علامة استفهام؟

وداعاً «اللّنجاوي» شيخ المعلّقين

1 يناير 1970 04:29 ص
أفل كالنجم... وغاب كالبدر... وحزنت على فراقه القلوب... انه «محمد اللنجاوي»... هذه الشخصية القطرية المحبوبة التي عاشت حياة البساطة والعفوية... فاستحقت لقب «محبوب الجماهير في قطر ومنطقة الخليج»، كما عرف في الوسط الاجتماعي بخفة الدم والمرح والابتسامة التي لا تفارقه أبداً... وقد تربي ونشأ في فريج منطقة (مشيرب)، وكانت تربطه أيضا علاقة محبة مع أهالي منطقة «حي الجسرة» حيث اشتهر بتردده كثيراً على زيارة كبار السن منهم على وجه الخصوص... وكانت الطرفة وخفة الظل ومحبة الناس له كلها سمات اتسم بها حتى وفاته بتاريخ الاحد 26 يوليو 2015، بعد صراع مع المرض حيث تعرض لوعكةٍ صحية في أكتوبر 2014 بسبب مرض السكري. وقد خلف من بعده ابنته الوحيدة «المياسة».

كما عرف عن الفقيد «اللنجاوي» الذي غادر الدنيا في عمر الشباب بعد مسيرة حافلة في مجال الاعلام والرياضة بشكل خاص، كأحد المعلقين الرياضيين في التلفزيون القطري منذ عام 1988 وحتى سنة 2004 التي ترك فيها التعليق الرياضي نهائياً، ولعل شهرته أهلته لأن يكون أحد المعلقين البارزين «شيخ المعلقين» على الساحة المحلية ومنطقة الخليج، كما قدم الكثير من البرامج الرياضية، وكان حضوره المتميز دائما في دورات الخليج لكرة القدم والبطولات العربية الأخرى، واستمر في عطائه حتى منعه المرض من مواصلة عمله.

ولكن الشهرة الاكبر التي قدمت «محمد اللنجاوي» إلى المجتمع كانت عبر شاشة التلفزيون القطري من خلال تقديمه لبرامج الأطفال الترفيهية والتوعوية، فلمع نجمه في هذا المجال حتى عرفه أطفال قطر بكاريزما «بابا لنجه» وهو برنامج المسابقات الشهير الذي اقترن باسمه، كما عرف بين الأوساط الاجتماعية باسم «أبو لنجه» وهو الاسم الذي اشتهر به عبر عمله في الإعلام.

الشيء الذي يميز «اللنجاوي» كذلك انه شخصية معروفة على مستوى الخليج العربي، ونال محبة كل الشخصيات الرياضية والسياسية والاجتماعية والفنية، ويقال بأن بعض الساسة الخليجيين وأصحاب المناصب القيادية عندما يسمعون بوجوده في بلادهم كانوا يستضيفونه للاستئناس به وبأحاديثه المرحة لأنه شخصية فكاهية نادرة في التعليق على الأحداث والترفيه عن النفوس باستمرار، بجانب امتلاكه لروح الدعابة مع الآخرين وهو ما جعله محبوباً بين كل أهل قطر والخليج.

ولعل الشيء الذي قد لا يعلمه الكثير عن «اللنجاوي» أنه من الشخصيات التي تلبي دعوة الحضور في حفلات الزواج فلا يردها أبدا ويكون أول الحضور، كما تجده أيضا يحضر العزاء ويكون أول المعزين في الأحزان وهذه عادة طيبة عرف بها الفقيد في تأديته للواجب.

وختاما؛ لابد من الإشارة الى ان الفقيد عرف عنه التلقائية في تقليد الكثير من الشخصيات بكل دقة وبراعة، وهذا التقليد لم يكن يتم بشكل عادي، بل كان يتم عن طريق شخصية تختلجها الكثير من الإبداعات التي لا يجيدها أي فنان بارع غير «اللنجاوي»، وهذا أكسبه حب الناس لأنه زرع الابتسامة في نفوسهم بكل عفوية واتقان.

نعم... لقد غاب عنا محمد اللنجاوي عن هذه الدنيا بجسده... ولكن ستظل ابتسامته التي تعودنا عليها على قيد هذه الحياة... وسيخلد في ذاكرة قطر والخليج إلى الأبد لأنه حقق لهما ما لم يحققه غيره من خلال حبه للناس الذين بادلوه نفس الحب أثناء حياته القصيرة التي عاشها دون تكلف في المظهر ودون مبالغة.

وبالأمس تناول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من «هاشتاق» ينعون بها وفاة محمد اللنجاوي، كما أظهر بعض الاعلاميين في الوسط الخليجي حزنهم الشديد عليه من خلال تغريداتْ على حساباتهم الشخصية.

****

كلمة أخيرة:

لغة الاعتراض على الموت تشعرني بالضعف... ولكن لغة الإيمان بالقضاء والقدر تشعرني دائما بالقوة.

كاتب وأكاديمي من دولة قطر

[email protected]