سفير ألبانيا لـ«الراي»: الكويت تتمتع بديموقراطية كبيرة... حتى قبل الاستقلال

وصف سفير ألبانيا في الكويت كوتيم مورينا الديموقراطية الكويتية بـ«الكبيرة منذ الاستقلال وحتى قبله»، مشيرا إلى انه يتابع ويقرأ عما يحدث في مجلس الامة، متخذا منه علامة على الممارسة الحقيقية للعملية الديموقراطية.

وذكر السفير مورينا في حوار سياسي-اجتماعي مع «الراي»، أن «ألبانيا من أفضل الوجهات السياحية في العالم بحسب تقارير المنظمة العالمية للسياحة»، لافتا إلى أن «علاقات مميزة تربطها بالكويت جعلت حكومتها تعفي الكويتيين من تأشيرة الدخول ابتداء من فبراير الماضي».

وقدم مورينا امتنانه للحكومة الكويتية والشعب الكويتي وعلى رأسه سمو الأمير للدعم المستمر الذي قدمه لألبانيا وللروح الأخوية في علاقات التعاون بين البلدين، مستذكرا أن «بلاده هي أول دولة أوروبية تحصل على الدعم والمنح من الصندوق الكويتي للتنمية من بداية عام 1990».

وفي موازاة ذلك تطرقت حرمه فلورا عمر مورينا الى انطباعها لعمل زوجها في الكويت وانعكاسات ذلك على الحياة الأسرية مشيدة بما رأته من مكانة عالية للمرأة بالإضافة إلى كرم الضيافة الذي يعد من أعظم القيم لديه، وفي ما يلي نص الحوار:

? كيف تصف العلاقات الثنائية بين البلدين؟

- علاقاتنا مع الكويت ممتازة وفي أوج تألقها، و تفاهمنا حول القضايا الرئيسة يمتاز بالروح الايجابية للغاية بالاضافة الى ان بلدينا يتبنيان المواقف ذاتها في المحافل الدولية.

وقد بدأت العلاقة الديبلوماسية بين البلدين في عام 1968، ولكن تم تعزيزها في بدايات التسعينيات، حيث حدثت تغيرات ديموقراطية في ألبانيا.

وأود أن أذكر هنا أن حكومة ألبانيا دعمت التحالف الدولي لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، كما ان الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين مستمرة وفعالة، ولا ننسى ان ألبانيا هي أول دولة أوروبية تحصل على الدعم والمنح من الصندوق الكويتي للتنمية من بداية عام 1990.

وأتشرف بأن أقدم عظيم الامتنان للحكومة الكويتية والشعب الكويتي وعلى رأسه سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد للدعم المستمر الذي قدمه لألبانيا وللروح الأخوية التي تسود علاقات التعاون بين البلدين.

? كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

- التبادل التجاري بين البلدين منخفض، ولكن هناك اهتمام وتزايد من قبل المستثمرين الكويتيين في الفترة الأخيرة بالاقبال على البانيا حيث بدأت عدة شركات بزيارة ألبانيا ودراسة السوق وتقييم الوضع الاستثماري ومنها من بدأ الاستثمار بالفعل.

? كم يبلغ عدد أبناء جاليتكم في الكويت؟

- حسب الاحصائيات الأخيرة هناك تقريبا 120 مواطنا ألبانيا يعيشون في الكويت، بعضهم واجه مشاكل مع الشركات التي كانوا يعملون فيها، وسفارتنا قدمت لهم المساعدة القانونية المطلوبة واستشارات من دون التدخل في عقد العمل بينهم وبين الشركة.

? كم عدد السياح الذين زاروا بلدكم الموسم الماضي؟

- بناء على المصادر الرسمية الألبانية والمؤكدة من المنظمة العالمية للسياحة أيضا، فإن أكثر من 3.7 مليون سائح أجنبي زاروا ألبانيا في الربيع والصيف العام الماضي 2014، حيث كان هناك تزايد بحدود 20 في المئة مقارنة بعام 2013.

