افتتح «صيفي ثقافي 10» تحت شعار «الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً»

سلمان الحمود: التفاهم والتسامح... لنبذ الإرهاب ودرء المؤامرات

1 يناير 1970 06:20 ص
أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، على أهمية البحث عن لغة للتفاهم والتسامح، وإيجاد حوار بناء لنبذ العنف والتطرف والإرهاب، ولدرء المؤامرات والتحديات التي تحيط بالوطن.

وشدد الحمود في كلمته التي ألقاها مساء أمس الأول في افتتاح مهرجان صيف ثقافي العاشر، على أن المهرجان لم يغفل عن إدراج موضوع التسامح ضمن فعالياته، ووجوب مشاركة أبنائنا وشبابنا لرسم السياسات واتخاذ المواقف الصلبة التي تتصدى للأفكار الهدامة وتنبذ العنف بكافة صنوفه وأشكاله، موضحاً أن الهدف الأساس من المهرجان هو تعزيز الولاء والانتماء للوطن، إضافة إلى صقل مهارات الشباب وتنمية مواهبهم في المجالات الثقافية والأدبية والعلمية.

وقال الحمود: «ونحن الآن على بعد أشهر قليلة من إعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2016، تبرز الأهمية الاستراتيجية للثقافة الكويتية، التي حدد ملامحها المرسوم الأميري الصادر في العام 1973 بتأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي ترتكز دعائمه على التخطيط الهادف والبناء، لاسيما في ظل المرحلة التي نعيشها الآن».

وشدد الحمود على أن القيادة السياسية وفي مقدمها سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين تحرص على إعلاء صرح الثقافة، ونشر المعرفة الرصينة وتشجيع الابداع والمبدعين الكويتيين، إيماناً بأهمية الثقافة والأدب في تطور البلدان، وغرسها في نفوس الأجيال وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق، من خلال توثيق الروابط مع المنظمات الثقافية العربية والأجنبية، وفق استراتيجية واضحة تفيد العقل وتثري الفكر الوطني.

وأكد أن المشهد الثقافي كان ولا يزال توأماً لا ينفصل عن الحالة الوطنية على امتداد سيرة كويتنا الغالية، فأنتجت الحركة الثقافية إبداعات بالريشة والقلم والتعبيرات الفنية الممزوجة بقيم الولاء والانتماء الوطني، والتي كان لها بالغ الأثر في إثراء الفكر البناء لدى الناشئة والشباب، وتوارثتها الأجيال، تمسكاً بالوحدة الوطنية، وتعزيزاً للنسيج المجتمعي، وتجلى ذلك من خلال وقوفنا صفاً واحداً خلف قيادتنا الحكيمة في كل الظروف، وفي كل محاولات النيل من قوة الشعب أو زعزعة استقرار الوطن، فحاز أبناء الكويت احترام وتقدير شعوب العالم أجمع.

وزاد الحمود بقوله: «لم تكن الكويت بعيدة عن الثقافة في يوم من الأيام، بل ارتبطت الثقافة بحياة أهل الكويت منذ نشأة الدولة، وتطورت مع تطور المجتمع الكويتي وانفتاحه على محيطه العربي والدولي، إيماناً منه بما تمثله الثقافة من مرآة عاكسة لإرادة الشعوب، وتطلعاتها نحو المستقبل، إضافة إلى كونها أداة تجسد قيم المجتمع وسماته ومثله العليا، فحاز المشهد الثقافي الكويتي كافة أوجه الدعم والرعاية والاهتمام على امتداد مسيرة الوطن التي تحققت خلالها حماية الابداع الفكري، وتشجيع حاملي راياته في شتى المجالات».

وكان حفل افتتاح مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته العاشرة، والذي أقيم على مسرح عبد الحسين عبد الرضا، تحت شعار«الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً»، شهد حضورا جماهيريا غفيرا تقدمه راعي الحفل وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي، والأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الدكتور بدر الدويش، إلى جانب وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي والفنان محمد المنصور، فضلاً عن باقة من السفراء والديبلوماسيين وسيدات المجتمع.

وفي مستهل الحفل، قدم مجموعة من الشباب الواعد، لوحة فنية واستعراضية قصيرة عن كويت الماضي، فيما صدح صوت الشاعر محمد الخالدي مغرداً بقصيدة، قبل أن يعتلي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود المنصة ليلقي كلمته ويعلن انطلاق فعاليات المهرجان.

وفي كلمة الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لفت الأمين المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش، إلى أن مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته العاشرة يركز على احتياجات الشباب الثقافية في مختلف المجالات، حيث يتضمن المهرجان 30 نشاطاً وفعالية متنوعة، تشمل مجموعة من المحاضرات عن القراءة والمواطنة وفلسفة العطاء، إضافة إلى ورش عن الكتابة المسرحية والكتابة الإملائية السليمة للموهوبين، كما تحتضن الدورة عدداً من الحفلات الموسيقية والأمسيات الشعرية إلى جانب ليالٍ سينمائية كويتية، وغيرها من الفقرات التي من شأنها أن تحقق الفائدة والمتعة للمواطنين والمقيمين والزائرين.

وأشار إلى أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حمل على عاتقه منذ تأسيسه في العام 1973 العناية بالثقافة والمثقفين والمبدعين، إيماناً بالاستفادة من الموروث التاريخي لابداعات الأجيال المختلفة في مجالات الفكر والأدب بشتى ألوانها وفنونها، بهدف نقلها وترسيخها في وجدان الشباب والموهوبين، وذلك بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين القديم والجديد، فبرزت الكثير من الأسماء الكويتية اللامعة على مسرح الحياة الثقافية.

وعقب كلمة الدويش، سلطنت فرقة الطرب الأصيل بإشراف الدكتور صالح حمدان وقيادة المايسترو جمال الخلب خشبة المسرح، بليلة طربية لـ (فن الصوت) استهلتها بأغنية «ياليلة دانة»، ثم أغنية «لي خليل حَسِين».

وعلى إيقاع الطبول البحرية، والنغم الشعبي العريق، قضى عشاق الفنون الشعبية واحدة من أجمل الليالي الكويتية، التي أعادت إلى الأذهان ليالي الزمن الجميل والروائع الفولكلورية الخالدة.

وقدمت الفرقة مجموعة من الأغاني الشعبية، التي اختارتها بعناية شديدة لتلامس كل الأذواق، على غرار أغنية «آه ياجاسي»، وأغنية «لايقول عذره المسافة»، تلاها عزف منفرد لآلة الكمان، قبل أن يئن صوت الناي الحزين منفرداً هو الآخر، ليعزف على شغاف القلوب أجمل المقطوعات.

وظلت فرقة صالح حمدان تواصل سحرها الأخاذ الذي بدأ مفعوله يزداد توهجاً في رائعة «مانسينا» للصوت الجريح الفنان عبد الكريم عبد القادر، في حين اشتعلت الأكف تصفيقاً على أنغام أغنية «شكواي»، وأغنية «أبو عيون فتانة»، ثم أغنية «مسموح».

وبالرغم من انتهاء الوصلة الغنائية، إلا أن الجماهير لم تبارح مقاعدها، وأبت أن تغادر المكان حتى تعيد الفرقة الغنائية بعضاً من أغنياتها، فوافق قائد الفرقة جمال الخلب على تلبية رغبة الحاضرين.

وفي ختام الحفل، قدم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود درعاً تذكارية لقائد الفرقة تقديراً لما قدمته من نهضة فنية منذ تأسيسها في العام 1996.