حروف باسمة
خير فقيد مَنْ يموت بعزّة
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
04:06 م
الموت حق والناس يعيشون في هذه الدنيا وهم يتطلعون إلى الآمال الكثيرة والأحلام المتنوعة وهم يكدون ويجدون ويفكرون من أجل الحياة الراغدة.
والعيش الهانئ وهذا شيء مشروع ولابد أن يضع الإنسان الموت نصب عينيه ويؤمن بأنه من بعد الموت سيلقى جميع ما عمل إن خيراً فخير أو شراً فشر فالذي يمحص أمره ويعمل الخير سيلقى الله الكريم بوجه أبيض والعكس صحيح والدنيا فيها وفدان الصالحون والطالحون وكل يرى عمله. يؤجل فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب أو يعجل فينغمي.
عزيزي القارئ نحن أمام مشهدين المشهد الأول: هو منظر سقوط شهداء مسجد الإمام الصادق وهم في حالة التسبيح في يوم كريم من شهر فضيل قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وفدوا على رب كريم سينالون عنده بإذنه درجات موشاة بالنور، على النقيض مشاهد من المجرمين المتهورين أعداء الله الذين يفجرون أنفسهم ويعيثون في الأرض فساداً قائدهم الشيطان يقودهم إلى أسفل سافلين في نار جهنم ليذوقوها جحيماً وغساقاً.
ويبقى مشهد الأمة الكويتية النبيلة بعد هذا الحادث المؤلم المروع في ثباتها واتحادها في القلب والروح والفكر والعمل من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يحفظه الله إلى مجلس الأمة والوزراء وإلى جميع أبناء هذا الوطن وهم متحدون يقذفون بالفتنة عرض الحائط كل يبلل عينيه دموع الأسى وقلوبهم وأيديهم تلهج بالرحمة للشهداء والصبر والسلوان لأبناء هذا الوطن الذي إذا حلت بهِ ضائقة نهض من بينها كالصقر المحلق في السماء.
مشهد للتلاحم حياة كثير من الصلحاء والمفكرين والعلماء والمشتغلين في شؤون السياسة والثقافة والأدب لأنه مشهد منقطع النظير بالتآخي والتراحم.
فليحم أبناء هذا الوطن بعضهم بعضا ضد الحاقدين والمارقين والذين يتربصون بهذه الديرة ويحيكون لها الخطط الهدامة فإن يد الوحدة ستقطع تلك الخطط والأفكار والنوايا السيئة والشهداء الذين سقطوا في مسجد الإمام الصادق - عليه السلام - قضوا نحبهم وهم أعزاء قريبين من ربهم وهم في جنات الخلد إن شاء الله أما أنصار الشيطان فهم أذلاء في حياتهم وعندما يفجرون في أنفسهم ومصيرهم الجحيم.
وإياك أن تشري الحياة بذلة
هي الموت والموت المريح وجودُ
وخير فقيد مَنْ يموت بعزة
وكل فتى بالذل عاش فقيد