العطية: اتفاق قطري روسي حول ضرورة حل الأزمة السورية سياسيا
1 يناير 1970
07:25 ص
أكد وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية اتفاق بلاده مع روسيا الاتحادية بضرورة أن تحل الأزمة السورية بالطرق السياسية.
وقال العطية خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماعهما هنا الليلة «إن دولة قطر تعمل مع الأصدقاء في روسيا ومع بقية الدول الصديقة على خلق أفق ينقذ الشعب السوري من الأزمة التي يعيشها وأن قطر تتفق مع روسيا بأن الحل للأزمة السورية هو سياسي بامتياز ويقبله الشعب السوري».
وأضاف «إنه بالنسبة للأزمة السورية نحن نعمل معا ومطالبون بخلق أفق يعطي للشعب السوري ما يأمل وكنا نتمنى أن ينحاز الجيش السوري للشعب ولكن للأسف ما نجده اليوم أن الجيش السوري هو من يلقي البراميل المتفجرة على أطفال ونساء سورية ويدمر المنازل».
وتابع قائلا «في المقابل نجد الشعب السوري الذي تحول إلى معسكر الثوار هو الذي يحارب الإرهابيين وهو الدور الأساسي الذي يجب أن يتحمله النظام من باب أولى لكن الثوار هم الآن من يحاربون الإرهابيين وفي نفس الوقت يدافعون عن أعراضهم وممتلكاتهم من بطش النظام السوري».
وأشار إلى أنه عقد مع نظيره الروسي جلسة مشاورات معمقة تم خلالها مناقشة العلاقات بين دولة قطر وروسيا الاتحادية إلى جانب الأوضاع في المنطقة والسبل الكفيلة بحلها بطرق سياسية.
وأضاف «إن المشاورات تطرقت أيضا لموضوع العراق واليمن وأفضل الطرق التي يمكن التعاون فيها مع الأصدقاء في روسيا لإيجاد أفضل السبل السياسية للخروج من هذه الأزمات التي تعتري المنطقة».
واعتبر أن العلاقة القطرية الروسية «علاقة تاريخية بل أكثر من ذلك حيث أن العلاقة الروسية العربية علاقة قديمة ولروسيا مواقف كثيرة داعمة للقضايا العربية وأهمها القضية الأم وهي قضية فلسطين».
وأكد ان علاقة دولة قطر مع روسيا الاتحادية لا تقتصر على مسألة واحدة «فنحن لدينا علاقات متعددة مع روسيا سواء من ناحية العلاقات الثنائية أو المسائل الأخرى الكثيرة التي نتفق عليها».
وفي هذا الإطار قال العطية «إنه تباحث مع لافروف الوضع في فلسطين المحتلة والحالة في غزة والضفة الغربية وأفضل الطرق للتعجيل في مشروع عملية السلام وكيف نستطيع مع الأصدقاء في روسيا أن نحرك هذه المسألة للأمام كي نصل إلى حل الدولتين المرجو في القضية الفلسطينية».
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إن تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لا تخدم مصلحة أي طرف بل تخدم مصلحة الإرهابيين مثل تنظيم»داعش«وجبهة النصرة».
وأضاف لافروف إن محادثاته مع العطية تطرقت إلى الأوضاع في المنطقة ومنها الأزمة السورية والأوضاع في اليمن والعراق وفي فلسطين وكذلك تم التطرق إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي جرى أخيراً.
وأوضح «أن الجانبين أكدا على ضرورة بذل كل الجهود لتعزيز الأمن في منطقة الخليج العربي حيث كان هذا الموضوع محل نقاش أيضا مع الأصدقاء الآخرين في المنطقة».
وأفاد «أنه التقى خلال زيارته للدوحة أيضا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية»حماس«خالد مشعل والرئيس السابق للإئتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة أحمد الخطيب».
وأشار إلى أنه أجرى لقاء ثلاثيا جمعه مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير ووزير الخارجية الأميركي جون كيري مبينا أن الاجتماع تطرق إلى الأزمة السورية بما يساهم في الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا وأن يتم السير قدما في المجال السياسي لهذه الأزمة بالتوازن مع الحرب على الإرهاب.
وأكد معارضة بلاده لأي ضربات أميركية في سورية لأن «واشنطن لم تطلب موافقة الحكومة السورية وهو أمر يتنافى مع الشرعية الدولية» مضيفا «أن الضربات الجوية على الإرهابيين في سوريا غير كافية ولا بد من قوات برية من قبل الجيش السوري للضلوع في هذا الأمر».
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح مبادرة لإنشاء جبهة ضد الإرهاب تجمع جهود جميع الأطراف القادرة على ضرب الإرهاب.
وأضاف «لقد تحدثت مع الوزير كيري بأنه من غير المجدي إرسال القوات المدربة من قبل الولايات المتحدة إلى الأراضي السورية» مؤكدا أن روسيا تعارض مثل هذه المبادرة.
وأكد أن روسيا تقدم الدعم للشعب السوري كما تدعم دائما وقف سفك الدماء في سورية لافتا إلى أن الخطر الرئيسي في سورية هو تنظيم «داعش» ولذلك فإن روسيا تقدم مساعدات فنية وتقنية لمحاربة ذلك على غرار ما يحصل في العراق حيث أنه من غير المساعدة لكان «داعش» استولى على أراض أكثر هناك.
وفي رده على سؤال أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن لقاءه مع الخطيب في الدوحة يعكس الجهود التي تقوم بها بلاده مع جميع ممثلي الشعب السوري وبدون تمييز بين المعارضة مؤكدا أن روسيا تدعم دائما حوارا يشارك فيه الجميع بما فيهم الحكومة السورية وأن موسكو تتشاور دائما بهذا الخصوص مع أطراف عديدة مثل إيران والسعودية.
وأكد أن روسيا تدعم وحدة سورية التي تضمن حرية جميع الأقليات الدينية والقومية مشيرا إلى أن هذا الموضوع تم مناقشته خلال لقائه مع كيري اليوم.
وقال «نحن نشعر بالقلق إزاء أزمة السورية وندعم أن يكون هناك اتفاق وفق جنيف وأن تتوقف أيضا التدخلات الخارجية في هذه الأزمة».
واكد أن نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره القطري تؤكد على رغبة البلدين في تطوير العلاقات وسبل التعاون بينهما مضيفا «إن روسيا على استعداد لتعزيز التعاون مع دولة قطر في كافة المجالات الأمنية وكذلك الإقتصادية ومجال الغاز وذلك سواء في إطار ثنائي أو في إطار الدول المصدرة للغاز».
وأعرب عن ترحيب بلاده بالاستثمارات القطرية في روسيا وبتبادل الخبرات في مختلف المجالات لاسيما الإستعدادات والتحضيرات لاستضافة كأس العالم التي تحتضنها روسيا في عام 2018 ثم دولة قطر في عام 2022.