قطوف رمضانية / شهر الدعاء (2)

1 يناير 1970 11:31 ص
وللدعاء شروط وآداب ينبغي مراعاتها والأخذ بها حتى يكون الدعاء مقبولاً مستجاباً:

يأتي في مقدمتها إخلاص الدعاء لله، وإفراده سبحانه بالقصد والتوجه، فلا يدعو إلا الله ولا يسأل أحداً سواه. ولا بد من قوة الرجاء وحضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء لقوله - صلى الله عليه وسلم-: ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ ) رواه الترمذي. وعلى الداعي أن يجزم في المسألة ولا يتردد، ولا يستعجل الإجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له )، وقوله: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري.

وليتحرَّ الأوقات والأحوال التي تكون الإجابة فيها أرجى كليلة القدر، وجوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وحال السجود، والصيام والسفر وغيرها من أوقات الإجابة. وليقدّم بين يدي دعائه الثناء على الله جل وعلا، والصلاة على - النبي صلى الله عليه وسلم – والإقرار والاعتراف بالذنب والخطيئة، فعن فضالة بن عبيد قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعداً إذ دخل رجل فصلى فقال: «اللهم اغفر لي وارحمني»، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصلّ عليّ، ثم ادعه ) رواه الترمذي.