المصابون 5 ... كويتيان و3 غير كويتيين

مرضى «الإيدز» في السجون ... لا يُعزلون

1 يناير 1970 03:28 م
رئيس قسم الصحة العامة في إدارة الشؤون الصحية للشرطة يفتح الكتاب أمام «الراي»: لم نسجل أي حالة انتقال لعدوى فيروس «الإيدز»

- قد نكتشف سنوياً بين 5 إلى 7 حالات لم تكن معروفة خارج السجون

- نؤمّن أدوية للمرضى السجناء الوافدين بالمجان... لا تتوافر لهم خارجها

- النزلاء المصابون بالالتهاب الكبدي يشكلون 15 في المئة من إجمالي المرضى

- لم نجد حالات انتقل إليها الفيروس داخل السجن بأكثر من عدد أصابع اليد ... قد تكون هناك ممارسات جنسية وحقن وتعاطي مخدرات
لم يبد رئيس قسم الصحة العامة في إدارة الشؤون الصحية للشرطة الدكتور محمود الخالدي أي خشية من التعاطي مع مرضى الإيدز في السجون، كاشفا لـ «الراي» عن وجود مواطنين اثنين و3 مقيمين يحملون فيروس «الإيدز» داخل سجون الكويت، جميعهم من الذكور وأنهم غير معزولين.

وعلى وقع الإشادة بما تقدمه السجون من رعاية صحية لنزلائها، أوضح الخالدي أن مرضى الالتهاب الكبدي «سي» يشكلون بين 10 و15 في المئة من مرضى السجون.

وأشار الخالدي إلى اكتشاف ما بين 5 و7 حالات إيدز سنوياً عن طريق السجن، مؤكداً أن «النزلاء لا يدخلون السجن إلا بعد إجراء فحوصات كاملة، إكلينيكية ونفسية حتى لو كان حكمهم ليوم واحد»، مرجعاً تناقص معدلات الأمراض المعدية إلى الاهتمام بالجوانب الوقائية والعلاجية للسجناء وتحسين أحوالهم المعيشية وإنشاء سجون جديدة.

ولفت الخالدي إلى عدم عزل السجناء المصابين بـ «الإيدز»، مؤكداً أن «لا خطورة من التعامل العادي معهم، حيث لم تسجل أي حالة انتقال لعدوى الفيروس داخل السجون».

وأشار الخالدي إلى أنه ليس لمرضى الإيدز خصوصية معينة، ولا يتم عزلهم، «كون أن ليس هناك أي خطورة من التعامل العادي معهم، لكن التعامل غير العادي يمكن أن يحدث حتى خارج أسوار السجن، فمن غير المنطقي القول إن التعامل مع مرضى (الإيدز) يكون عادياً خارج السجن، وأنهم يُعزلون عندما يدخلونه».

وأوضح الخالدي أن المريض الحامل للفيروس قد لا يكون معروفاً في المجتمع «ونتعامل معه من دون أدنى مشكلة، لكن المشكلة هي أن وسائل الإعلام قد تكون رسخت صورة حجز مريض الإيدز في مستشفى الأمراض السارية إلى أبد العمر عند اكتشاف حالته، وهذا ما نراه في الأفلام والمسلسلات، وكل هذا غير صحيح، فلو حدث هذا لما استوعب مستشفى الأمراض السارية الأعداد».

هل هناك حالات للإيدز يتم اكتشافها عن طريقكم؟

حالات حديثة، نعم، يؤكد الخالدي، «كل سنة تأتي إلينا حالات جديدة لم تكن معروفة في الخارج، وهذه قد لا تتجاوز في عددها عدد أصابع اليد الواحدة، فغالبية المصابين يكونون معروفين من قبل مستشفى الأمراض السارية أو من قبل إدارة الصحة العامة والممثلة بمكتب إحصائيات الإيدز، ولكن هناك فعلا بعض الحالات غير المعروفة، وكل سنة قد نكتشف بين 5 إلى 7 حالات حديثة عن طريق السجن».

وبسؤاله عما إذا ثبت خلال الفحوصات والمراجعات الدورية التي تجرى في المؤسسات الإصلاحية انتقال للفيروسات على اختلافها داخل السجون؟ أعلن الخالدي أنه أجري في 2013 مسح كامل لجميع النزلاء، خصوصاً الحديثين منهم، وتم استبعاد مَن تم فحصهم قبل 6 أشهر فقط، «فوجدنا أن حالات قليلة على عكس المتوقع اكتسبت الفيروسات خلال فترة السجن».

وعن حالات الالتهاب الكبدي التي تم اكتسابها داخل السجن، قال الخالدي إنها تعد على أصابع اليد الواحدة، على عكس المتوقع، حيث في داخل السجن قد تكون هناك بعض الممارسات التي تؤدي لانتشارمثل هذه الأمراض، سواء الممارسات الجنسية أو الحقن أو تعاطي المخدرات، وهذا قد يؤدي إلى سلوكيات معينة تجعل الإنسان معرضاً بشكل كبير لانتقال الفيروسات عن طريق الدم ومنها الإيدز أو فيروسات الالتهاب الكبدي والتي كانت نسبة انتقالها داخل السجن قليلة، فمعظم النزلاء يحملونها من الخارج.

وكشف الخالدي أنه «توجد لدينا أعداد كبيرة من المصابين بفيروس (سي)، فهناك دراسة قمت بها على الالتهاب الكبدي تفيد أن 90 في المئة من الالتهابات الكبدية هي لفيروس (سي)، وأن 90 في المئة من الفيروس ناتج عن تعاطي المخدرات، ونسبة المصابين في السجن تتراوح بين 10 إلى 15 في المئة من إجمالي المرضى النزلاء المصابين بأمراض أخرى في حين أن معدل الإصابة بفيروس (سي) في المجتمع تبلغ 1.5 في المئة، ولا يعني هذا أننا لا نتخذ الإجراءات الاحتياطية في السجن، لأن معظم الحالات تأتي من المجتمع».

وقال الخالدي إنه «من خلال المسح الذي قمنا به في 2013 لم نجد حالات انتقل إليها الفيروس داخل السجن إلا ما ندر، وقد دشّنا في 2010 عيادة أمراض الكبد في مستشفى الفروانية وتم إدخال كل الأدوية الموجودة والمتوافرة في الكويت لنزلاء السجون، بغض النظر عن الجنسية، وحتى الأدوية الحديثة هناك توجه لإعطائها، ومعنى هذا أن نزلاء السجون لا يقلون عمن هم خارجها لجهة الرعاية الطبية، بل هم في وضع أفضل، وحتى المرضى غير الكويتيين الذين لا تتوافر لهم بعض تلك الأدوية في الخارج، تتوافر لهم في السجون وبالمجان، وعندما قالوا إن الكويت مركز عالمي للإنسانية، فهي فعلا كذلك، فوزارة الصحة في هذا الموضوع لا تفرق».

وعن بقية الأمراض داخل السجون ذكر الخالدي أن «هناك 12 حالة درن قد تسجل سنوياً في السجون، غير أن من النادر وجود حالة درن رئوي مفتوح معد».