حوار / أستاذة الديكور الدرامي تشكو من شخصيات «ما لهم شغل بالمسرح»
ابتسام الحمادي لـ«الراي»: غيرتي الفنية... تمنعني من التكرار!
| حاورها حمود العنزي |
1 يناير 1970
06:35 ص
لا تكتفي بعملها في التدريس الأكاديمي، بل تشارك بقوة في الساحة الدرامية من بوابة تخصصها الذي تعتز به!
إنها الدكتورة ابتسام الحمادي، عضوة هيئة التدريس في قسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمتخصصة في تصميم الديكور والأزياء على خشبة المسرح والدراما التلفزيونية على السواء.
«الراي» تحدثت إلى الحمادي، التي تعتز بأنها تحوِّل المكتوب على الورق إلى تصميم واقعي تساعد الممثلين على أن يكونوا أكثر اقتراباً من الشخصيات التي يجسدونها!
الحمادي أردفت: «أنا محبة للمسرح، لكنني بدأت حديثاً أولى تجاربي في الدراما التلفزيونية بمسلسل (الفصلة)، مع الفنان طارق العلي والمخرج نعمان حسين»، مشيرة إلى أنها «مرتاحة بالعمل مع هذين الفنانين لأنهما يؤمنان بالتخصص».
الحمادي التي تتميز بالصراحة والهدوء، شكت إلى «الراي» من أنها تلاقت مع أناس يتصدون للعمل الفني، لكنهم «ما لهم شغل بالفن والدراما» (وفقاً لتعبيرها)، كما تطرقت إلى آرائها في قضايا مختلفة، في ما يأتي تفاصيلها:
• بدايةً، أنتِ توليتِ مهمة تصميم واختيار الأزياء لمسلسل «الفصلة» (ثلاثون حلقة)، وهذه تجربتك الأولى تلفزيونياً؟
- العمل ليس بجديد، لأنني أعمل وأصمم أزياء درامية، وشدني في «الفصلة» أن هناك تنوعاً في الأزياء، منها ما هو تاريخي وتراثي ومنها ما هو أقرب إلى الفانتازيا، والكل في مكان واحد، والزمن الذي تدور حوله الأحداث قديم وفانتازي، وينتقل من مرحلة إلى مرحلة، وهذا أعطاني الفرصة والأريحية في تصميم الأزياء.
• أيٌّ منهم الأصعب أزياء الشباب أو البنات؟
- ليس هناك فرق... الاثنان لهما وزنهما وتكنيكهما وتقنيتهما، وكل زي آخذه بحسب الخط الدرامي وبناء الشخصية، والبنية الاجتماعية والحالة، وحسب الكراكترات.
• هل وجدتِ التعاون في المسلسل صعباً، لكونك أستاذة متخصصة، ولك رأي، وهناك احتمالات للاختلاف في وجهات النظر؟
- أنا مرتاحة كثيراً في العمل مع الفنان طارق العلي والمخرج نعمان حسين، لأنهما يؤمنان بالتخصص، ويفسحان لي في المجال لأبدع بحريتي، وأحياناً أدخل معهما في التفاصيل، كي أعرف الأزياء التي ستُستخدَم في كل حلقة وفقاً للشخصيات، وأجد منهما القبول والتعاون السلس بأعلى درجة، وهما يملكان رؤية معمقة، ويثقان بي ويفتحان لي الطريق للانطلاق.
• قلتِ لنا في دردشة جانبية إن الزي الذي تصممينه في عمل ما... لا تكررينه في عمل آخر؟
- بالضبط... لا أستغل قطعة قديمة في عمل جديد.
• لكن في أعمال لنا خاصة في فترة الثمانينات كانت الأزياء والاكسسوارات تتكرر في عمل وآخر، وكان هذا شيئاً عادياً؟
- ملاحظة دقيقة، لكن لكل من الشخصيات خطها، حتى إن كانت تتشابه في الأعمال، وغيرتي الفنية لا تسمح لي بأن أكرر ما أعمله.
• هل تميلين إلى ابتكار الأزياء وتصميمها حتى إن كانت في زمن قديم؟
- نعم... مثلاً الأزياء في الثمانينات وقبلها من السنوات، لم يكن توجد بها «تشييرة» أو رسومات كثيرة، لكنني أحييتها، واستخدمتُ خامات حديثة، لكن في «موديلات» قديمة، وأضفت إلى الزي التراثي، لكنني لم أخربه، ولم أقبحه، لأن الثراث يبقى تراثاً، وتراثنا بمنزلة خط أحمر.
