وقل ربي زدني علما
1 يناير 1970
11:43 ص
في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك، عسى الله أن ينفعنا بها .
أشجار في الجنة
هنالك جمال أخّاذ في الطبيعة تحبه العين،كلنا شاهده وتمتع بجماله وسحره وربما منا من جمّل به منزله وأقام السياج حوله، ليحميه من عبث العابثين وربما استفاد من ثمره، طبعا عرفتم ما اقصد، ألا وهي الأشجار بشتى أنواعها، جمال بثه الله البديع في كونه الواسع للتمتع به والاستفادة من ثمره، بل هو رئة العالم، حيث إنه ينتج الاكسجين الذي نتنفسه في الهواء فلولا الاشجار لمات الانسان والحيوان، فهو من أعظم نعم الله على اهل الارض قاطبة، وانا أشجع على زراعة الأشجار، ومعي الكثيرون من محبي الزراعة، هذا في الدنيا التي نعيش فيها، سؤال، كيف تزرع لك اشجارا في الجنة وانت على سطح الارض في الحياة الدنيا ؟ قد تتعجب وتقول وما علاقة الدنيا بالآخرة، فيقال لك: هناك علاقة وطيدة لا تنقطع،وخذ هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد اقرئ امتك مني السلام،واخبرهم ان الجنة طيبة التربة،عذبة الماء،وان غراسها: سبحان الله،والحمد لله، ولا اله إلا الله،والله اكبر ) حديث حسن غريب، فأنت عندما تسبح مثلا وتقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الا الله، والله اكبر، أتعرف ماذا اضفت الى أملاكك في الجنة، اضفت اليها خمس شجرات لا يعلم طولها ولا جمالها إلا خالقها، نعم هذا هو الحاصل بل لك جائزة اخرى أتعرف ما هي، لك في كل تسبيحة و تحميدة صدقة، وهناك ايضا بكل واحدة منها عشر حسنات، كل هذه النعم في اربع ثوان فقط لا غير، نعم خذ الساعة التي معك وانظر إلى عداد الثواني وقل سبحان الله، ماذا اخذت من وقتك الثمين، ثانية واحدة فقط لا غير، شجرة في الجنة صدقة، عشر حسنات، كرم رباني لا يقدر، وأزيدك ايضا، ورد في الصحيحين من حديث ابى موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ) ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة،قال بلى يا رسول الله،قال لاحول ولا قوة إلا بالله)، اخي العزيز: هل تتصور هذا الكنز وما فيه، قد نعرف كنوز الدنيا وما فيها من جواهر، ولؤلؤ، وذهب، وغيرها قل لي بربك كم إنسانا في زمننا الحاضر حصل على كنز، نادر جدا حصول ذلك، وأنت تقدر على ذلك وفي الجنة فلم تتوان في ذلك، إنها الغفلة التي أصابتنا جميعا الا من رحم الله،غفلة،عما يمكن أن نزيد به رصيدنا في الآخرة، يا أخي إننا في الدنيا كالفلاحين نزرع هنا ونحصد هناك، لا اكثر، ولا اقل، اكثر من الزراعة هنا، تكثر من الحصاد هناك، قلل هنا تقلل هناك،ولا تنس أن ما تزرعه هناك سيبقى خالدا الى الأبد، نعم فالجنة كل ما فيها خالد الى الأبد، أما ما هنا فتعرف مصيره، فاسع الى الدائم، ولا تسع إلى المنقطع، غفر الله لنا ولكم جميعا.