نظمته قائمة الراية لطلبة بريطانيا وإيرلندا في جمعية المحامين

مهرجان «وحدة وطن» للمعتدين: سلمنا أسلحتنا كافة... إلا سلاح الوحدة الوطنية

1 يناير 1970 07:50 م
• خليل أبل: لإصدار أي قانون لحماية أمن البلد بما فيه إعلان «الطوارئ»

• فرج: من الخطأ معالجة المشكلة أمنياً فقط لأن القضية أعمق من ذلك

• العبدالجادر: الوحدة الوطنية ليست شعاراً يرفع ولكنها أعمال حقيقية

• بسام العسعوسي: مراجعة المفاهيم والبرامج المؤسسة للخطاب الإقصائي

• النقي: ضرورة تطبيق القانون على كل طائفي لا يريد الخير لهذه البلاد
أجمع المتحدثون في مهرجان «وحدة وطن» على أن الوحدة الوطنية السلاح الأمضى بيد الكويتيين، وقد تجلت في الوقفة الشجاعة للشعب والقيادة خلال محنة التفجير الإرهابي الإجرامي في مسجد الإمام الصادق.

وأكد عضو مجلس الامة النائب الدكتور خليل عبدالله ابل، أن الاعتداء في تفجير مسجد الصادق، لم يكن على طائفة بعينها في المجتمع أو أحد مساجدها لأن الدواعش شرذمة جبناء لم يحاربوا بل يقطعون الرقاب للترهيب من اجل تنفيذ مخطط تقسيم المنطقة.

وقال ابل خلال مشاركته في المهرجان الذي عقدته قائمة الراية الطلابية لطلبة بريطانيا وإيرلندا في جمعية المحامين مساء امس الاول، بمناسبة تداعيات تفجير مسجد الصادق بالكويت، أن ما يحدث من الدواعش في دول عديدة كمصر وليبيا وتونس مثلا، لا علاقة له باختلاف الطوائف السنية والشيعية، لأن هذه الدول لا يوجد شيعة فيها أصلا، وان المطلوب هو ترهيب الناس وضمان استسلامهم، ولا شك ان هناك من يسهل لهم دخولهم ويوفر بيئة تحتضنهم.

واضاف ان الكويت ليست بمعزل عن ما يحدث من تمزيق للعالم العربي، وهذا الهجوم هو جزء من المخطط وهي حرب شنت علينا من باب تمزيق المجتمع وخلق فوضى، وهذا هو شعارهم في هذه الحرب التي اعلنوها علينا.

وبين أبل ان حضرة صاحب السمو اول من فهم رسالتهم، وحرص على عدم تحقيقها، فرد لهم الصفعة صفعتين وحضر الى مكان الحادث، ليلتف من خلفه طوائف الشعب كافة، مضيفا «ان حدث مكروه لا قدر الله فانا اول من يتصدى لهم ويدافع عن هذا البلد طلبا للشهادة في سبيلها، وعلى استعداد في مجلس الامة لجلسة خاصة لاصدار اي قانون من شأنه حماية امن البلد بما فيه اعلان حالة الطوارئ، والتنازل عن جزء من الحريات في سبيل أمن الوطن».

أما الشيخ الدكتور مرتضى فرج، فأكد ان الكويتيين سطروا في الأيام الماضية ملحمة وطنية رائعة، ابتداء من زيارة صاحب السمو الامير لموقع الحدث، وايضا الحضور الكبير من الكويتيين في بنك الدم للتبرع، وايضا المشاركة المنقطعة النظير في التشييع والعزاء، والصلاة الموحدة التي جمعت كل أهل الكويت بمختلف اطيافهم في مسجد الدولة الكبير.

واعتبر فرج ان عدم ترسيخ ثقافة التعايش والتعددية، وتطبيق القانون على من يصنع الفتنة وشق الصف، من أكبر الأخطار في الفترة السابقة، ولهذا يجب تعزيز الوسطية والتعددية، مؤكداً ان الغريزة في اتحاد المجتمع ووحدته الوطنية تظهر عند الشدائد، لكن عند الرخاء والرفاهية قد يكون العكس وتظهر عدم التمسك بهذه الوحدة، لأن هناك من لا يفرق بين التفاوت في الآراء والخصومة والنزاع.

وقال ان هناك تراجعاً في مؤسسات العالم الاسلامي، مستذكرا موقف الشيخ الغزالي رحمه الله، حينما نهر احد المواطنين الذي عتب على وجود شيعي بين علماء الدين السني في احد مؤتمرات وزارة الاوقاف بعد الغزو الغاشم، ورد وسط الحضور بأن الفروق في المذاهب السنية الاربعة اكبر من الفروق بين المذهبين السني والشيعي بل واجاز التعبد بمذهب الامام الصادق.

