حروف باسمة
أهوال
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:19 ص
حياة يتصارع فيها أمران حق وباطل خير وشر، والفريقان كل يسلك دربه وكل يحقق ما يطمح إليه فأهل الخير يشيرون عليه فيملأون الدنيا سماحة وسعادة وصفاء، ويعيش الناس في ضياء من الخير كل يجد لتحقيق أمله، ويعمل على تقدم أمته، ويصار عندهم فريق آخر يسعى إلى الخراب والفوضى، ولم يهدأ لهذه الفرقة بال حتى تحقق ما تصبو إليه ولو كان هذا الهدف يضر الآخرين أو يدعو على نفسها بالضرر.
أهوال كثيرة ومشاهد عديدة قد تكون بسيطة في رأي البعض ولا ترقى إلى مستوى الهول، إلا أنها من الأمور السلبية التي تعمل على نشر الفوضى، ومن هذه المشاهد كثرة الإجازات المرضية وانقطاع الموظفين عن أعمالهم بنسب مذهلة عقب إجازة العيد وبإجازات مرضية ربما مثلوا المرض، إنهم يعلمون لا تمارضوا فتمرضوا، فالمرض أمر صعب لا يحس به إلا من حل به والذين تمارضوا عطلوا أعمال الناس وتمتعوا بإجازة غير مشروعة وتمنوا المرض وعطلوا الواجب.
نسأل الله لهم الصحة وأن نرى قانونا ناجعا يعمل على ردع هذه التصرفات حتى يعمل المخلصون وهم في استقرار من تنفيذ القانون، وهول آخر اطلعنا عليه أخيرا يقولون إن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد أعلنت عن مئتي وعشر شركات وهمية وعمالها قد تسربوا في أرجاء الديرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه؟ كم عدد هؤلاء العمال وأين يعملون ومن المتستر عليهم؟
عزيزي القارئ إن هذه الأعداد المهولة من العمالة المتسربة تعتبر قنابل منتشرة تتفجر فتصيب المجتمع بألوان من الفوضى والارتباك في شتى مجالات الحياة النفسية والاجتماعية والصحية.
نسأل الله أن يقي هذه الديرة الطيبة من شرورهم ونسأله جل شأنه أن ييسر للمسؤولين أن يفصحوا عن أسماء هذه الشركات ويلاحقوا هؤلاء المتسربين كي يحدوا من حدوث المشاكل ويقضوا على السمات الدخيلة حتى تخمد الفوضى، أما الهول الأفظع فهي الخلايا النائمة التي قد تنفجر في اي لحظة ويحدث الألم كما حدث في مسجد الإمام الصادق عليه السلام فلا بد من التمحيص والوعي ووضع الخطط الأمنية والبوابات الإلكترونية وأن يكون جميع ابناء هذه الديرة عينا ساهرة على الأمن كما نراهم الآن في المساجد وأماكن العزاء وهم يؤدون واجبهم ولنصفع كل من تسول له نفسه في التفكير بتدبير الفتن ووضع المكائد والخطط الهدامة وأن أهل هذه الديرة نسيج واحد وقلب واحد ويد واحدة والرحمة لشهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام والذل والعار لأنصار الشيطان وصدق العم الأديب علي يوسف المتروك حيث قال في قصيدته الرائعة يوم التفجير الآثم:
سيبقون ذكرى في القلوب مضيئة
لتفتح منا أعينا أدمنت نعسا
فبالأمس نال الغدر منا أحبة
على يد مأمون لهم جاء مندسا
يد أوغلت بالإثم في يوم جمعة
بشهر له الرحمن شرفه قدسا
تناثرت الأجساد تشكو لربها
وساد ذهول لا أمر ولا أقسى
هنيئا لمن نال الشهادة منهم
هناك فلا حزنا يلاقي ولا بؤسا