حوار / بعد اتهامه باقتباس جملة من كلام رئيس الوزراء اللبناني الراحل في فيلم «الرجل ذو الحذاء الذهبي» لعمر أميرلاي

مخرج «تشيللو» سامر البرقاوي لـ «الراي»: شخصية رفيق الحريري... تتقاطع درامياً مع «تيمور»

1 يناير 1970 02:26 م
• ترددت على لسان «تيمور» مقولات تعود لشخصيات عامة عدة تتبنى نفس نظرية رأس المال التي تقدمها هذه الشخصية

• «باب الحارة» نوع من الدراما يستمزج الكثيرين ويمكن أن يستوقفني ... لا أن يستمزجني

• هناك شكل من أشكال النقد دخيل ويضلّل البوصلة

• الأتراك استفادوا من الدوبلاج كي يجتاحوا الدول العربية... فهل نستكثر على أنفسنا دراما عربية مشتركة؟

• لم نقدم «تيمور» بشخصية رأسمالي متوحّش

• اتهموا مسلسل «تشيللو» بأنه يروّج لأفكار صهيونية

• منذ «لعبة الموت» مروراً بمسلسل «لو» وانتهاء بـ «تشيللو» وُجد مثلث العلاقة العاطفية التي أرى فيها وصفة نجاح
اتهامات كثيرة وُجهت إلى مسلسل «تشيللو»، بينها أن قصته مسروقة عن الفيلم الأجنبي «عرض غير لائق»، كما وُجهت إليه تهمة «التسويق لأفكار صهيونية» على قاعدة أن هذا الفيلم مقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه لجاك انغلهارد، وهو أحد أشهر المدافعين عن إسرائيل والمروّجين للفكر الصهيوني عبر العالم من خلال مقالاته ومواقفه. أما آخر تهمة وجهت إليه، فهي اقتباس كلام للرئيس الشهيد رفيق الحريري ورد في الفيلم الوثائقي «الرجل ذو الحذاء الذهبي» الذي أنجزه المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي العام 2000 عن شخصية الحريري وقد نُقل بحرفيته على لسان الممثل تيم حسن الذي يجسّد في «تشيللو» شخصية رجل الأعمال النافذ «تيمور تاج الدين». وأثارت هذه الجملة المقتبسة من كلام الرئيس الحريري ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيها قال تيم حسن: «أنا لو مطرحِك بدوّر على الحقيقة وبس ببحث عن الحقيقة. الموضوع مو معي ولا ضدي وانتِ مو لازم تاخدي موقف معي بالمطلق أو ضدي بالمطلق، خليني قلك شغلة وبكل تواضع انو أيا باحث عن الحقيقة بما يخص تيمور تاج الدين فالنتيجة لمصلحتي وهذا يكفيني». أما جملة الرئيس الحريري الشهيرة فقال فيها: «أنا محلك ببحث عن الحقيقة. الموضوع لا هو معي ولا ضدي وما لازم تاخد موقف، لا مع بالمطلق ولا موقف ضد بالمطلق. أنا بعتقد بكل ثقة إنو أي باحث عن الحقيقة في ما يتعلق برفيق الحريري، ستكون النتيجة لمصلحتي ولا أطلب أكثر من هيك».

مخرج مسلسل «تشيللو» سامر البرقاوي تحدث إلى «الراي» عن «تجنّ يلحق بالعمل وأحكام مسبقة تطلق عليه، بسبب عدم فهم حقيقة ما يقوم به صنّاع المسلسل»، مشيراً إلى أن الاقتباس تحوّل إلى تهمة لا يتقبلها أحد وكأن هناك تجريماً لهذه الحالة. أما بالنسبة إلى الكلام المنقول عن لسان الرئيس الحريري، فأشار إلى «أن الكلام المقتبس يجب أن يحافظ على حرفيته لأنه مأخوذ من مقولة»، مؤكداً أن «تيمور» ردد في المسلسل أكثر من مقولة تعود لأكثر من شخصية عامة، تتبنى نظرية رأس المال التي تقدمها هذه الشخصية، وأنه تمّت الاستعانة بها لأنها تتقاطع درامياً مع المسلسل.