وشدد فرج على ان «تفجير مسجد الامام الصادق جريمة مروعة والسؤال المهم لماذا توجد بيئات حاضنة للارهاب في مجتمعنا؟، ومن المسؤول عن ملف البدون، حتى استغل بعض المتطرفين حاجاتهم في الاتجاهات الخاطئة».

واستغرب من الأمية المعرفية بالرغم من الثورة المعلوماتية، مؤكدا اننا نحتاج الى ثورة ثقافية وخلق جيل جديد يعي مسؤولياته من اجل وطنه ومجتمعه، لأن التطرّف من علامات الجهل، ولابد من ان تباشر الحكومة فورا بمعالجة الأوضاع الفاسدة في مؤسسات الدولة، وسن قانون لمكافحة الاٍرهاب ومراجعة مناهج التعليم، لأنه من الخطأ معالجة المشكلة امنيا فقط لأن القضية أعمق من ذلك، فالمجتمع مخترق ووسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير في التأثير فيه اخر 10 سنوات.

بدوره، قال النائب السابق الدكتور محمد العبدالجادر، ان الكويتيين شعروا الوحدة الوطنية منذ مئات السنين والتاريخ الكويتي يشهد بذلك، ولهذا نوجه رسالة للمعتدين ونقول لهم اننا سلمنا جميع أسلحتنا حسب قانون السلاح ما عدا سلاح واحد ولن نقوم بتسليمه وهو سلاح الوحدة الوطنية، وهي رسالة للشباب بالذات، لأنهم هم الفئة المستهدفة، وما حدث هو محاولة لتمزيق الوحدة الوطنية خاصة عند الشباب.

وبين ان الدولة عليها مسؤولية كبيرة في قادم الأيام، وأهمها وزارة الاعلام والشباب والاوقاف، وكذلك وزارة الشؤون التي عليها مراقبة الأموال التي تخرج من الكويت، ويجب توجيه الرسائل الحقيقية في ما يتعلق بالوحدة الوطنية عند الشباب الكويتيين الذين بعثوا رسالة كبيرة للعالم اكبر من حجم دولتنا الجغرافي، وهي الوحدة ما بين الكويتيين الذين سطروا أعظم الملاحم التي تعبر عن تماسك أبناء الشعب الكويتي، فالوحدة الوطنية ليست شعاراً يرفع ولكن هي اعمال حقيقية.

واخيرا دعا المحامي بسام العسعوسي، إلى تطبيق القانون على الجميع، خاصة من يطلق اي خطابات تدعو الى التفرقة وتمزيق الوحدة الوطنية، وان تراجع منظومة جميع القيم والمفاهيم والبرامج التي أدت الى وجود خطاب تكفيري وإقصائي في نفوس وضمائر الشباب.

واكد ان هذا المهرجان يعبر بشكل واضح وحقيقي عن مدى الإحساس والشعور بالوطنية، وهو دور العمل الطلابي الذي تلمس وشعر مدى جسامة وخطورة الحدث، ونحن فخورون بهؤلاء الشباب الكويتيين، ولن نخاف على الكويت ان وجد بها مثل هؤلاء الشباب.

من جهته، أوضح منسق قائمة الراية سلمان النقي، أن مشهد الوحدة الوطنية الذي جسده المجتمع الكويتي في الأيام الماضية، كان جميلا ومميزا وهو يدل على أصالة معدنه، مبينا أن «من المهم ألا تكون هذه الوحدة الوطنية مجرد ردة فعل وحالة مؤقتة، إذ يجب علينا أن نعي الدرس جيدا، وألا تكون الوحدة الوطنية مجرد شعارات نرددها بل يجب أن يكون هناك تطبيق واقعي ملموس لها»، مشددا في الوقت ذاته على أهمية أن يلتزم الجميع بالطرح الوسطي العقلاني وأن يبتعد عن الطرح الذي يقود المجتمع إلى الهاوية، مشددا على ضرورة تطبيق القانون على كل طائفي لا يريد الخير لهذه البلاد.

اتحادات طلابية شاركت في المهرجان



شارك في المهرجان الخطابي عدد من الاتحادات والقوائم الطلابية، ممثلة بالاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع أستراليا، وقائمة الوحدة الطلابية في أميركا، والاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع مصر، وقائمة الوسط الديموقراطي، والقائمة الإسلامية في جامعة الكويت.