الحوار مع الفنانين السوريين يشكل بالنسبة لي فائدة ومتعة لذيذة، ذلك بسبب مرجعيتهم الثقافية والفنية الكبيرة والتي تسندها خبرات طويلة في ممارسة العمل الفني والاحاطة بكل مشاكله وتجلياته، وانا شخصيا أميل الى الاعتقاد ان المؤلف محمد مروان قاووق مع المخرج السوري الكبير بسام الملا هما نجما الكواليس الحقيقيان لمسلسل «باب الحارة» السوري، والذي حصد أعلى درجات المشاهدة في كل الوطن العربي «الراي» كانت في اللحظات الاخيرة لسفر فريق عمل المسلسل، ولعب القدر دورا لن انساه له، اذ تأخرت اقلاع الطائرة المتجهة الى دمشق، فبقوا في «لوبي» فندق كراون بلازا، وكانت فرصة عظيمة لي، لاجراء حواري مع المخرج المثقف بسام الملا والذي يملك تواضع الارض بنقاء ما تمنح الانسان من رفعة روح ورقة في التعامل وقبول كل ما يطرح عليه حتى انه قال عني للفنان وائل شرف... «انتبه الست ليلى ليست محاورة عادية، انها مخبرة بكل ما تعني كلمة مخبرة هي ستستفزك لتغوص وتقول ما عندك» و... بدأنا الحوار
• عرفت ان ثمة مشاكل بينك وبين الشركة التي أنتجت «باب الحارة» وانك بصدد تولي انتاج الجزء الثالث من المسلسل بنفسك؟
- هذا صحيح قررت تولي الانتاج عبر شركتي «ميسلون فيلم» التي عدت بها للعمل بعد سنوات من نسيانها.
• اذا كانت لديك شركة أساسا فلماذا اذاً تولت شركة اخرى انتاج «باب الحارة» في جزأيه الاول والثاني، هل نجاحه الساحق دفعك للدخول في العملية الانتاجية؟
- هذا طبعا وحق انساني مشروع ولم أقم باخراج الجزأين لان الاخراج اخذني كثيرا ولم اكن متفرغا للانتاج وكنت متوجسا من دخول التجارة على الفن.
• والان... الست متوجسا فهل تملكت الخبرات الكافية لتوازن بين الاخراج الفني الجميل والانتاج بكل عملياتها الحسابية.
- نعم... الآن استطيع القول بثقة اني قادر على الانتاج لتملكي الخبرة عبر سنوات طويلة، وسأزن الامور بدقة، وسأنتج الجزء الثالث من مسلسل «باب الحارة» لصالح قناة ام بي سي.
• وبالطبع معك نفس فريق العمل؟
- سيزيد العدد من الرجال وسيختفي بعضهم وستدخل 8 صبايا جديدات لضرورات درامية و«ضحك» البنات بيضو العمل.
• اذا كان الجزء الثاني تناول حقبة تاريخية مهمة في الثلث الاول من القرن الماضي من حياة المواطنيين السوريين، ما الزمن الذي ستدور به احداث المسلسل في جزءه الثالث؟
- من سنتين الى ثلاث سنوات بعد الاحداث الاخيرة.
• أليس ذلك قليلا فأبو عصام أعاد زوجته لبيته، كما - أعتقد - أنك انهيت مقاومة شباب الحارات للاحتلال الفرنسي.
- لا... في الجانب الوطني تركت الباب مفتوحا ومتروكا لاحتمالات كثيرة ستشاهدينها في الجزء الثالث.
• هل ستستمر الأجزاء المتتالية يعني سنكون امام مسلسل مكسيكي طويل جدا بنكهة سورية؟
- «ضحك» قد نصل للخامس كل هذا مرهون بنجاح الجزء الثالث وردود الفعل الجماهيرية
• لدي ملاحظة.. انك في الحلقة الاخيرة قدمت حلولا مفاجئة وسهلة ومريحة ليرتاح المشاهد وهذا لا يتسق لـ «زمن» الاحداث بالمسلسل الأبطأ نسبيا في تطور احداثه ما ظروف هذة الحلقة مثلا هل ضغطت عليك شركة الانتاج او تلفزيون mbc لتنهي العمل بسرعة... محسوبتك خريجة نقد فني.