* كيف تتحدث عن أصداء مسلسل «تشيللو»، خصوصاً أن بعض الإحصاءات تؤكد أنه الأول لناحية نسبة المشاهدة، بينما تؤكد إحصاءات أخرى أن مسلسل «24 قيراط» هو الأول وإحصاءات ثالثة أن «باب الحارة» هو الأول، كيف تنظر إلى المنافسة الحاصلة بين المسلسلات في رمضان على المرتبة الأولى، وأي من الإحصاءات يجب أن نصدّق؟

- تحويل الموسم إلى ما يشبه حلبة سباق حيث تتدافش الأعمال و«الفانز» الخاصة بكل عمل لاجتياز خط النهاية، يقلل من قيمة وجودة وجدية هذه الأعمال وأهدافها، حتى أنني أرى أنه لا يفترض بالموضوع أن يذهب باتجاه ما هو المسلسل الأول. كما أنه لا يمكن أن يُسأل ما هو المسلسل الأفضل، بل يمكن أن يقال ما هو المسلسل الأول مثلاً. وحتى الأعمال الاكثر جماهيرية لا تكون دائماً هي الأفضل، والتمييز بين الأول والأفضل تتدخل فيه صيغ العرض والمزاج العام. أنا اتمنى أن يكون مسلسل«تشيللو» خارج هذا السرب تماماً.

• هل لأنك ترى أن بعض الأعمال تتعرض للظلم لأنها تُعرض في رمضان؟

- الموسم الرمضاني ليس مضماراً لسباق الخيل، حتى يقال مَن قطع خط النهاية قبل غيره، بل من الأفضل أن نفكر ماذا قدّمنا.

• وماذا قدّم مسلسل «تشيللو»؟

- هذا السؤال يجب أن يُطرح بعد انتهاء عرض المسلسل، لأنني إذا أعطيتُ جواباً الآن، يمكن أن أحرق العمل.

• آخر تهمة وجهت إلى «تشيللو» هو أنه اقتبس حرفياً وعلى لسان تيم حسن مقطعاً من كلام كان قد ردده الشهيد رفيق الحريري...؟

- وهل سمعتِ التهمة التي قبلها!

• التهمة السابقة أن قصته مقتبسة عن الفيلم الأجنبي «عرض غير لائق»؟

- وهناك اتهامات أخرى أيضاً.

• ما هي؟

- أن مسلسل «تشيللو» يروّج لأفكار صهيونية.

• قرأتُ أن كاتب الفيلم هو الذي يروّج لأفكار صهيونية؟

- وقيل أيضاً إن «تشيللو» يروّج لأفكار صهيونية. الاقتباس تحوّل إلى تهمة تلتصق بنا، ولا يتقبلها أحد وكأن هناك تجريماً لهذه الحالة. مثلاً، فكرة اقتباس مسلسل «لو» وصلت إلى حد التجريم في العام الماضي، و«شوي تانية» رح يصير هناك محاكم لأي شخص يقتبس. أما بالنسبة إلى التهمة الثالثة التي طالت «تشيللو»، فتتعلق باقتباس كلام كان قد قاله الشهيد رفيق الحريري. الكلام المقتبس يجب أن يحافظ على حرفيته، لأنه مأخوذ من مقولة. وقد ترددت على لسان «تيمور» في المسلسل أكثر من مقولة تعود لأكثر من شخصية عامة، تتبنى نفس نظرية رأس المال التي تقدمها هذه الشخصية، وبحكم التقاطعات التي كانت موجودة معنا درامياً، استفدنا من انتشارها واستعنا بها كمقولات على لسان «تيمور». الدراما يجب أن تتطور وأن يواكبها شكل من أشكال التقييم الفني على هذا المستوى. أحياناً، أشعر بأن بعض العبارات فيها نوع من التجني على جهودنا وأحكاماً مسبقة بسبب عدم فهم حقيقة ما نقوم به. مثلاً، عبارة «نحن محكومون بالأمل» للأديب سعدالله ونوس والمذكورة في أحد أفلام عمر أميرلاي، تقال بحرفيتها وتستعار في أكثر من عمل، حتى أنها تحولت إلى شعار، ولم يُتهم أحد ممن استخدمها بالسرقة. نحن استعرنا جملة، واستخدمناها في المسلسل، لأنها كانت مناسبة للنظرية التي تحملها شخصية «تيمور».

