أبعاد السطور

إلى محمد الخالد

1 يناير 1970 04:30 م
الحمد لله عز وجل على ما كتب وقضى، ورحم الله أولئك الأبرياء أهل الدماء الطيبة الذين غُدر بهم بهتاناً وطغياناً وظلماً في مسجد الإمام الصادق، رحمهم الله تعالى وأسكنهم واسع جناته، ونسأله سبحانه أن يفرغ الصبر والجَلَد والسلوان على أهاليهم المفجوعين بهم، والعزاء كل العزاء للكويت قاطبة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى أقصى غربها.

إن تواجد وحضور ولي أمرنا ووالدنا وأميرنا سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في موقع التفجير بعد لحظات قليلة من وقوعه بلا حراسة مشددة وبلا موكب مهيب وبلا كاميرات وعدسات وكوكبة إعلامية لهو دليل عظيم وراسخ وبائن كالشمس على طيبة قلب هذا الإنسان حفظه الله تعالى، ودليل كبير على روحه الأبوية التي دفعته لهذا التصرف السريع، ودليل على عِظم إحساسه بالمسؤولية، ودليل أنه قريب بتواضع من أبناء شعبه، وأنه ليس عنده فرق بينهم، فجزاه الله عن الشعب الكويتي خير الجزاء، وأيم الله يا سمو الأمير إن شعبك لفخور بك. كما أن التواجد السريع لمجموعة من الوزراء من أسرة آل صباح الكرام في مكان الانفجار لهو عمل كريم شريف ونبيل، يحسب لهم بكل فخر، ولا شك أن حضورهم ذلك كان له الأثر الإيجابي العظيم على عموم أبناء الشعب.

كلمة حُب وكلمة شُكر وكلمة اعتزاز أرسلها محملة بالورد نحو الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية، وأقول له: ونعم الرجل أنت، ونعم الوزير أنت، ونعم المسؤول أنت، حيث دفعتك مسؤوليتك وأمانتك لتكون أول المتواجدين في مسجد الامام الصادق ولا يزال دخان التفجير لم ينقشع بعد، وهذا مؤشر يشير إلى مروءتك وشجاعتك، لاسيما أنك وُفقت بفضل من الله تعالى أنت ورجال أجهزتك الأمنية الأبطال الأحرار للوصول لـ«الدواعش» المجرمين الذين خططوا لتفجير المسجد خلال 48 ساعة، وهذا عمل عظيم كان لزاماً أن يشكركم عليه كل الشعب الكويتي.

لكن يا معالي وزير الداخلية، هناك ثمة أمور لابد منك الالتفات إليها، لما لها من أهمية قصوى من شأنها بعد توفيق الله أن تُرسخ الأمن وتساعد على ضبط الكثير من الأمور التي تحتاج للرقابة الشديدة والعيون الساهرة، فلابد من نشر الكاميرات الأمنية وأجهزة Body Scan في العديد من المرافق الرسمية منها وغير الرسمية والشوارع العامة والمؤسسات الحكومية والمجمعات التجارية، لما في ذلك من فوائد جمّة لأمن البلاد والعباد. والأمر الثاني هو انتشار الحسابات الإخبارية في «تويتر»، التي تبث الإشاعات والمعلومات والأخبار الكاذبة بلا أدنى مسؤولية أو خوف من الله تعالى، حيث عانينا ومازلنا نعاني من كذبها ودجلها الذي يسبب زعزعة للأمن ونشراً للفوضى، وما بدر منها في حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق لهو خير مثال، فلابد من الالتفاتة إلى تلك الحسابات التافهة ومعرفة من يديرها ومن هم أصحابها، وألا يتركوا يعيثون فساداً في أمن الوطن والمواطن. هذا وسدّد الله خطاكم.

[email protected]