- «ابتسم» على الاطلاق ربما كنت ناقدة كلاسيكية تمشي بالقلم والمسطرة.
• لا ليس الامر كذلك هذا ما يقوله « منطق» العمل الدرامي كزمن واحداث.
- لا أرى مثل ما ترين، ارى ان الامور منطقية جدا، فهناك امور فنية دقيقة اعمل لها حسابا.
• براحتك... قل لي كيف أمسكت بخطوطك الدرامية من دون «لونغير» وتطويل وهو سمة المسلسلات الدرامية الخليجية والمصرية؟
- هل تصدقين ان قلت لك ان اكثر وقت راحة بالنسبة لي هو وقت التصوير، ذلك لان قراءة النص مع الكاتب مروان قاووق هو الذي يأخذ جل وقتي لأكثر من شهرين، فأثناء القراءة معا بصوت عال أقوم بقراءة تنفيذية للنص، من حيث التقطيعات، وتكثيف المشاهد وتقسيمها وبالتفصيل الدقيق، فأكون بذلك جاهزا للتصوير بكل راحة ولا يشغلني الا اداء الممثل واكتمال العـــناصر الفــــنية اللازمــــة.
• وهل حدث انك ألغيت مشاهد كتبها المؤلف قاووق؟
- نعم... حصل ذلك..
• وما هو هذا المشهد وماذا كانت مبرراتك في ذلك..؟
- زمن الدراما غير زمن الحياة اليومية وشهورها وسنواتها، لا يمكن ان يصادف سفر احدى الشخصيات واترك المرأة الحامل تعيش الحمل بتفاصيله وشهوره حتى الولادة لانه بالزمن الحقيقي هذا يكلف تسعة شهور وذلك المسافر لابد أن يعود فالغيت المشهد، كما ان الكاتب العزيز مروان قاووق يتفهمني لانه قليل الخبرة في هذا المجال.
• مالذي كرهته في مسلسل «باب الحارة»؟
- «ضحك»... النسوان.. وهن يستعدن لتصوير مشاهدهن، اكثر من ثلاث ساعات فقط لماكياجهن وثلاث اخريات لعمل شعورهن، والهدر الثالث لارتداء ازيائهن.
• ومن الممثلين من الذي كرهته بسبب شخصيته.
- كلهم كرهتهم و... كرهوني..
• ألهذه الدرجة انت عصبي؟
- لا أبدا... هادئ جدا لكنه عمل مجهد جدا جدا... وبمجرد ان يقوم أحد الممثلين باضافة ابداعه الخاص لتعميق دوره، يطير عني كل تعبي وأشعر اني طفل منحني هذا الفنان عيدية العيد.
• ما هو النقد الذي وصلك من كبار السن السوريين الذين عاشوا في الحارة الدمشقية القديمة وغفلت عنه بحكم انك أصغر سنا؟
- لست صغيرا أنا في الخمسين من عمري، وعشت في أثر هذه الحارات القديمة من والدي.. وجدي رحمه الله كان موسوعة معرفية عظيمة، وكان يحدثني عن زمن القيم في الحارات كما قرأت منذ صغري كتابا قيما كان لديه واسمه «مخطط دمشق» وتأثرت به جدا وهو كتاب راصد لجل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويقع في 3000 صفحة ويعتبر من المراجع الرئيسية الكبرى في سورية.
• مع اني لا أميل للنفاق لكن لابد أن نشيد بدور حاكم البلاد «وهو نادر في عالمنا العربي» حين يهتم بالثقافة والفنون كما فعل الرئيس الدكتور بشار الاسد الذي اهتم بدعم الدراما السورية.
- هذا واقع قلتيه ولا اعتبره نفاقا، هذه حقيقة، فالفنان السوري مدعوم من أعلى سلطة بالبلاد منذ أيام الرئيس حافظ الاسد «رحمه الله» كان الرئيس يصدر قرارات جمهورية بمرسوم لتعيين الفنانيين بمراكز العمل الفني، والرئيس الدكتور بشار الأسد سار على نهج والده الراحل وقدم كل الدعم للدراما التلفزيونية وعرض كل الانتاج السوري الذي لم يباع لمحطات خارجية وسمح بعرضه على الفضائية السورية، كما ان لدينا نقابة مهمة، ولدينا امتيازات اخرى والسينما السورية والاعمال الدرامية مدعومة وهذا أمر يدفعنا للابداع والتركيز فيه.
