واجهت اتهامات بالجملة وتقارير وضعتها في قفص الاتهام
دراما رمضان 2015 المصرية... إدمان وفساد وبلطجة
| القاهرة ـ من سالي أشرف |
1 يناير 1970
08:12 ص
• ميرفت التلاوي: التلفزيون أصبح مُعلّماً للفساد والبلطجة
• نيللي كريم: لم نشجّع على الإدمان
• أمير كرارة: غالبية الأعمال مستمدّة من واقع المجتمع
• سامح عبدالعزيز: لسنا ظالمين حتى نقدم أعمالاً مشوّهة عن مجتمع مثالي
كعادتها كل عام، خلّفت دراما رمضان المصرية وراءها عواصف ومعارك وحروباً بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني، وواجهت انتقادات حقوقية ومجتمعية واسعة، اتهمتها بالترويج للتدخين والإدمان والتعاطي والفساد والبلطجة.
وحذر تقرير المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، والذي صدر أخيراً، من خطورة حجم مشاهد التدخين وتعاطي المواد المخدرة في الدراما المصرية خلال شهر رمضان، مقدراً نسبة مشاهد التدخين وتعاطي المواد المخدرة في الأعمال الدرامية خلال النصف الأول من رمضان المنقضي بما يقارب 14في المئة من إجمالي مشاهد الأعمال التي تم بثها، حيث بلغ عدد مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات 990 مشهداً، بمعدل 27 ساعة و48 دقيقة، وأن هذه النسب قابلة للزيادة خلال النصف الثاني من شهر رمضان، موضحاً أن المشاهد التي تم رصدها غالبيتها في مسلسلي «حواري بوخاريست» لأمير كرارة و«تحت السيطرة» لنيللي كريم.
واتهمت رئيس المجلس القومي للمرأة السفيرة ميرفت التلاوي التلفزيون بأنه أصبح معلماً للفساد والبلطجة في كل بيت، ومصدراً لبث سموم العنف والألفاظ البذيئة في الأجيال القادمة، داعية إلى موقف رسمي تجاه هذه الأعمال.
في المقابل، دافع الفنانون عن أعمالهم الرمضانية، حيث رأت الفنانة نيللي كريم في تصريح لـ«الراي» أن مسلسل «تحت السيطرة» الذي قامت ببطولته لا يشجع على الإطلاق على تعاطي المخدرات، وأنها تحدثت في هذا الأمر في أكثر من لقاء صحافي وتلفزيوني بعد الهجمات الشرسة التي تعرّض لها المسلسل.
وقالت إن المسلسل - وكما ذكرت في السابق - يرصد حالة المدمنين بعد التعافي والمرور بمرحلة الانتكاسة، وكيف يستطيع هؤلاء أن يستكملوا حياتهم بشكل طبيعي.
كما استنكر الفنان أحمد وفيق موقف من يحاول تشويه عمل درامي أو فني ناجح بسبب أشياء غير مبررة، «مثل أن المسلسل عرض مشاهد تخص طريقة تعاطي الجرعة، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق، فالمسلسل لم يتناول طريقة تناول الجرعة وتعامل مع تلك المشاهد بمنتهى الحساسية والحذر».
وقال الفنان أمير كرارة إن مسلسله «حواري بوخاريست» لم يتناول قضية المخدرات بالشكل الصريح الذي يدفع جهة مسؤولة إلى أن تتخذ موقفاً ضد المسلسل.
ولفت إلى أنه جسّد شخصية شاب يعاني من عدم تحقيق حلمه ليتاجر في المخدرات، ولكن ليس بالصورة التي تستدعي أن تكون هذه القضية متصدرة المشهد، فهناك أكثر من قضية اجتماعية وإنسانية أثارها المسلسل، مشيراً إلى أن «غالبية الأعمال الفنية تستمد فكرتها من واقع المجتمع، وإذا ظهرت هذه التقارير عن المسلسلات، فعليها أن تعالج المجتمع أولاً، حتى نستطيع أن نقدم ما يميزه».
بدوره، اعتبر المخرج سامح عبدالعزيز أن الفن يوجه رسالة بعينها، ويلقي الضوء على ظاهرة ما ويبدأ بمناقشتها، رافضاً موقف من يحاول أن يرمي ما يحدث في المجتمع من سلبيات على عاتق الفن، وقال: «نحن لسنا ظالمين حتى نقدم أعمالاً مشوهة عن مجتمع مثالي 100في المئة».
ووافقته الفنانة ناهد السباعي، التي ترى أن العمل الفني وتجسيد شخصيات مختلفة من بيئة تحت خط الفقر، أو تعمل بالرذيلة لا يمكن أن يتم تجسيدها وهي تعيش حياة سعيدة وتتحدث بأسلوب راقٍ، متساءلة: «أين المصداقية هنا؟ فما ننقله ونجسده من شخصيات مختلفة هو صورة مصغرة للمجتمع الذي نعيش فيه».
أما عن الإفراط في استخدام ألفاظ خارجة، فأكدت أن الأعمال الدرامية تحاول طوال الوقت أن تستخدم ألفاظاً لا تخدش الحياء العام.
وشجعت الفنانة منة شلبي على حرية الإبداع، وقالت: «الفن يجب ألا يكون مقيّداً، وهو دائماً ما يعطي الضوء الأحمرلأجهزة الدولة تجاه قضية معينة، فقضايا التحرش والبلطجة ليست من صنع الفن، بل هي من صنع المجتمع ويعالجها الفن».