يقدم للأسد غداً المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية

هل تفادى ظريف إغضاب واشنطن بإلغائه زيارة ضريح مغنية في بيروت؟

1 يناير 1970 05:24 م
أثار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف التساؤلات، حين ألغى أمس، زيارة ضريح القائد العسكري السابق في «حزب الله» عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك خلال تواجده في لبنان ضمن زيارة بدأها أمس، للقيام بمحادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، ويستكملها اليوم.

كما يتوجه ظريف مساء اليوم إلى دمشق، لإجراء محادثات حول آخر تطورات الأزمة السورية، حيث سيلتقي غداً، الرئيس السوري بشار الأسد وسيقدم له المبادرة الإيرانية حول الوضع في سورية.

وكان من المقرر ان يفتتح ظريف زيارته من روضة الشهيدين، حيث ضريح مغنية، الذي كان اغتيل في دمشق في فبراير 2008. إلا ان «حزب الله» أوضح في بيان صدر عن العلاقات الاعلامية فيه قبل وصول ظريف الى بيروت، أن سبب إلغاء زيارة ظريف للضريح هو «كثافة مواعيده وبرنامجه الحافل باللقاءات خلال زيارته للبنان، وتَأخُّر وصول الطائرة عن موعدها، على أن تُؤجل تلك الزيارة الى فرصة لاحقة».

وسارعت أوساط سياسية في بيروت الى طرْح علامات استفهام حول إذا ما كان إلغاء زيارة ضريح مغنية هو «تقني» فقط، ام انه ينطوي على أبعاد أخرى تتصل بمرحلة ما بعد الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي وعدم رغبة طهران في توجيه رسالة «استفزاز» الى واشنطن، خصوصاً في غمرة المساعي لتثبيت هذا الاتفاق وضمان عدم رفْضه من الكونغرس.

ومعلوم انه إبان الزيارة التي قام بها ظريف لبيروت في يناير 2014، شكّل وضْعه إكليلاً من الورود على ضريح مغنية محطة بارزة بلغت أصداؤها واشنطن التي تلقّفت في حينه ما اعتُبر «رسائل تَشدُّد» متعددة الطرف، وجّهتها طهران من روضة الشهيدين، اذ رأت أن «من شأن ذلك تصعيد التوتر في الشرق الأوسط».

ووجّه البيت الابيض آنذك انتقاداً شديداً لتكريم وزير الخارجية الإيراني لمغنية (يحمّل «حزب الله» إسرائيل مسؤولية اغتياله)، حيث ندّدت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كاتلين هايدن بـ «قرار ظريف وضع إكليل من الزهر على قبر مغنية المسؤول عن أعمال إرهابية فظيعة أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص بينهم أميركيون»، معتبرة أن «أعمال العنف غير الإنسانية التي ارتكبها مغنية، والتي يستمر (حزب الله) في ارتكابها في المنطقة بدعم مادي ومالي من إيران، خلّفت تداعيات دامية، وتزعزع استقرار لبنان والمنطقة في شكل كبير».

وخلصت هايدن في حينه إلى أن «قرار تكريم شخص شارك في أعمال مشؤومة إلى هذا الحد، ويواصل التنظيم الذي ينتمي اليه، دعم الإرهاب في كل مكان في العالم، ينطوي على رسالة سيئة ومن شأنه تصعيد التوترات في المنطقة».