وبناء على كثير من الصحف والمجلات العالمية، فإن ألبانيا تعتبر من أهم وأولى الوجهات السياحية في العالم، وحسب نيويورك تايمز فإن ألبانيا في عام 2014 حصلت على المرتبة الرابعة من بين 52 دولة ينصحون لزيارتها والسياحة فيها، وأيضا حسب لونلي بلانيت فإن ألبانيا عام 2011 كانت من أفضل عشر دول رئيسية للسياحة في العالم، كما ان آراء وجهات أخرى متخصصة أوروبية تضع ألبانيا وأماكنها السياحية من بين أفضل عشر دول سياحية في أوروبا.

و أقترح للسياح الكويتيين، زيارة العاصمة تيرانا بميدانها الكبير وقلعة المدينة، الصعود إلى جبل دايتي للاستمتاع بالمناظر الخلابة بالتيليفيريك، وزيارة كثير من القلاع والأماكن التراثية والأثرية حول العاصمة، كما أقترح عليهم زيارة الأماكن الأثرية الأخرى في ألبانيا والمسجلة تحت حماية اليونيسكو مثل الحديقة الوطنية بوترينتي في جنوب ألبانيا الشاهدة على الحضارة القديمة الألبانية، وبعض المدن ذات المتاحف مثل جيروكاسترا وبيرات، حيث سيجدون هناك آثارا رومانية وبيزنطية وعثمانية.

كما أود أن أذكر السائح الكويتي بأن سواحلنا التي تمتد الى 400 كم تعج بالمنتجعات السياحية.

? ما هي شروط التقديم للتأشيرة؟

- أصدرنا بحدود 500 تأشيرة للكويتيين الموسم الماضي خلال الفترة من اكتوبر الى ابريل الماضي حيث كان الكويتيون معفين من التأشيرة من مايو الى سبتمبر فقط، و حكومة ألبانيا أصدرت قرارا في الفترة الأخيرة بإعفاء الكويتيين من شرط حصول التأشيرة الألبانية طول العام، وهذا القرار دخل حيز التنفيذ في بداية شهر فبراير لهذا العام.

والمواطن الكويتي يسمح له بالإقامة بالبانيا 90 يوما في كل ستة أشهر، كما أن جميع المقيمين في الكويت والذين لديهم تأشيرة شنغن أو بريطانية أو أميركية صالحة ومتعددة السفرات بشرط ان يكون قد استخدمها من قبل في إحدى هذه الدول فإنه يدخل ألبانيا من دون تأشيرة أيضا.

أما بالنسبة لبقية المقيمين فبإمكانهم التقدم بطلب التأشيرة عن طريق السفارة حيث إن الاجراءات ميسرة للجميع وليس هناك أي تأخير فيها.

? كيف تصفون التبادل الثقافي بين البلدين؟

- سفارة ألبانيا بالكويت قامت بعمل العديد من الأنشطة، ففي يناير لهذا العام تم تنظيم معرض الفنانين الألبانيين للرسم حيث شارك خمسة فنانين ألبانيين بلوحاتهم في المتحف الوطني للفنون بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت وبالتعاون مع وزارة الإعلام للكويت كما قمنا أيضا بتنظيم اليوم الثقافي الألباني بالتعاون مع مركز التواصل الحضاري بالكويت في منطقة الشهداء.

ونعمل حاليا على تنظيم معارض أخرى لفنانين كويتيين في ألبانيا، وهناك خطط لاحضار فرقة موسيقية فولكلورية شعبية ألبانية الى الكويت قريبا.

? كيف تصفون الديموقراطية في الكويت؟

- أنا أتابع دائما باهتمام المناقشات التي تدور في مجلس الأمة الكويتي عبر وسائل الإعلام للقضايا المختلفة، ودائما ما أقرأ مقالات مختلفة في الصحف المحلية، وأرى أن الكويت منذ استقلالها وحتى قبل ذلك تتمتع بديموقراطية كبيرة ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستويين الاقليمي والعالمي.

كما أن كرم الضيافة لدى المواطنين الكويتيين من بين أعظم القيم لهذا الشعب.