• كنت أتابع الفضائية السورية في رمضان وكم استمتعت بزخم شاشتكم بأعمال درامية رائعة لم تجد لها نصيبا على فضائيات الخليج.. وتأسفت لأنها لا تصل للناس.
- كل واحد فينا من فناني سورية نتمنى توسيع رقعة انتشارنا لنصل للمشاهدين العرب اينما كانوا، لكن ليس من المنطق مع كثافة الانتاج السوري ان نتوقع بيعها «كلها» في رمضان لتعرض على فضائيات الخليج، فمن حق المنتجين الخليجين ان يروا اعمالهم في محطاتهم، كما ان من حق هذة الفضائيات الخليجية التنوع في عرض المسلسلات المصرية ايضا. ويمكن للجميع عرض اعماله خارج رمضان «ضحك» بس سعر العرض في شهر رمضان اعلى.
• أتعرف استاذ اريد ان اقول لك حاجة مهمة... عندما زرت اللاذقية سنة 1999 لتصوير حلقة مع المخرج نجدت انزور، رأيت اللوكيشن الذي بناه لمسلسل «الجوارح» وسعدت جدا ان وزارة الاعلام «مدري» وزارة الثقافة حولت الموقع الى مزار سياحي... فماذا فعلت بديكورات «باب الحارة».
- هدمته كاملا وصار على الارض... وكان على 25 الف دونم. «لا اعرف كم الدونم مقابل متر المساحة والذي نعتمده بالكويت».
• حراااام عليك يا شيخ..
- لاني لا اريد استغلاله تجاريا للترويج «للعلكة» او اي منتج استهلاكي.
• هل كان «باب الحارة» مكانه في استديوهات التلفزيون السوري؟
- لا... أبدا كان في مكان فضاء، بنيناه من الالف الى الياء.
• ولماذا لم تفتحه كمزار سياحي... ثم ان الجزء الثالث من «باب الحارة» بانتظارك للتصوير به فكيف هدمته وساويته بالارض.
- سنبني الديكورات من جديد، وسنلتقي قريبا الوزير لنطالب بأرض تخصص لتصوير الاعمال الدرامية في الحارات الدمشقية القديمة. ونريد لها ان تبقى.
• عادة... يختار المخرجون العرب أقرباءهم لأكبر الادوار مساحة حتى لو كانوا بلا مواهب حقيقية، لماذا اخترت لوالدك دورا تمثيليا صغيرا نسبيا، الم يكن يناسبه دور احد الابطال.
- هكذا رأيته في هذا الدور فبحكم سنه وصحته هذا ما يليق به.
• هذا ابوك يا بسام... هل كنت معه ابنا نجيبا مطيعا له كما في طفولتك، ام انك كنت تتمسك بأدواتك كمخرج في توجيه الممثلين.
- والدي نعم... وأقبل يده قبل بدء التصوير وأمام الجميع، وما ان تدور الكاميرات أنسى تماما انه ابي، ويتحول هو الي ممثل محترف ويؤدي دوره كما هو مرسوم له.
• متى بدأ التعليم النظامي في سورية.؟
- في 1895
• أقصد التعليم النظامي للبنات... ؟
- في 1920... «اتمنى ان يكون الرقم صحيحا ذلك لأنني كنت أعتمد في حواراتي على ذاكرتي مع المخرج الكبير» وأكمل... كان قبل هذة الفترة يعتني الاهل بتعليم بناتهن مبادئ القراءة والكتابة والجمع والطرح.
• اي قبل زمن «باب الحارة» بشوي... فلماذا كانت نساؤك مكسورات. ويشتغلن على «صناعة» الانوثة لازواجهن ولا دور لهن في الحياة العامة؟
- ليش... شو عمل التعليم وخروج المرأة للعمل غير «خراب» الاجيال وضياعها.
• يه يه يه... أهذا رأيك... هي خرجت للعمل لمسانده زوجها في اقتصاديات البيت
- لو كانت قاعدة في بيتها أحسن وأجدى لبناء الوطن من حيث حسن تربيتها لاولادها.
