التشيكيون الخمسة احتُجزوا لمبادلتهم بعلي فياض الموقوف في براغ بطلب أميركي
هل عاد لبنان إلى زمن خطْف الرهائن الأجانب؟
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
03:36 م
هل عاد لبنان الى زمن خطْف الرهائن الأجانب الذي ازدهر في الثمانينيات من القرن الماضي وغالباً لأسباب سياسية؟
هذا السؤال قفز الى واجهة الاهتمام في بيروت مع خطف 5 تشيكيين عُثر على السيارة التي كانت تقلّهم في منطقة كفريا في البقاع الغربي، وسط تقاطُع معلومات عن أن اختفاءهم مع السائق اللبناني صائب طعان فياض مرتبط بقضية شقيق الأخير علي فياض الموقوف منذ أكثر من عام في تشيكيا بناء على طلب من الولايات المتحدة بتهمة الإتجار بالسلاح ودعم الإرهاب.
وجاء هذا البُعد ليعطي عملية الخطف طابعاً بالغ الخطورة تجاوز ظاهرة الخطف مقابل فدية، التي تنتعش في منطقة البقاع اللبناني منذ نحو 4 سنوات، والتي سبق أن وقع ضحيتها اشخاص من جنسيات عدة أبرزهم الأستونيون السبعة.
ورغم التكتّم الرسمي على عملية الخطف التي انكشفت قبل ظهر أول من أمس، بدا واضحاً ان خلفيات الحادث تتعلّق بملف علي فياض والرغبة بمبادلته بالتشيكيين الخمسة الذين كانوا دخلوا لبنان في 15 مايو الماضي، وغادروه في الاول من يونيو الماضي، قبل ان يعودوا مجدداً في السابع من الشهر نفسه.
ونُقل عن مصادر أمنية ان «كلاً من سيرفاك جان (مواليد 1990) وحمصي آدم (مواليد 1987) ودوبلس ميرسكلاف (مواليد 1968) وكوفون بارفيل (مواليد 1970) وديبسيك مارلين بيسيك (مواليد 1970) خُطفوا على طريق كفريا - خربة قانافار وكانوا يستقلون سيارة Kia Carens (كارافان) تحمل الرقم 102470 على (ن) أي النبطية، ووجدت مركونة إلى جانب الطريق الذي يصل البقاع الغربي بالجنوب على بُعد أقل من 300 متر من حاجز للجيش اللبناني».
وفيما عُلم أن السيارة تعود لصائب، من بلدة أنصارالجنوبية، وهو موظف في شركة «أوجيرو» للاتصالات، رجّحت تقارير أن يكون الأخير «رصد التشيكيين الخمسة في مطار بيروت، بعدما انتحل صفة سائق تاكسي، عارضاً عليهم التوصيلة، وفي نفسه غاية خطفهم لمبادلتهم لاحقاً بشقيقه علي، عبر الضغط على السلطات التشيكية».
إلا أن تقارير أخرى أفادت بأن «صائب استضاف التشيكيين أياماً عدة، وهؤلاء جاؤوا الى لبنان لإجراء تحقيق صحافي عن علي فياض الذي سبق أن تظاهر ذووه مراراً امام السفارتيْن التشيكية والأميركية في بيروت للضغط لإطلاقه». علماً أنه عثر داخل السيارة التي أقلّت التشيكيين على جوازات سفرهم مع كاميرا فيديو وكاميرتيْ تصوير، ما عزّز فرضية انهم صحافيون.
ورجّحت مصادر أمنيّة لـ «الراي» أن يكون «التشيكيون الخمسة نُقلوا الى احدى القرى الحدودية في جنوب لبنان»، علماً ان الأجهزة الأمنية تواصل البحث عنهم كما عن صائب الذي اختفى وأبلغت عائلته عن فقدانه وسط انقطاع سبل التواصل معه على هاتفه الخلوي.
وفي معلومات لتلفزيون «ال بي سي» أن بين التشيكيين الخمسة صحافيين اثنين ومحامي علي فياض ومترجم وشخص خامس.
وكان فياض، الذي يحمل الجنسية الاوكرانية، يعمل مستشاراً لوزير الدفاع الاوكراني لشؤون الشرق الاوسط، ومن ضمن صلاحياته إنجاز صفقات سلاح مع عدد من الدول العربية. وتم توقيفه بتهمة محاولة بيع أسلحة الى مجموعة كولومبية مدرجة من الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، وهي التهمة التي ترفضها عائلته.
يُذكر أن وزارة خارجية التشيك أعلنت أن 5 من مواطنيها وسائقهم اللبناني فُقدوا في لبنان.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ميتشيلا لاغرونوفا للصحافيين إن وزارة الخارجية تعرف اسماء المفقودين التشيك لكنها لن تنشر أي معلومات حتى لا تضر بالتحقيقات. وأضافت أن وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك سيجري اتصالاً هاتفياً بنظيره اللبناني في وقت لاحق.
ومعلوم ان لبنان شهد عمليات خطف عديدة استهدفت غربيين خلال الحرب الأهلية (1975- 1990) وكانت بغالبيتها لأسباب سياسية. وندرت هذه العمليات بعد الحرب، لكن منطقة البقاع خصوصاً تشهد عمليات خطف متكررة تطال إجمالاً لبنانيين بهدف المطالبة بفدية غالباً.
وتم تسجيل بضع حالات خطف شملت عرباً وأجانب، وكان أبرزها خطف 7 أستونيين في مارس من العام 2011 على طريق زحلة في البقاع، بينما كانوا يتنقّلون على دراجاتهم الهوائية. وأعلنت مجموعة غير معروفة مسؤوليتها عن خطف الأستونيين الذين أُفرج عنهم بعد 97 يوماً، علماً ان تقارير افادت في حينه أنه تم دفع فدية مقابل ذلك، لكنه أمر لم يتم التحقق من صحّته. كما تم توقيف أشخاص تورّطوا في عملية الخطف في وقت لاحق، من دون أن تعلن تفاصيل العملية واسبابها بوضوح.