? هل هناك زيارات متوقعة بين مسؤولي البلدين؟

- شهد العام الماضي عدة زيارات مهمة منها زيارة رئيس البرلمان الألباني وكذلك زيارة رئيس مجلس الوزراء الألباني للكويت، ونحن الآن بانتظار رد الزيارة من الطرف الكويتي حيث نعمل بجهد واهتمام للترتيب لهذه الزيارات.

? برأيكم ما هو السبيل الأمثل للقضاء على ظاهرة الارهاب التي أصبحت عالمية؟

- يجب ألا يكون التعاون فقط بين الدول لمواجهة هذه الظاهرة العالمية بل من جميع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني ووسائل الإعلام.

وقد أثبت اللجوء للحوار السلمي لحل النزاعات بشكل عام أنه أكثر فاعلية من الثورات وأعمال العنف التي تؤدي لردود فعل سلبية، وهناك تعاون بين ألبانيا والكويت في هذا المجال، كما تعتبر ألبانيا نموذجا عالميا في تحقيق حرية الأديان.

? فلنبتعد عن السياسة لنتعرف على الجانب الاجتماعي من حياة السفير؟

- لقد تزوجت في 9/‏9 /‏1999 وهذا التاريخ لم يكن مقصودا بل كان مصادفة وهذا ما جعلني أعتز بهذا التاريخ بعد ان عرفت عن طريق وسائل الاعلام أن الآلاف في العالم قد اختاروا هذا التاريخ لعقد زواجهم.

? وكيف التقيتما؟

- الزوجة: إن عائلتينا على تعارف قبل زواجنا، ولكن علاقتنا أصبحت جدية في أيام الجامعة حيث كان زوجي يدرس في نفس الجامعة وهنا بدأنا نقضي أوقاتا أكثر معا.

? كيف ترين الحياة بعيدا عن الوطن؟

- يجب علينا أن نتأقلم دائما مع البلدان التي نعمل فيها، بثقافتها وعاداتها وهذا يضعني أمام مسؤولية كبيرة أمام أبنائي لمتابعة دراستهم والتأقلم في البلد الذي نخدم من خلاله، أما الأمر الايجابي فهو اننا نخدم بلادنا عندما ندعم الزوج الديبلوماسي مما يجعلنا نشعر بأننا مفيدون أكثر لبلدنا والأمر السلبي هو منع النفس من مزاولة التخصص وأمور أخرى.

? ما الذي تتمنينه لزوجك؟

- نظرا لطبيعة زوجي كإنسان يعمل كثيرا، أتمنى له التوفيق وأيضا أن يجد قليلا من الوقت لتلبية رغبته في القراءة والتأليف.

? ما القيم التي تحرصان عليها؟

- الزوجة: بالنسبة لي فإن الاخلاص والصدق في العائلة هي قيم لا بديل لها، ورفاهية العائلة لها الأولوية عن كل شيء.

- السفير: عمل كل ما هو جيد لبلدي وأصدقائي، وأكثر ما يؤثر في هو القضايا الانسانية، ولذلك أحرص دائما على احترام حقوق الانسان والأقليات بشكل خاص.

? كيف وجدتما الحياة في الكويت؟

- الزوجة: حقيقة عندما سمعت عن تعيين زوجي هنا في الكويت، كنت مترددة جدا لأنني كنت أخاف من التأقلم بدولة عربية غير معروفة بالنسبة لي، ولكن عندما وصلت الكويت ذهبت كل مخاوفي في أول يومين، حيث لاحظت أن النساء يسقن السيارات وهو الشيء الذي أثر علي كثيرا ووجدت حرية المرأة في الكويت بارزة جدا كما أن المرأة لها قيمة عالية في هذا البلد، والأمر الثاني حسن الضيافة وحسن الاستقبال في الكويت، فالكويتيون شعب كريم جدا.

- السفير: المجتمع الكويتي هو الأفضل في المنطقة، وعلى الرغم من انها مهمتي الأولى في هذه المنطقة الا اني حرصت على البدء خطوة بخطوة للتعرف على هذا البلد الجميل الذي وجدته بلدا ودودا ومنفتحا جدا ويرحب بضيوفه بشكل رائع، ومن أكثر ما احببت هنا الشواطئ الكويتية.

