تراشق وهجوم وتصفية حسابات بين هذا وذاك في الفترة السابقة، وكيف تعاملت الوزارة وفق القانون وكانت مسطرتها واحدة بالتعامل مع الجميع، وهو ما بدا جليا من خلال إحالة عدد من ابناء الاسرة الحاكمة للنيابة، مؤكدا اننا لن نسمح لمن يراهن على فرقتنا وسنضيّع الفرصة عليهم.
وثمن الخالد جهود ودعم رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم واعضاء مجلس الامة لاخوانهم في وزارة الداخلية «الذين يدعموننا في ما نذهب اليه من قوانين، وجزاهم الله خيراً على هذا الدعم»، مؤكدا ان «رجال الامن قدرهم ان يكونوا مسؤولين عن حماية الارواح والاعراض والممتلكات، وعملهم ليس بالسهل ويحتاج الهمة، ولكنهم لن يخذلوا اهل الكويت وسوف يستمر عطاؤهم».
وتحدث عن الوضع الاقليمي في المنطقة والعالم، بالقول «ان الوضع الاقليمي يغلي ويبدو ان هذا الوضع سوف يطول، وبالتالي فان هذا الامر يضع على وزارة الداخلية بالكويت أعباء ومسؤليات كبيرة في حفظ الامن والامان بالبلاد، ومن هنا فانني اوجه الشكر للرجال القائمين على الامن، بدءاً من العسكري الذي يعمل بمنفذ العبدلي، وصولاً الى العسكري الذي يعمل بمنفذ النويصيب فالسالمي، وانتهاء بالعسكري الذي يعمل بنقطة تفتيش،مؤكدا ان هولاء كلهم لهم الشكر والتقدير».
وتحدث الوزير الخالد عن تكريمه وعدد من قيادات الداخلية من قبل صاحب السمو امير البلاد، بالقول «بودي أن أتحدث عن تكريمي انا ووكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد والوكيل المساعد اللواء عصام النهام من قبل سيدنا حضرة صاحب السمو بأوسمة، وانا بكل صراحة حبيت (قبلت) يده وقلت له (يا سمو الامير هذي الاوسمة ليست على صدر محمد وسليمان بل هي على صدر كل منتسبي وزارة الداخلية (ضباطا وافرادا ومدنيين ورجالا ونساء ومتقاعدين وعلى صدور وزراء الداخلية الذين سبقوني فنحن عملنا مكمل لعملهم السابق)».
وقال «تلك الاوسمة الكريمة من سمو امير البلاد ووقفة اهل الكويت مع رجال الامن تحملنا مسؤوليات اكبر، وان شاء الله نقوم بالواجب تجاه امن هذا البلد واهله»، مثمنا «دعم اهل الكويت وثناء اهل الاعلام من كتاب وصحافيين على جهود اخوانهم رجال الامن».
وخلص الخالد الى شكر الضيوف المتواجدين وتكبدهم عناء الحضور للدعوة،قائلا «هذه الدعوة كانت مقررة في رمضان، الا انه بسبب الظروف لم نستطع اقامتها بذلك الوقت، ولكن نقول لكم الجايات اكثر باذن الله، وهي فرصة لشوفتكم والاستماع لطروحاتكم وفرصة لاطلاعكم على استراتيجية وزارة الداخلية».
وقام وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد في بداية اللقاء بعرض استراتيجة وزارة الداخلية للاعوام الخمسة المقبلة، والتي ضمنها رؤية الوزارة بأن تكون الكويت من افضل دول العالم أمنا وضمنها الرسالة، وهي العمل بكفأة وفعالية اساسها قيم العدل والمساواة وحسن التعامل والنزاهة والعمل بروح الفريق الواحد والتطوير والولاء للمسؤولية المجتمعية.
