في محاولة لامتصاص غضب أهالي اللاذقية
النظام السوري يروّج «إعلان براءة» سليمان الأسد من قتل عقيد في الجيش
1 يناير 1970
06:10 ص
دبي - العربية نت - بعد جريمة القتل المدوّية التي اتهم فيها سليمان هلال الأسد، بحق الضابط في جيش النظام السوري العقيد المهندس حسان محمود الشيخ، في مدينة اللاذقية، أول من أمس، حاولت جهات في النظام العمل على امتصاص نقمة الشارع الموالي، من خلال ترويج «إعلان براءة» وتنصّل من المتّهم بالقتل، ومن خلال «تبرؤ» أمّ القاتل من ابنها.
فلقد قام سليمان، وهو نجل ابنِ عم الرئيس السوري، بنشر تعليق على صفحته على موقع «فيسبوك»، يتبرأ فيه من الجريمة، وكتب فيه: «أنا سليمان، ابن البطل الهمام، كم يحزنني ما اتهمت به وأنا بريء منه «كبرائة» (ويخطئ في كتابتها، وهي كبراءة) الذئب من دم يوسف!».
ويعبّر في رسالته، تلك، أنه حزين من الأهل والأصحاب الذين لم يقفوا إلى جانبه، وأنه لم يكن يتوقّع أن «يحيكوا له المؤامرات» على حد زعمه، لينتهي إلى أن التحقيق «انتهى» وأثبت «براءته». فهو «ابن سورية الأسد سورية حافظ الأسد سورية بشار الأسد»، ليذكّر المعنيين والجهات الرسمية في عائلته، بأنه من «تلك العائلة» أباً عن جد.
مواقع مقربة جداً، من السلطة السورية، ومن الطائفة العلوية ذاتها التي ينتمي إليها سليمان، نشرت تبرؤاً تبيّن لاحقاً أنه «مفبرك»، للسيدة المدعوة فاطمة مسعود الأسد، زوجة هلال الأسد الذي قتل على يد المعارضة السورية في وقت سابق، وأمّ سليمان الذي يدّعي البراءة.
وتذكر الأم في الإعلان أنها تتبرأ من ابنها القاتل الذي «فاحت رائحته كرائحة الدم التي أصبحت في اللاذقية أقوى من رائحة البحر». وتضيف أنه سبق لهم «التبرّؤ» من ابنهم سليمان، وأن أباه سبق له وتبرّأ من جرائمه.
وتوضح أن ابنها القاتل سبق له أن أطلق النار عليها هي نفسها. وقدمت «اعتذاراً» لعائلة القتيل، مطالبة «الأسد (بشار) بالتحقيقات» ومعاقبة المدان.
وبعد جولة في الصفحة الرسمية لفاطمة، لم يظهر أي نص للتبرؤ المزعوم، بل كان آخر تحديث قامت به رفعها صورة جديدة لهلال، زوجها، بالزي العسكري. ما يعني أن «التبرؤ» ذاك، مفبرك من قبل جهات في الدولة لامتصاص النقمة، خصوصاً أن ناشري التبرؤ هم من قلب المؤسسة الأمنيّة للنظام.
ولم تكن ردود فعل أبناء المحافظة، مجرد احتجاج على جريمة القتل، بل كانت خوفاً من أن يقوم آل الأسد، بحماية هذا «الحفيد» كما تمت حماية أعمامه وأخواله، ثم أبناء العمومة وأبناء الخؤولة، حيث منحهم الرئيس الأسد كل الدعم المطلوب كونها «تقاتل باسمه وتحميه»، إلى الدرجة التي يقوم فيها واحد من آل الأسد بقتل ضابط يقضي إجازته ما بين ذويه وأولاده.