• أصحاب رأس المال كثر... لماذا اخترتم الرئيس رفيق الحريري دون سواه من الشخصيات؟

- نحن استعنا بعبارات للكثير من الشخصيات، ولكن أحداً لم يتوقف عندها. حصل «صيد في الماء العكر»، وأنا لن أتوقف عنده. الموضوع لا يتحمل أي شكل من أشكال الإسقاط، وهذا أكثر ما يهمنا.

• برأيك، لماذا تم التركيز في الإعلام على اتهامكم بسرقة العبارة المأخوذة عن الرئيس رفيق الحريري، ولم يتم التوقف على عبارات ترددت على لسان شخصيات أخرى في العمل نفسه؟

- لأن العمل يُعرض في لبنان ولوجود حساسيات على هامش الحياة. السؤال أعود به لمن طرح الفكرة، وأنا أريد أن أسأله لماذا حصل التركيز بهذا الشكل؟ نحن اخترنا شخصية رفيق الحريري، لأننا وجدنا أنها تتقاطع درامياً مع شخصية «تيمور»، لناحية نظرته إلى الإعلام وتعاطيه معه.

• لا شك أن تيم حسن برع في تجسيد شخصية «تيمور»؟

- شخصية «تيمور» مكوّنة من مجموعة نظريات في رأس المال، بصرف النظر عن الجانب العاطفي والإنساني. هو لديه نظرية في رأس المال ويعتقد أنه يستطيع شراء كل شيء. لم نقدم شخصية رأسمالي متوحش، بل شخصية رأسمالي يحمي كل فكرة من أفكاره بشهادة أو نظرية أو بمقولة استعارها من الناس، من بينها مقولات لشخصيات معروفة كبيل غيتس، أو بمقولات معروفة في التاريخ.

• في «تشيللو» تعاطف الناس مع الشخصيات بالرغم من أنها قامت بأفعال شائنة، كما فعل «آدم» (يوسف الخال) الذي باع زوجته من أجل المال؟

- هذا غير صحيح. آدم لم يبع زوجته، والنظرة إلى العمل بهذا الشكل تُعتبر مشاهدة مجتزأة. مَن شاهد الفيلم ولم يشاهد المسلسل، يقول هذا الكلام.

• في المسلسل، ناقشت ياسمين مسألة قضاء ليلة مع تيمور مقابل مليون دولار، وفي اليوم التالي تسللت من البيت خفية عنه، ولكنه لم يتمكن من اللحاق بها؟

