تَضارُب المعلومات حول استهداف القنطار
لبنان على «خط تماس» القنيطرة السورية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:23 م
مرّة أخرى، وجد لبنان نفسه على تماس مع منطقة القنيطرة السورية، وذلك على خلفية الغارة التي شنتها طائرة إسرائيلية من دون طيار، أول من أمس، على بلدة حضر (ريف القنيطرة) بمحاذاة الحدود مع الجولان المحتلّ.
وجاء الاهتمام اللبناني بهذه الغارة على خلفية مزدوجة:
*الأولى، تَضارُب الأنباء حول عدد قتلاها، إذ أعلن «حزب الله» أنهم 3 من «عناصر لجان الدفاع الوطني» (تقاتل الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد)، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 5 «اثنان منهم من (حزب الله) و3 من اللجان الشعبية».
*والثانية، حقيقة استهدافها عميد الأسرى اللبنانيين السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار الذي كان خرج الى الحرية العام 2008 ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حزب الله» التي شملت تسليم الحزب لتل أبيب جثتيْ الجندييْن اللذيْن كان أسرهما في يوليو 2006 وأدى خطفهما الى حرب يوليو من العام نفسه. علماً أن القنطار كان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية بعد عملية عام 1979 حيث قتل عائلة هاران في نهاريا شمال إسرائيل.
وبينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بين القتلى في الغارة ناشطون من «حزب الله» وأشارت مواقع إلكترونية إسرائيلية إلى أن القنطار سقط في العملية، وأنه استُهدف لأنه «مصدر إزعاج ويوقد عمليات ضد إسرائيل من الجولان»، عادت قنوات إسرائيلية لتشير الى أن «المحاولة لم تتكلّل بالنجاح».
من جهته، نُقل عن باسم القنطار، شقيق سمير، نفيه الأنباء عن أن شقيقه هو المستهدف في الغارة الإسرائيلية، مؤكداً أن «سمير بألف خير وهو يتابع واجبه الجهادي الى جانب إخوانه». وتَرافقت هذه البلبلة، مع إشارة تقارير في بيروت الى ان «موكب القنطار كان الهدف وانه تعرّض للغارة اثناء عودته من زيارة أحد التلال المشرفة على البلدة، وانه موكّل من حزب الله بالتنسيق مع الجانب السوري في مهمة الإشراف على إعداد وتدريب وتجهيز وإيجاد بنية تحتية للمقاومة السورية في الجزء الخاضع لسلطة النظام السوري من القنيطرة في الجولان، بمساعدة خبراء إيرانيين».
يُذكر أن إسرائيل نفّذت في يناير الماضي، عملية نوعية في القنيطرة، إذ أغارت على موكب لـ «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، ما ادى الى مقتل 7 بينهم قائد الحرس في سورية ولبنان الجنرال محمد علي الله دادي، وجهاد مغنية نجل القائد العسكري السابق لـ «حزب الله» عماد مغنية، وقائد الوحدات الخاصة التابعة للحزب في سورية محمد احمد عيسى، المعروف بـ «أبو عيسى الإقليم».
وإذْ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الغارة في القنيطرة ترافقت مع رفْع حال التأهّب في الشمال تحسّباً لردود فعل من (حزب الله)»، طُرحت علامات استفهام حول خلفيات التحرش الإسرائيلي بجبهة القنيطرة، بمعزل عما اذا كان جرى استهداف عناصر من «حزب الله» أم لا، واذا كان الامر في سياق أول مؤشرات الرغبة الإسرائيلية في «التخريب» على مرحلة ما بعد الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي.
وترافقت غارة القنيطرة مع إعلان «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» ان طائرة إسرائيلية من دون طيار قصفت موقعاً لها في مرتفعات بلدة قوسايا الحدودية مع سورية شرق لبنان، ما أوقع 6 جرحى.
غير ان «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» أفادت بسقوط «صاروخين مصدرهما الاراضي السورية في قوسايا جراء المعارك الدائرة في الزبداني، أسفرت عن مقتل عنصر من (الجبهة الشعبية - القيادة العامة) وجرح 6 آخرين، حال أحدهم حرجة».