«كتيبة البلام الكوميدية» تقدّم المسرحية لجمهور العيد على مسرح نادي اليرموك

«مُر يا حلو»... ما بعد نفاد النفط!

1 يناير 1970 10:03 ص
• حسن البلام: نريد أن نقول «مرّك حلو يا الكويت»

• محمد الكندري: عمل وطني اجتماعي بطريقة فانتازية

• ميس قمر: النص يحوي قيمة إنسانية عالية

• مشاري البلام: ندعو إلى التلاحم من دون الحاجة إلى... كارثة

• فهد البناي: سنرى كيف ستكون حال المجتمع بعد فقدانه للرفاهية
عندما يدور النقاش في المجالس والدواوين حول مستقبل الكويت بعد نفاد النفط، «لا سمح الله»، يتمنى البعض العودة إلى الحياة البسيطة والزمن الجميل مثلما يطلق عليه، موجهاً أصابع الاتهام إلى الذهب الأسود، بأنه وراء التفسخ والانقسام الاجتماعي الذي تعانيه مجتمعاتنا العربية، لا سيما الخليجية، حيث الانسياق الأعمى وراء البحث عن المصالح الشخصية، مكتفين في تواصلهم مع الآخرين بوسائل الاتصال الحديثة، غير مبالين بالقيم والعادات والتقاليد التي جبل عليها أهلنا منذ القدم.

مسرحية «مر يا حلو» التي تنطلق عروضها مع أول أيام عيد الفطر، تقدم رؤية النجم حسن البلام التي ترجمها المؤلف محمد الكندري لهذه القضية، في سيناريو وحوار لبلورة فكرة عمل غلب عليه الاستقراء لمستقبل قد يكون متوقعاً في يوم من الأيام، حين نفقد مصدرنا الاقتصادي ونعود لحياة الآباء والأجداد في أجواء كوميدية وبإسقاطات سياسية واجتماعية تميز بها مسرح البلام.

في مسرح كيفان، حضرت «الراي» بروفات المسرحية المقرر عرضها في مسرح نادي اليرموك بمنطقة مشرف، وكانت الأجواء مفعمة بالنشاط الشبابي بتواجد نجوم يعول عليهم المسرح الكويتي في صنع مستقبله المشرق، أمثال فهد البناي وأسامة المزيعل وفوز الشطي ومنى حسين ومحمد رمضان وعبدالعزيز النصار ومبارك المانع وعبدالله الخضر وصالح مشاري البلام، جنباً إلى جنب أسماء لها خبرتها أمثال حسن البلام وميس قمر ومشاري البلام وأحمد العونان. وكان حسن البلام كونه صاحب فكرة العمل ومخرجه يوجه الممثلين في حركتهم على الخشبة بعد أيام طويلة في قراءة النص، كما كان يتقبل بعض الاقتراحات والتعديلات من أبطال العمل بما يخدم الخطوط العريضة للمسرحية. وشهدنا مجهوداً كبيراً يقدمه المخرج والممثل في توزيع المساحات لجميع المشاركين، خصوصاً وأن تواجد 13 نجماً في العمل، يمتازون بكركترات مختلفة وسرعة بديهة غير عادية، يحتاج إلى كنترول يستوعب أبعاد كل شخصية على حدة في المسرحية، لتكون بصمة كل منهم واضحة وليست عابرة.

ونظراً لانشغال غالبية الممثلين في البروفات، حاولنا قدر المستطاع استبيان مضمون مسرحية «مر يا حلو»، إنتاج «شركة لا دو ري»، أثناء اللحظات الخاطفة بين التجهيزات للبروفات، وكانت البداية مع حسن البلام الذي قال: «من خلال هذا العمل أريد أن أقول (مرك حلو يا الكويت)، بمعنى أنه بالرغم من كثرة ما يعكر أجواء الكويت من أمور في كل المجالات، إلا أننا كشعب نتقبلها ونتعايش معها، واضعين نصب أعيننا أن البلد فوق الجميع، ولم نيأس بتقدم دول في المنطقة سبقناها في مجالات معينة.

