رثاء / المرحوم فيصل سعود المقهوي ... تعج المجالس بطيب ذكراه

1 يناير 1970 04:35 م
هناك رجال يصنعهم التاريخ ورجال يضعون بالتاريخ بصمة ومنهم من يغمطهم التاريخ وآخرون يقف لهم احتراما، فيصل المقهوي رجل من صناع تاريخ العمل الإنساني والخيري بالكويت لف بإنسانيته على شعوب كثيرة محتاجة ساند الفقير والمحتاج ومسح دمعة يتيم وكسا عريانا وأفطر جائعا وطبب مريضا. سمعت عنه ولم أعرفه قبل أكثر من عشرين عاما من خلال متابعة العمل الخيري الكويتي ومشاهيره. جاب أراضي ودول كثيرة يبحث عن المحتاج ليفرض إنسانية الانسان المسلم الكويتي ويعيش فقرهم ويئن لمرضهم، فيد الكويت الطوله تصل إلى أقصر يد محتاجة بالعالم جريا وراء الجائع المحتاج والمنكوب، شعار رجالها الأجر من الله والحفظ للكويت من كل مكروه. فقد كان ابوسعود أحد اللاهثين وراء سقي الساق وإطعام الجائع وكسي العريان. هذا ماعرفته عنه عن بعد ولكن عند الاقتراب منه باختلاط النسب والأحفاد تعرفت على رجل يبحث عن تاريخ العمل الخيري ليضع فيه بصمة، ذلك الانسان الذي لا تسمعه إلا همسا، عظيما في أخلاقه راقيا في تعامله وطرح أفكاره تخرج الكلمات منه وكأنها تسبيح لم أره منزعجا في وقت يكون الانزعاج مطلبا ولا متذمرا بل بسيطا سمحا رفيع الخلق رقيقا بالتعامل يقنعك برأيه من دون إلزام فله كريزما جذابة بالحديث قل ماتجده عند الآخرين فقد تخلق بخلق القرآن. أحسبه الان عند الله مع الصالحين. رحمك الله يا أبوسعود وكما كنت محبا للناس فإن الله سبحانه يحبك لحبهم.

أيا من سطر التاريخ جهدكم

عمل خير عند الله تلقاه

إن كـان للإنسان عمل يحبه

للخير باب أنت تهواه

فيصل غــاب عــنــا جـسـدا

فـالـكـل بالطيب يرثاه