• قدَّمتِ وصمَّمتِ أعمالاً مسرحية وأخرى تلفزيونية... أين وجدتِ نفسك أكثر في المسرح أو التلفزيون؟
- أنا مسرحية بالدرجة الأولى، والمسرح يستهويني أكثر، وأنا أيضا أصمم الديكور لكثير من البرامج، وهذا تخصصي الذي تعمقت فيه سنوات وأدرِّسه للطلبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعن الأزياء أشعر بأنني أحيي الشخصية وأبرزها من الورق وأقدمها على المسرح.
• وبعد تجربة «الفصلة»، هل تنتوين تكرار التجربة في الأعمال التلفزيونية؟
- نعم... وهذه التجربة لا أعتبرها غريبة عليّ.
• ألم يتطرق إليكِ التعب أو الملل من ساعات التصوير الطويلة والتحضيرات وضرورة الحضور اليومي؟
-لا، إطلاقاً... بل إنني أحببتُ الروتين الخاص بالعمل، وحتى في المسرح أحضر يومياً البروفات في المسرح، وحالياً انضممت إلى فريق عمل مسرحية «ان فولو» التي ستعرض في عيد الفطر السعيد.
• بصراحة... مَن الفنانة أو الفنان اللذان واجهتِ صعوبة أكثر في تصميم أزيائهما؟
- بالرغم من كثرة الفنانين، لم أجد صعوبة بقدر تعبي من بعض الشخصيات الجديدة، في وسطنا الفني، الذين لا يعرفون «الخط الدرامي».
• هل تقصدين الفنانين الجدد... الذين يريدون الزي «حسب مزاجهم»، وليس كما يقتضي الدور؟
- الأكثر من هذا أنهم يريدون أن «يطلعون حلوين»، وليسوا مناسبين للدور، مع أنني لا أهدف أصلاً إلى تبشيعهم، بل جعلهم مناسبين للدور والخط الدرامي والشخصية التي تتطلب زياً معيناً، فأنا أتعامل مع الورق... وأدرس الشخصية التي يريدون تمثيلها.
• هل واجهتِ أناساً لا يعرفون معنى ودلالة الزي التمثيلي؟
- نعم... واجهتُ هؤلاء تحديداً في مسرح الطفل، واجهتُ «كم شخصية ما لهم شغل أصلاً بالدراما المسرحية».
• وكيف تتعاملين في هذه الحالة؟
- لم أستسلم، بل أفرض وجهة نظري، وأغير بعض الشيء، لكنني لا أخرج من جو الشخصية.
• لكن ألم تواجهي صعوبة في المسرح الأكاديمي؟
- لا، فأنا أفرض رؤيتي والآخرون يحترمونها بكل حب، لأنهم فنانون دارسون ويعرفون أصول الفن، وهناك أكاديميون ولجنة تحكيم، لا بد أن نعمل جميعاً ونتكامل، ولكنْ كل منا له تخصصه.
• حسناً... من أسهل وأحب شخصية ترتاحين في تصميم أزيائها؟
- أحلام حسن، كل شيء يليق لها، وهي أختي وصديقتي، عندما أُلبِسها أشعر بأنني أُلبِس أختي، وهي تثق بي ثقة تامة، وللأمانة أكثرية من تعاملوا معي يعطونني الثقة، ويلبسون ما أصممه بكل ثقه وراحة، ولم أشعر بالمعاناة إلا بسبب الدخلاء على الفن، مع الأسف أنني عملت معهم.
• أنت أستاذة ولك محاضراتك وطلابك صباحاً... في المعهد العالي للفنون المسرحية، كيف توفقين بين التدريس والعمل الميداني؟
- أنا أجيد تنظيم وقتي، والالتزام من أهم صفاتي، وحتى في أيام الغربة من أجل الدراسة خارج الكويت، حيث عشتُ في لبنان لأنني درستُ في جامعة الروح القدس في بيروت، وقد علمتني الغربة الالتزام، وهذه الحياة علمتني ضرورة أن أنظم نفسي وأُنجز كل ما أريد عمله.
• هل صحيح... أن مهندس الديكور أو مصمم الأزياء مظلوم وكل النجاح ينسب إلى الفنان أو العمل؟
- لو تحدثنا عن السابق سأقول: «نعم»... لكن حالياً «لا»، فسابقاً كنا كأننا غير موجودين، لكن مع التكرار وارتفاع الوعي بعناصر المسرح، بدأت أسماؤنا تأخذ طريقها إلى الظهور، وأنا من الأشياء التي ساعدتني على البروز أنني أستاذة في المعهد، وسعيدة بنجاح وتخرج وعمل طلبتي، واليوم في ظل المهرجانات الخليجية وحضوري المتكرر صار اسمي معروفاً، وفُتحت لي أبواب.. ومع كثرة الاجتهاد سوف يعرفك الناس.