«زيدان مو لاعب»
| كتب أحمد المطيري |
1 يناير 1970
02:18 م
«زيدان مو لاعب» ... مقولة شهيرة ومجنونة بنظر عشاق المستديرة الساحرة وأسطورة القدم الفرنسية الجزائري الاصل زين الدين زيدان، أطلقها بعفوية جمال مبارك المدافع الدولي في احد البرامج التلفزيونية قبل سنوات.مقولة اعتبرها البعض «غشمرة»، واخرون جريمة يحق لهم رفع قضية يحاسب عليها القانون، وثمة من طالب بأن يتم فحص عقل «جمال» لعله غير مدرك لما قاله، الى جانب العديد من الردود التي أخذت منحى خطيرا وصل الى حد الاساءة الى اللاعب الدولي السابق في وسائل الاعلام المختلفة وخصوصاً التواصل الاجتماعي (تويتر وفيس بوك).
توقع الجميع بعد تلك المقولة أن يخرج عليهم «الجاملي» في النهاية، كما يحصل في برامج الكاميرا الخفية، ويقول بأن الامر مجرد مزحة ثقيلة وانه حان وقت الاعتذار من الجميع، وينتهي الموضوع عند ذلك الحد فيضحك الجميع وتنتهى المقولة عند هذا الحد.
لكن المفاجأة الكبيرة تمثلت في ان المقولة لم تكن غشمرة في برنامج رياضي بعد اصرار «مبارك» على المضي فيها وتكرارها، وزاد عليها بتفسيرات فنية تفيد عدم اقتناعه بزيدان.
بدأت المقولة منذ سنوات ولم تنته حتى الان ورافقت اللاعب السابق الذي كان كثير الظهور اعلامياً، وقد تحمل بشجاعة تحسب له ردود وتعليقات من الجماهير بعضها طغت عليها الفكاهة، وبعضها اتسم بالجدية والعصبية الشديدة، قابلها جمال مبارك أحياناً بروح رياضية يحسد عليها.
نعم قالها جمال مبارك وأصر عليها «زيدان مو لاعب»، وقد تخطت شهرة المقولة الحدود المحلية ووصلت الى الإقليمية، وأصبحت على كل لسان وتحولت مادة دسمة استغلتها بعض البرامج.
الجميع دون استثناء اختلف مع «الجاملي» على المقولة، كون زيدان بنظر العالم من ثوابت كرة القدم وأحد أساطيرها، وقال عنه "الجوهرة السوداء" البرازيلي بيليه إنه "أفضل لاعب في السنوات العشرة الاخيرة، وهو بكل بساطة استاذ وأضعه بين أفضل خمس لاعبين مروا على تاريخ كرة القدم".
وصرح مواطنه رونالدينيو بعد خروج منتخبه من كأس العالم 2006 في ألمانيا على يد فرنسا بعد الخسارة امامها بهدف: "كنا نعتقد أننا نلعب ضد زيدان وحده".
الايطالي باولو مالديني الذي صنف كأحد أفضل المدافعين على مر العصور قال: "زيدان أصعب لاعب واجهته". ولم يخف السويدي زلاتان ابراهيموفيتش اعجابه بـ"زيزو"، فقال: "عندما يخطو داخل الملعب، فإن زملاءه العشرة تلقائيا يؤدون بشكل أفضل".
تلك الاشادات لهذا النجم الذي اعتبر من أساطير اللعبة جاءت بفضل الانجازات العديدة التي حققها مع منتخب "الديوك" الذي نال معه شرف احراز لقب كأس العالم 1998 للمرة الاولى في تاريخه بعد فوزه على البرازيل في النهائي 3-صفر كان نصيب زيدان منها هدفين عن طريق رأسه الذهبية، ثم فاز الفرنسيون مع "زيزو" نفسه بلقب كأس الامم الاوروبية 2000 على حساب إيطاليا، وأخيراً بكأس القارات في ثلاثية تاريخية نادرة.
ودخلت فرنسا في سبات عميق بعد اعتزال زيدان الذي انتهى مشواره مع الديوك «بنطحه تاريخية» في نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا، اذ لم يتمالك أعصابه أمام المدافع ماركو ماتيراتزي فـ«نطحه» بشكل جنوني وسط أنظار العالم لتخسر فرنسا كأس العالم التي ذهبت الى الطليان بركلات الترجيح.
سجل زيدان لم يقتصر على منتخب بلاده، فقد قاد ريال مدريد الاسباني الى لقب دوري ابطال اوروبا في 2001، بعد الهدف الاسطوري الذي سجله في مرمى باير ليفركوزن الالماني لتنتهي المباراة 2-1 لصالح "الملكي"، وسبقها لقبان في الدوري الايطالي عندما كان يحمل شعار يوفنتوس الايطالي.
كما نال زيدان جائزة الكرة الذهبية اعوام 1998 و2000 و2003.
سردُنا لانجازات زيدان ليس بصدد الرد على ما قاله «الجاملي»، لكن للاضاءة على دورة الروضان التي وبفضل ابنها خالد قامت بمبادرة جميلة ومفاجئة لجماهير الكويت تمثلت في استضافة النجم الفرنسي ووضعه في مواجهة جمال مبارك امام الجماهير اليوم من خلال ما يعرف بـ"مباراة الحلم".
مقولة عفوية من جمال مبارك تحولت بسببها الى مشروع حقيقي في استقطاب زيدان الى الكويت وبالتحديد الى الدعية، وهي فرصة لعشاقه ليقتربوا منه أكثر ويشاهدوه وجها لوجه.
الجماهير وبعد إعلان الروضان عن جلب زيدان، أطلقت العنان بتعليقات غلب عليها المرح والكوميديا وقالوا: "يجب على زيدان أن ينطح جمال"، "لقاء القرن"، "من الظلم ان يستضيف المستطيل الاخطر زيدان وجمال معاً"، "يجب على زيدان أن يفعل بجمال ما فعله ميسي بمدافع بايرن ميونيخ جيروم بواتينغ"، "اللقاء يجب أن يكون راس براس".
ويبقى جمال مبارك الذي لم يختلف على مستواه احد، صاحب مسيرة لامعة بدأت مع الاوكراني الراحل فاليري لوبانوفسكي والتشيكيين ميلان ماتشاله ويورين دوشان والصربي ردان والالماني بيرتي فوغتس.
ظل العنصر الاساسي في صفوف "الأزرق" طوال مسيرته وحقق معه لقبي «خليجي 13» في عمان و«خليجي 14» في البحرين وحقق ألقابا بالجملة مع القادسية بعد انتقاله الى صفوفه.
«زيدان لاعب» ... شكراً جمال!