- هذا النقاش هو الحلقة المفقودة، ومَن لا يتسنى له مشاهدة المسلسل يستسهل ويشاهد الفيلم ويقول مباشرة إنها عملية بيع وأن هناك «مطمطة» وإطالة للمسلسل. وفي كلتا الحالتين، في ذلك استباق ومشاهدة مجتزأة للمسلسل. عملية البيع حصلت في الفيلم، بينما في المسلسل، حوّل آدم وزوجته العملية إلى صيغة من صيغ الاحتيال، عندما رفضا المساومة وحاولا الاحتيال على تيمور بقبض عربون، على أن تذهب الزوجة وتمضي ليلة مع تيمور من دون أن تخسر أي شيء من ذاتها، وذلك مقابل حل أزمتهما المادية، ولكن السحر انقلب على الساحر، وهذا ما نشاهد أحداثه حتى الآن. وهذا ليس سوى نموذج من الجهد المبذول على إعداد هذه الفكرة من النسخة الأجنبية إلى النسخة العربية، ولكن تم اجتزاؤه وتجاهُل كل الجهد، بالإضافة إلى أن آدم كان نائماً عندما غادرت ياسمين البيت. ثمة معادلات وإعدادات أجريت على النص كي يصل إلى شكله الحالي، بحيث تقبّله الناس وحظي بجماهيرية عندهم. نحن لم نتحدث عن عملية بيع أو مساومة، صحيح أنها بشكلها الورقي كانت كذلك، ولكن حصل احتيال مبطن بين الزوج والزوجة لحلّ مشكلتهما المادية أوصلهما إلى مكان غير محمود العواقب.

• هل أنت تدافع عنهما؟

- أنا لا أتبنى كما الكاتب أي وجهة نظر أحد في المسلسل. نحن طرحنا إشكالية وجدلية قابلة للنقاش، والنقاش حولها يبدأ بعد انتهاء المسلسل. الفكرة التي طرحناها في المسلسل هي: هل يمكن أن نمتحن الحب أمام هذا الحجم الهائل من الإغراءات والضغوط المادية في هذا العالم المغلّف بالمصالح؟ وهل يمكن أن نسمح للحب بأن يتعرض لامتحان الثقة؟ وهل يمكن أن نراهن على هذا الأمر؟ وهذا السؤال سيظل مطروحاً حتى بعد انتهاء المسلسل. هذا ما حاولنا أن نعبّر عنه، ولكننا لا نختزل الشخصيات بأحد ولا نعبّر عن أنفسنا من خلالها. نحن أخذنا مجرد نموذج، وهذا العرض يمكن أن يُطرح على نماذج أخرى.

• عادة الناس يحبون أو يكرهون الشخصيات التي تشاهدها في الدراما، ولكن في مسلسل «تشيللو» الناس أحبّوا الشخصيات، لأنها وبالرغم من هفواتها الكبيرة ووصوليتها لا تبدو شخصيات شريرة؟

- ربما لو حصل البيع، لكان ذهب المسلسل إلى منعطف مختلف تماماً، ولكن المعادلة التي أوجدناها حالت دون ذلك. نحن أنْسنّا الشخصيات وخلقنا قصة حب صدقها الناس، وعرّضناها (قصة الحب) لضغوط هائلة وأوجدنا لها عروضاً موازية ومرادفة. وكان العرض الأبشع هو الذي يمكن القبول به، لأن العروض الموازية كانت تراهن على تفكيك العلاقة نفسها، كعرض «عليا» ( كارمن لبس)، ولكن العرض الأشد قذارة كان الأكثر قابلة للحياة بفعل الحيلة التي اخترعاها. في رأيي «ياسمين» (نادين نجيم) وآدم تعرضا لورطة وليس لعرض كما حصل في النسخة الغربية.

• حتى «تيمور» الشخص الانتهازي وصاحب العرض يبدو إنساناً نبيلاً في بعض مواقفه؟

- لا شك أنه شخص انتهازي، درس حالة ياسمين وآدم واكتشف نقطة ضعفهما وعرف كيف يوجِد شرخ بينهما ويساومهما على ألا يعرف زوجها. لم يكن المطلوب أن يحصل على 24 ساعة، بل كان يفكر أبعد من ذلك بكثير، وتسلْسُل الأحداث أعطانا تفسيرات لماذا بدأت هذه الشخصية من مكان ووصلت إلى مكان. القصة أبعد من مجرد مساومة على 24 ساعة، والناس بدأوا يفهمون القصة، ولذلك هم تعلقوا بالشخصيات وأحبوها وقدّروا حجم المعاناة التي تعانيها كل شخصية والشرط الدرامي الذي وُضعت فيه.