• وهل تقبل زوجتك هذا الفكر... ؟
- هذه قناعتي زوجتي ربة منزل وهذا برأيي أفضل وأكثر فائدة وتركيز على الاولاد لتتشكل هويتهم البيئية والاجتماعية ويتوارثون القيم والعادات الأصيلة
• سوق «التنابل» بسورية أضحكني اسمه ودوره في المجتمع مع انه قدم حلولا لمشكلة المرأة العاملة لتجهيز وجبة غذاء طيبة لعائلتها.
- ليس للمرأة العاملة فقط أنا زوجتي لا تعمل ومع هذا تشتري الكوسا المقورة والبقدونس المفروم من سوق التنابل.
• الامثال السورية القديمة تقول «تزوج سورية تعيش عيشة هنية» وكانت الاعمال التراثية لا تخلو من الاستفادة من جني الموسم من محاصيل الخضراوات، كنا نرى «مطربانات» بها بذنجان «مكدوس» وعشرات غيرها تجفف او تخلل... هل ما زال هذا الفعل القويم موجودا في البيوت السورية الحديثة؟
- لا على الاطلاق، الان اصبح المجتمع السوري مثل كل المجتمعات العربية مجتمعا استهلاكيا بجدارة.
• في ظل دمار البنية الممتدة للعائلة السورية والتي كانت الاجيال المتعاقبة تورث قيم وعادات اصيلة وتحولت الي مجتمعات نووية كل عريس يعيش مع زوجته بمعزل عن بيت الوالد الكبير الذي يحوي الابناء وزوجاتهم الى اي حد كان لـ «باب الحارة» أثرا على السوريين من ناحية الموروثات الاجتماعية الايجابية.
- لم يكن الأثر فقط على السوريين بل على الشعب العربي قاطبة، ان مسلسل «باب الحارة» استذكار لما كنا نملك من ثروة روحية واصالة في العادات والتقاليد، الان تفتت كل هذا لصالح وحش... الاستهلاك، فأصبحت المرأة تهتم بماكياجها اكثر من اهتمامها ببيتها.
• اريد نقدا من جهة ما، وصلك وستقوله لي عن المسلسل؟
- مؤخراً احتفل بنا رجال الدين في سورية فذهبنا لحفل التكريم ومعنا بطلات العمل اللواتي ارتدين ازياء عصرية حتى «من دون اكمام» واحتفوا بنا احتفاءا كبيرا، ولفتوا نظري الى الغلط الذي ارتكبناه في المسلسل، فحين اقسم ابوعصام بان لا تعتب بيته زوجته ام عصام بعد تطليقها لثاني مرة، قام بعد صلحهما بحملها على ظهره ليدخلها البيت، قال لي رجال الدين «ما بقى تفتي بكيفك واحنا موجودين ما فعلته في هذا المشهد غلط...».
• انت «نسبيا» رجل عصري... كيف تعتمد على خيال الكاتب في التأليف اقصد هل كانت لديكم مرجعيات ان كانت كتبا او بشرا ليكونوا سندا واقعيا لمسسلسل «باب الحارة».
- كان معنا 11 مرجعا بشريا ومن الكتب لكى لا نخرج قيد أنملة عن الواقعية الاجتماعية.
• لاجل تسويق المسلسل في دول الخليج والبلاد العربية وليكون مفهموما لدى الشعوب العربية... هل تم تغيير بعض المفردات القديمة لتكون بلهجة بيضاء يفهمها العرب؟ ان كان جوابك «نعم» اضرب لي مثالا على ذلك؟
- طبعا اللهجة الدمشقية القديمة لها خصوصيتها، خذي هذا المثال... كتب المؤلف «سبحان هالسحنة» ويقصد بالسحنة الوجه الجميل، استبدلناها بمفردة اكثر شيوعا كأن نقول «سبحان جمالك» وهي تؤدي لنفس الغرض، مع ان كلمة سحنة كلمة عربية باللغة الفصحى.
• قد لا تفهم لان هناك «اغترابا» بين فصحتنا ووجدان الشعب العربي ولهجته اليومية.
- بالضبط... فقمنا بتقريب المسافات لتوصيل فكرة المؤلف دون تشويش.