وحول عدد الممثلين وعما إذا كان منهم من بادر للتعاون معه، استطرد البلام قائلاً:«نعم، هناك من بادر منهم وأنا بطبعي أرحب بالجميع، كما أن هناك من عرضت عليهم المشاركة مع منتجين آخرين، وكانوا يربطون موافقتهم بموافقتي، وهذا بالطبع وفاء منهم، فهم أصدقاء وأخوة أعتز بهم كثيراً».

أما عما يميز مسرحه عن بقية المسارح، فأكد البلام أنه لا يعرف كيف يتعامل المنتجون والقائمون على المسرحيات مع أبطال أعمالهم، لكنه شخصياً في تعامله مع ممثليه قائد يقبل الرأي الآخر ولا يحبذ المركزية في قراراته، فهو مرن في قبول تغيير كلمة أو حركة تضيف إلى المشهد المسرحي، كما أن المشاركين معه يعرفون تماماً المحاذير التي يحرص عليها في أعماله المسرحية.

وأشار البلام إلى أن الجمهور سيرى فكراً لمستقبل قد نقبله وقد لا نقبله، وعلينا أن نملك جهوزية التعامل مع ظروف الحياة أياً كانت.

من جهته، قال المؤلف محمد الكندري:«نركز في مسرحية (مر يا حلو) على الجانب الوطني والاجتماعي بطريقة فانتازية، ونسبق الزمن في بعض الأحداث، كما نمر على مشاكل الأسرة الخليجية، وقضية العلاج في الخارج وما يخص الشباب بقالب كوميدي».

وعبّر الكندري عن سعادته بتجربته الأولى في مسرح الكبار مع البلام، معتبراً أن التجربة في حد ذاتها دافع قوي ومسؤولية لتقديم أعمال لاحقة بفكر أفضل.

الفنانة ميس قمر التي التحقت بفريق العمل قبل أيام، قالت:«النص يتضمن قيمة إنسانية عالية، سيصل هدفها إلى الجمهور من خلال ربط تسلسل الأحداث، وأنا على ثقة بأنه سيتفاعل معها، كذلك التغيير في بعض المشاهد مستمر مع الكاتب والمخرج إلى أن نصل إلى صيغة نهائية نعتمدها في عروضنا، والتعديل نابع من حرص الجميع على تقديم الأفضل للجمهور الذي ينتظر منا الكثير، وحسن البلام يقدم توليفة رائعة من نجوم المسرح من الشباب، وهذا هو الذكاء في كيفية توظيف قدرات كل منهم في الدور المناسب».

وأوضحت قمر أن ارتباطها مع حسن البلام في مسرحياته، يعود إلى أنه يظهرها بالشكل المطلوب، كما أنها وفيّة للمجموعة التي تعمل معها، مشيرة إلى احترامها لكل منتج عرض عليها المشاركة معه واعتذرت.

أما الفنان مشاري البلام، فقال إن العمل يحمل رسالة لأهل الكويت، فحواها أننا يجب أن نكون متماسكين دوما، ولا ننتظر أن تحل فاجعة أو مصيبة لكي تعيد توحيد صفوفنا، بينما نكون في الرخاء متباعدين، وسأقدم دوراً شعبياً أتمنى ان يلقى قبول الجمهور.

كما أكد الفنان فهد البناي أن المسرحية ستكون متنفساً للناس، بعد سلسلة أحداث سياسية عانت منها الكويت في الفترة الأخيرة بإسقاطات مدروسة، إضافة إلى أنها تطرح قضايا اجتماعية، وتدعو لعودتنا إلى عاداتنا وتقاليدنا مع الحداثة التي نعيشها، وتبين ما سوف تؤول إليه الأوضاع عندما نفتقد لمصدرنا الرئيسي في الدخل وهو البترول، وكيف ستتغير أحوال البشر بعد زوال الرفاهية.