• كان من المفترض أن يقدّم عابد فهد شخصية «تيم»؟

- كلا! كان من المفترض أن نقدم مسلسلاً مؤلفا من المثلث نفسه الذي قدّم «لو» في العام الماضي، ولكن بحكم تداعيات ما حصل بعد «لو»، فكّت هذه الحالة وأوجدنا حالة جديدة.

• هذا يعني أن عابد فهد لم يكن سيجسد القصة نفسها؟

- بل تمّت كتابة القصة بعد الاتفاق مع تيم.

• بما أنك مثابر على العمل في الدراما المشتركة، ألا ترى أن الناس ملّوا من مشاهدة الشخصيات نفسها والتركيبات نفسها من عمل إلى آخر، وهل تقنعك في الأساس هذه التركيبات؟

- قدّمتُ نماذج مختلفة من الأعمال العربية المشتركة، ولكن منذ «لعبة الموت» مروراً بمسلسل «لو» وانتهاء بمسلسل «تشيللو» وُجد هذا المثلث، وأنا أجد أن صيغ العلاقات العاطفية الثلاثية الأطراف فيها وصفة نجاح، ولكنني لا أطلب من الآخرين أن يفعلوا مثلي. أنا حالياً متواجد في هذه الصيغة وعندما أجد شيئاً مختلفاً في مكان آخر يمكن أن أغيّر، ولا شيء يمكن أن يلزمني على الإطلاق.

• وكمشاهد هل أنت راضٍ عن هذه الصيغة؟

- المشاهد لا يعجب بالمسلسل انطلاقاً من تركيبته أو عدد أبطاله، وهذا ليس سر نجاح العمل أو فشله. يقاس النجاح من خلال تقديم بناء مسلسل متكامل وبناء درامي صحيح، وليس من خلال شكل الشخصيات أو عدد الممثلين، سواء كانوا أربعة ممثلين أو ثلاثة ممثلين أو ممثليْن أو حتى ممثل واحد. تكرار الحالة الدرامية، بشكل أو بآخر، هو الذي يخيف.

• لكن المشكلة أن نفس الأسماء تتكرر في الأعمال عاماً بعد عام؟

- الثنائيات لطالما كانت موجودة في السينما.

• لكن الجمهور هو الذي يقصد السينما، بينما التلفزيون موجود في كل بيت؟

- ولكن الثنائيات الفنية موجودة في التلفزيون وحققت النجاح، وهناك أكثر من تجربة. هناك ثنائيات انتقلت من حالة إلى أخرى وظل الناس يحبونها. التكرار لا يتحقق من خلال الاسم، بل بالشكل والمضمون الذي تُقدَّم فيه الشخصيات. في «لعبة الموت» كان هناك ماجد المصري وعابد فهد وسيرين عبد النور، وفي مسلسل «لو» انتقلنا إلى عابد فهد ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال.

• هذا صحيح، ولكن الأسماء نفسها أطلت في أعمال مشتركة أخرى؟

- لو سألتِ الجمهور من يتخيّل في «تشيللو» غير هذا المثلث ستحصلين على الجواب. الفكرة تكمن في اختيار الممثل المناسب للدور المناسب، بصرف النظر عما إذا كان الجمهور قد شاهده في عمل سابق أم لا.

• هل أنتَ مع مقولة إن الممثل اللبناني لا يستطيع أن يكون البطل الوحيد في عمل مشترك؟

- لديّ تحفظ على هذا المصطلح. أنا لا أؤمن بجنسية الممثل.