واشار الفهد الى الاهداف الاستراتيجة للخطة، والتي تتصمن تعزيز الأمن وضمان الجهوزية الامنية، وتحقيق أعلى قدر من الانجاز الامني وفق منظومة الامن الامني والخدمي وفق الاستخدام الامثل للمعلومات ومواكبة التطور العلمي العالمي وكذلك كسب ثقة الجمهور لتعزيز هذه الرسالة.
وبدأ الفريق الفهد الحديث بالمحور الاول للاستراتيجية والذي اكد انه يتمحور حول الاستفادة المثلي من الميزانية من خلال تقسيم الميزانية بما يتفق وروح المحافظة على المال العام بما يتناسب مع متطلباتها والاستفادة من الوفرة المالية لاستخدامها في المشاريع الحيوية وتجهيزها بالمعدات الحديثة والتجهيزات التكنلوجية واستخدام الوفورات المالية على نحو يقلل المدة الزمنية للدورة المستندية لتحسين وتطوير الاجهزة الامنية.
وتحدث الفريق الفهد عن المحور الثاني وهو محور الخطة المعلوماتية، والذي يرتكز على قاعدة البيانات المعلوماتية لتعزيز منظومة الامن من خلال توفير البيانات اللازمة التي تعين رجل الامن على القيام بدوره كاملاً (...) من أجل سرعة المعلومة والعودة لها للاستعلام حول اي قضايا امنية، وهذا يتم وفق نطاق السرية التامة للمعلومات، وايجاد مركز معلوماتي للاجهزة المعنية.
وتحدث الفهد في المحور الثالث عن الخطة الاعلامية والتي واكبها التفاعل بين وزارة الداخلية و وسائل الاعلام من خلال نشر رسائل التوعية والتواصل مع المواطنين مستشهداً بقوانين كانت بحاجة الىى ان يتم التواصل بشأنها مع المواطنين لا سيما قضايا مثل جمع السلاح والبصمة الوراثية والقانون لمكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون الكاميرات الأمنية، مشيرا الى ان هذه القوانين كانت بحاجة للتواصل الاعلامي مع الجمهور وقامت وزارة الداخلية بشفافية مطلقة بالتواصل عبر وسائل الاعلام الحكومية والخاصة.
«الراي» تسيدت شاشة العرض
حضرت جريدة «الراي» خلال حفل العشاء بقوة عندما فرضت نفسها وتسيدت شاشة العرض «البروجكتر» الخاص بالداخلية، عندما استشهد الفريق سليمان الفهد بتواصل وزارة الداخلية مع وسائل الاعلام، وأبرزت الداخلية «الراي» في أحد الاعداد السابقة، الذي تصدره خبر وصورة لأحد أنشطة الوزارة، واستشهد به الفريق الفهد للحديث عن النشاط الاعلامي للوزارة وتواصلها وايصال رسائلها للمجتمع.
أنتم في بيتكم وبحماية «الداخلية»
أعرب الشيخ محمد الخالد عقب إلقاء الكلمة عن أسفه «للاطالة وما ودي تأخيركم عن عشاكم واعتبروا أنفسكم في بيتكم»، وزاد ضاحكاً «وبحماية اخوانكم بالداخلية» ليضحك الحضور ويصفقون للخالد.
متقاعدو «الداخلية»
حرص الوزير الخالد على دعوة عدد من القيادات المتقاعدة من وزارة الداخلية من الوكلاء السابقين، ومنهم فهد الفهد وغازي العمر ومحمد السبيعي وسليمان المشعان، وغاب البعض لسفرهم باجازات خلال الصيف.
وحرص الوزير على تبادل الاحاديث الجانبية مع الوكلاء المتقاعدين.
فترة صعبة... وجهود متواصلة
أكد الخالد ان الفترة الماضية كانت صعبة على وزارة الداخلية، وواجهت فيها تحديات امنية كبيرة واستطاعت تجاوزها بفضل الله تعالى، وبفضل جهود متواصلة وعمل متواصل بالليل والنهار، وكل ما نتمناه ان تكون الكويت دار أمن وأمان للجميع.