• كيف ترى رجل الدين في الاعمال العربية... ؟
- اراه عكس ما تطرحه الاعمال والمسلسلات الاخرى، فرجل الدين أطرحه في اعمالي ذي وجه انساني بشوش في جيبه سكاكر لاهداء الاطفال، عملته رجل مجتمع مدني، فرجل الدين ليس شخصية برتبة ووظيفة دينية لان لا كهنوت بالاسلام، هو واحد منا رجل تقوى وصلاح مبتسم مريح المحيا وليس مكفهرا بالغضب، وهادئ الخطاب وهذا ما عرفناه في مجتمعاتنا. وهذا ما يجب ان يكون عليه.
• كيف استطعت السيطرة على رغبات ممثلاتك بالظهور بكامل ماكياجهن العصري وازياء فخمة، ففي مسلسلاتنا الخليجية يا استاذ ثمة تشويه في الاطروحات كفكرة المسلسل وحتى في ظهور الممثلات المبالغ في ماكياجهن باختلاف الشخصيات ومشكلاتهن التي يمثلونها... نساؤك كن منضبطات؟
- هذا يعود للمخرج، فقبل التصوير اقوم بجولة تفتيشية على ماكياجهن وازيائهن «يضحك» وحتى قصقصة اظافرهن، فربة البيت السورية في الحارات القديمة لم تكن تضع «المنكيير» طلاء الاظافر والتي تقضي نهارها لعمل الكبة كانت اظافرها مقصوصة نظيفة ومرتبة ولا طول فيها، وهذا ضروري جدا في الحياة ولمصداقية الدراما الاجتماعية الواقعية، فليس معقولا في تراثنا ان تعمل الكبة والطبخات الاخرى واظافر نسائها طويلة تتجمع البكتيريا تحتها، وحصل ان احدى الفتيات من الكومبارس اللواتي يأتين ليوم واحد للتصوير وبأجر يومى رفضت قص اظافرها فاستغنينا عنها، فكيف يكون العمل محفوفا بالتراث في ادق تفاصيله واتغاضى عن ذلك في اظافر البنت.
• يقال ان الفنانيين السوريين يلجأون للاعمال التراثية والتاريخية هروبا من انتقاد الواقع الحالي...
- لا أتفق معك في هذا، قد تكون الممنوعات كثيرة ونحن نعرفها جيدا لكنها غير مؤثرة لاننا نطرح واقع القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية تأكيدا لتجذيرها في مجتمعاتنا الاستهلاكية، اننا لا نقدم ايدلوجيا وسياسة في اعمالنا ليفعل مقص الرقيب فعله الدامي، ما يهمنى جدا واقعنا الاجتماعي، وهو هدفي بحد ذاته.
• لكن مقاومة الشباب للاحتلال العثماني قبلا والفرنسي فيما بعد الا تعتبره واقعا سياسيا؟
- لا.. أبدا «مو... هيك» اننا نطرح قضايانا الوطنية التي تصدى لها شبابنا ورجالنا بروحهم الوطنية الوثابة بمعزل عن السياسة.
• أتقصد انك كنت وغيرك تطرح واقع الافراد لا الحكومات؟
- نعم بالضبط.. هذا كان واقعنا ويفعل شبابنا الوطني ذلك بدوافع فردية منطلقة من حسهم الوطني في التصدي للمحتلين الغرباء، وهذه لم تكن سياسة دولة.
• للمخرج وأيضا للمؤلف دور كبير كقواعد اساسية لنجاح العمل، ويحصل ان ابطال العمل من الممثلين، هم الذين يحصدون الشهرة والنجومية وتبقون «أنتم الأساس» في الظل... بجد بجد الا تشعر بالغيرة منهم؟
- لا.. بحياتى ما حسيت بغيرة من حدا منذ طفولتي وحتى اقتناص أبطالي الشهرة والنجومية في أعمالي، أسعد بهم لا شك انهم يستحقون ما يحصدونه والمسلسل لم يكن الا بمجموعة عناصره اولا الورق وثانيا الاخراج برؤيتي الخاصة وبمشاهدي البصرية، وأداء الممثل وبعدها الديكور والاضاءة والازياء والماكياج، استطيع القول بثقة ان كل هؤلاء نجوما للعمل. |