• نحن نتكلم فناً. ويقال إن الفنان اللبناني لم يتمكن من تحقيق انتشار عربي، ولذلك تتم الاستعانة بنجم سوري أو مصري إلى جانبه في الدراما المشتركة؟

- لا أؤمن بهذا الكلام، بل العكس هو الصحيح. في الدراما السورية استقدمنا نجوماً لبنانيين، في حين أننا لم نكن نعاني من نقص في الممثلين. أنا تعرّفت على جزء من الممثلين اللبنانيين من خلال الدراما السورية. رفيق علي أحمد يُعتبر من نجوم الدراما السورية. أنا لا أؤمن بفكرة الأحق للفنان وجنسيته، لأن الفنان الحقيقي يتجاوز البلد الذي ينطلق منه، والدراما التي أتيت منها فيها واحد من أهم المخرجين، وهو المخرج التونسي شوقي الماجري. هذه الحالات كانت موجودة واندمجت وضاعت، وهي لا تسأل في لحظة من اللحظات من أين أتت. الفنان الحقيقي يثبت نفسه في أي ظرف يوضع فيه.

• ولكن الممثل هو واجهة العمل ويباع المسلسل على اسمه؟

- يوسف الخال طُلب لبطولة سوري، وهو نقيض للفكرة التي تطرحينها.

• لست أنا وحدي من يطرح هذه الفكرة، بل إن الممثلين أنفسهم يتحدثون عنها، وتقلا شمعون أشارت إلى هذه المسألة قبل يومين وقالت لو أن الممثل اللبناني منتشر عربياً لما كانت تمت الاستعانة بنجم مصري أو سوري؟

- هذا نوع من الأعمال، ولا يعود السبب في الاستعانة بنجم مصري أو سوري إلى ضعف الممثل اللبناني، بل هو حافظ على دراما بلده ويعمل فيها وهي موجودة. الشرط التسويقي في الدراما المشتركة أن يكون فيها اختلاط.

• وكيف تفسر غياب الممثل الخليجي عن هذه الدراما؟

- ربما يحصل هذا الأمر مستقبلاً. المسألة ليست توزيع حصص، ولكن هناك بُعد درامي معين نعمل على أساسه. نحن نعمل على تطوير الدراما العربية بعدما تخللتها «كبوات» في البدايات، حيث كان يتم اقحام بعض الممثلين لأسباب تسويقية، من خلال استحضار نجوم للتسويق للعمل في بلد معين، ما جعل القصة تبدو مفبركة.

• يبدو أنكم ستكملون في الدراما المشتركة؟

- هذه الحالة لن تنتهي ما دامت تتمتع بالقبول. ميزة الدراما العربية المشتركة أنها تمكنت من تجاوز أقطارها. نحن نملك لغة مشتركة ويمكننا الاستفادة من هذا الامتياز. تخيّلي أن الأتراك استفادوا من الدوبلاج كي يجتاحوا الدول العربية، فهل نستكثر على أنفسنا دراما عربية مشتركة؟

• كيف تفسر وقوع كل مَن يعمل في الدراما المشتركة في فخها، سواء كانوا مخرجين أو كتّاباً أو ممثلين؟

- هناك 3 أبطال شاركوا هذا العام في «تشيللو» ولديهم أعمال موازية. تيم أتى من الدراما المصرية من خلال مسلسل «الوسواس»، ونادين شاركت في مسلسل «عشق النساء» ويوسف الخال شارك في عمل لم يعرض بعد بعنوان «سوا»، وهذا يعني أن نشاطاتهم ليس محصورة بالدراما المشتركة، بل هي تجارب ناجحة يقدمونها بالموازاة مع مسيرتهم الفنية.

• ماذا تتابع بين ما يُعرض في رمضان؟

- انتهيتُ منذ فترة قريبة من «تشيللو» ولم أتمكن من التأقلم مع المسلسلات من بداياتها. أنا عادة أنتظر انتهاء شهر رمضان كي أتابع بتمهل وهدوء. لكنني شاهدتُ مسلسل حاتم علي «العراب» ومسلسل رامي حنا «غداً نلتقي»، لأنه سبق هذين المسلسليْن سمعة طيبة جداً عن عمل هذين المخرجين، وأنا بصراحة لديّ ثقة بهذين الاسمين وعلى الأقل هما لا يضيعان عليّ وقتي خلال المشاهدة.

