محللون يرون أنه يحوي «نقاطاً إيجابية... ومهاجمته تكتيكية»

إسرائيل تبدأ بالضغط على الكونغرس لمراقبة تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني

1 يناير 1970 09:34 م
بدأت إسرائيل بتكثيف ضغوطها على الكونغرس الأميركي في محاولة لعرقلة الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران ومراقبة الاتفاق بدقة لرصد أي انتهاكات على أمل إعادة فرض العقوبات على طهران.

وذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية «اجتمعت الثلاثاء لبحث الاتفاق النووي واكدت إن إسرائيل غير ملزمة بهذا الاتفاق».

وذكر نتنياهو في بيان قبل أن يعقد اجتماعا مع الدائرة المقربة من وزرائه لمناقشة الاتفاق: «إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق مع إيران لأن إيران مستمرة في السعي لتدميرنا. وسندافع عن أنفسنا على الدوام».

وقال مصدر من الحكومة الإسرائيلية إن «نتنياهو أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس باراك أوباما عبر فيه عن قلق إسرائيل إزاء الاتفاق. وأضاف إن الاتفاق«سيوفر لإيران القدرة على تسليح نفسها بأسلحة نووية في فترة تتراوح بين 10 و15 عاما».

ورأى محللون في الصحف الإسرائيلية، امس، أن«هناك جوانب إيجابية عدة في الاتفاق بالنسبة لإسرائيل أبرزها وقف تصنيع إيران للقنبلة النووية، ولو لفترة محدودة، ومنح إسرائيل مزيدا من الوقت للاستعداد لمواجهة هذا الخطر الذي تعتبره وجوديا»، فيما قال محلل إن«هجوم إسرائيل على الاتفاق هو تكتيكي موقت حتى إقرار الكونغرس للاتفاق نهائيا ولقاء أوباما ونتنياهو بعد نحو شهرين، حينها من المتوقع أن يقدم الأخير قائمة مطالب كبيرة لحفظ مكانة إسرائيل الإستراتيجية في المنطقة وتعويضها عن أي مساس بها».

وذكر الرئيس السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش عاموس يادلين، أن «الاتفاق النووي مع إيران هو تحد جدي للأمن القومي الإسرائيلي كونه يزيل العقوبات الاقتصادية عن طهران ويوفر لها مئة مليار دولار بشكل فوري إضافة إلى مبالغ مضاعفة خلال السنوات العشر المقبلة».

وكتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «إزالة العقوبات الاقتصادية سيعطي إيران مزيدا من الدعم لطموحاتها اٌلإقليمية وقدراتها العسكرية».

ويضع يدلين 3 سيناريوات لمستقبل الاتفاق النووي مع إيران في السنوات القريبة المقبلة. الأول، وهو الأكثر تفاؤلا، بأن «تتغير إيران من الداخل بعد إنقضاء مدة الاتفاق وتصبح دولة أقل تطرفا، من خلال دخول عناصر من الجيل الجديد الأكثر اعتدالا لسدة الحكم».

أما السيناريو الثاني، فهو أن «تتصرف إيران بعد سنوات كما تصرفت كوريا الشمالية في العام 2003 عندما خرقت الاتفاق وقررت استمرار تطوير قدراتها النووية».

والسيناريو الثالث حسب يدلين، هو «التزام إيران الاتفاق النووي ويراه الأكثر واقعية لكنه الأكثر خطورة».

وكتب المحلل السياسي أليكس فيشمان في «يديعوت احرونوت» أن «الاتفاق ليس كارثيا وأبعد ما يكون عن الكارثة القومية ومهاجمته من قبل اسرائيل تكتيكية».

وقال إن «ليس هناك أي احتمال ألا يصادق الكونغرس الأميركي على الاتفاق، أي أن المعركة الإسرائيلية في هذا الشأن خاسرة»، داعيا نتنياهو والأجهزة الأمنية الى «عدم مهاجمة الاتفاق وإنما بلورة مطالب إسرائيلية مقابله».