? ما أكلاتكم المفضلة؟

- الزوجة: أفضل الطبخ الإيطالي، ولكن هنا أعجبني كثيرا الأكل الشعبي الكويتي حيث جربت عدة مطاعم كويتية والأكل لذيذ جدا، ولا نفضل كثيرا الأكل من المطاعم ولكن أحيانا نضطر إلى أن نطلب من المطاعم التي أكلنا منها من قبل.

? هل يساعد السفير في أعمال البيت؟

- حتى اذا كان يرغب في مساعدتي في أعمال البيت فإنه لا يستطيع لأن لديه التزامات كثيرة ودائما مشغول، ولكنه يجد وقتا خاصا للجلوس مع أبنائه وهذه أكثر من كافية بالنسبة لي.

? هل عندكم وقت محدد للعب مع الأولاد؟

- لدينا ثلاث بنات، اثنتان منهن تدرسان في المدرسة وليس لديهما وقت كثير للعب إلا في نهاية الاسبوع، أما البنت الصغيرة فعمرها ثلاث سنوات ونصف السنة، فإنني أعطي لها وقتا أكثر كل يوم للترفيه داخل البيت وخارجه.

? ما أجمل الأماكن التي زرتماها؟

- الزوجة: أريد أن أذكر هنا كوريا الجنوبية، ونيويورك، وبرشلونة، وإيطاليا، وتركيا، ودبي وأماكن أخرى ولكل مكان منها مميزاته الخاصة.

- السفير: بعد أن زرت معظم دول العالم أرغب في اكتشاف الدول العربية للتعرف على عاداتها بعد ان رأيت ما يمتاز به الشعب الكويتي من عادات.

? ما هوايتكم المفضلة وأي نوع من السيارات مفضل لديكم؟

- الزوجة: السفر والتسوق هي من هواياتي، أما السيارات فإن أفضل سيارة هي ميساراتي.

- السفير: القراءة وبخاصة الروايات وممارسة الرياضة والسفر وأعشق من السيارات المرسيدس.

? هل تشجعون احد فرق كرة القدم؟

- الزوجة: كنت من قبل مشجعة يوفنتوس و كنت أتابع المبارات النهائية بكل حماس، والآن أتابعها ولكن ليس بالعواطف والحماسة القديمة.

- السفير: أشجع برشلونة بكل حماس وفي حال التقى الفريقان وفاز برشلونة فان الأعصاب تكون مشدودة في البيت.

السفير في سطور

? مولود في عام 1972 شمال ألبانيا مدينة هاس–كوكسي، متخرج في المدرسة الثانوية العامة في محافظة كروما – ألبانيا.

? متخرج في كلية الرياضيات بجامعة تيرانا عام 1994.

? متخرج في كلية الحقوق بجامعة شكودرا عام 2004.

? حصل على شهادة ماجستير في الدراسات الأوروبية بجامعة غراز في النمسا عام 2008.

? عام 1999-2009 موظف في منظمات UNHCR وCARE وOSCE في مدينة كوكسي بألبانيا، وخلال هذا الوقت كان نشطا في المجتمع المدني.

? كان في عام 2009-2012 رئيس منتدى التكامل الأوروبي.

? عام 2009 موظف ديبلوماسي في إدارة أوروبا وأميركا الشمالية والديبلوماسية العامة بوزارة الخارجية الألبانية.

? في مارس 2013 تم تعيينه سفيرا مفوضا وفوق العادة لجمهورية ألبانيا بالكويت.

? حضر كثيرا من الدورات التأهيلية في ألبانيا وخارجها في العلاقات الدولية، والاتصالات بين الثقافات، والحقوق الإنسانية، وكيف ندير المواقف والحالات والصراع والمجادلاتو المهارات الديبلوماسية وغيرها.

? يتكلم ويكتب بشكل ممتاز اللغة الانكليزية ويتكلم بشكل جيد اللغتين الفرنسية والألمانية.