• وهل تقصد أن هناك إضاعة للوقت في أعمال المخرجين الآخرين؟

- كلا. أنا تحدثتُ عن سمعة الأعمال التي لا أضيع وقتي خلال مشاهدتها، وهذا لا يعني أن الاعمال التي لم أشاهدها هي مضيعة للوقت. ولكن هناك أعمالاً فيها مضيعة للوقت.

• هل تكتفي بمشاهدة «عرّاب» حاتم علي؟

- نعم، وبسبب ضيق الوقت. وأنا أفكر في متابعة «العراب» الثاني لزميلي وصديقي المثنى صبح بعد رمضان، وأيضاً عمل صديقي والغالي على قلبي الليث حجو «24 قيراط». كما أفكر بمشاهدة مسلسل «ألف ليلة وليلة»، والإنجاز التقني الموجود فيه.

• كيف تعلق على الجدلية التي يثيرها مسلسل «باب الحارة» لناحية أنه أكثر مسلسل يتعرض للانتقادات وأكثر مسلسل مشاهَد عربياً؟

- يختزل هذا المثال المسافة الشاسعة بين الصحافة الفنية والمزاج العام. يجب دراسة سرّ أسباب النجاح، كي نتمكن من اعتماد بوصلة حقيقية للدراما العربية التي نحرص عليها، وألا نكتفي بالتهكم والتجريم والسباب والشتائم. الكل يعرف أن هناك شكلاً من أشكال والنقد هو دخيل على مهنة النقد الفني البنّاء ويضلل البوصلة. نحن في حاجة لأن نعرف ما هو السبب كي لا نغرق 7 أجزاء أو 8 أجزاء في سماع السباب والشتائم على هذا المسلسل. نحن بحاجة لتفسير حقيقي، لمعرفة سبب حصول هذا المسلسل على أعلى المراتب.

• هل يستهويك مسلسل «باب الحارة»؟

- أحياناً تمرّ بعض المقاطع التي تسليني، ولكنه لا يمتلك وقتي. بينما غيري، يمكن أن يخلق عنده حالة تشويق ويتابعه من جزء إلى آخر. أنا اشتغلت في بعض الأعمال الكوميدية الساخرة، حالة ساخرة من مسلسل «باب الحارة» نفسه، ولكن ليس بمعنى التقليل من حجم التعب والجهد الذي يبذله صنّاع العمل، ولكنني أضأت بشكل أو بآخر على الحالة الغريبة التي يعيشها الشارع تجاه هذه العمل، وذلك في الجزء الثالث من «بقعة ضوء» في لوحة أطلقتُ عليها اسم «عودة أبو عصام». مسلسل «باب الحارة» نوع من الدراما يستمزج الكثيرين، ويمكن أن يستوقفني، ولكن لا يستمزجني.

• هل تسلمتَ مشاريع لرمضان المقبل؟

- المشاريع كثيرة والأفكار كثيرة، ولكن لم أحسم موقفي تجاه أي شيء منها. بعد رمضان يبدأ التفكير الجدي. بعد سنة كاملة أمضيناها في تنفيذ «تشيللو»، منذ لحظة الكتابة الأولى وحتى آخر لحظة مونتاج وعمليات فنية، فأنا أحتاج لبعض الراحة. وأنا بانتظار النقد البنّاء لهذه التجربة بسلبياتها وإيجابياتها، ولا أنتظر المديح فقط، لأنني أرغب في تطوير تجربتي لتكتمل أكثر، كي أستفيد وأشعر بأنني خطوت خطوة إيجابية بعد مسلسل «لو»، وأن يكون العمل المقبل بعد «تشيللو»، خطوة إلى الأمام.

• وهل الأفضلية عندك للدراما المشتركة؟

- مبدئياً يستهويني هذا المشروع، لأنني تمكّنتُ من تطوير التجربة نحو الأفضل.